فساد الدبلوماسية الفلسطينية.. رياض المالكي “الإسخريوطي الفلسطيني”

فساد الدبلوماسية الفلسطينية.. رياض المالكي “الإسخريوطي الفلسطيني”

الضفة الغربية – الشاهد| كتب الكاتب عادل أبو هاشم مقالاً تحدث فيه عن فساد الدبلوماسية الفلسطينية، والتي يقف على رأسها رياض المالكي.

المقال الذي جاء مع إحالة السلطة لأكثر من 70 سفيراً للتقاعد خلال الأيام الماضية، تحت ذريعة بلوغهم سن التقاعد، خرجوا وإنجازهم للقضية الفلسطينية صفر.

وفيما يلي نص المقال

لم تسيء إلى القضية الفلسطينية على مدار تاريخها الطويل حالة شائكة بعد "العملاء" كما أساءت  بعض السفارات والممثليات الفلسطينية للقضية، وذلك بفضل وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي..!!

فالمراقب لعمل الدبلوماسية الفلسطينية يكتشف حجم الفساد في السلك الدبلوماسي الفلسطيني في الخارج ، ووضع المنافقين  والانتهازيين والأفاقين و الوصوليين ، والذين لا يملكون أي تاريخ نضالي أو سياسي في مناصب سفراء وممثلين لدولة فلسطين والسلطة الفلسطينية..!!

كما أصبحت السفارات في عهد المالكي أماكن للبطالة المقنعة ، وأماكن لممارسة أقصى حالات الإضطهاد ضد الفلسطينيين ، وبؤر لكتابة التقارير السرية لأجهزة الأمن الفلسطينية ضد أبناء شعبهم..!!

فمن هو رياض المالكي..؟؟!!

المالكي هو أحد افرازات التسوية السياسية المسماة «اتفاقية أوسلو » التي أفرزت طابوررأً خامساً من الذين وقفوا ضد آمال وطموحات الشعب الفلسطيني، والذي أعتبر أن مشكلته الحقيقية لم تعد مع عدوه السابق بل مع شعبه الحالي..!!

يأتي على رأس هذا الطابور الدكتور رياض المالكي وزير الإعلام في حكومة سلام فيّاض عام 2007م، أو «غوبلز فلسطين» كما لقب في ذلك الوقت..!!

فقد أغرق  المالكي الفلسطينيين بسيل من التصريحات المتهورة، والتقارير الكاذبة والمقالات التي تستخف بجهاد ونضال وتضحيات الشعب الفلسطيني..!!

و(غوبلز ) لمن لا يعرفه كان وزير الدعاية السياسية في عهد ادولف هتلر وألمانيا النازية، وقد لعب دورًا مهمًا في ترويج الفكر النازي لدى الشعب الألماني بطريقة ذكية، وقد اشتهرت عنه مقولتان في مجال العمل الإعلامي :

«كلما كبرت الكذبة سهل تصديقها».‍.!!

و«اكذبوا اكذبوا حتى تصدقوا أنفسكم ثم يصدقكم الناس»..!!

والمالكي يحمل شهادة الدكتوراه في الهندسة من الجامعة الأمريكية، وقد عمل محاضراً في جامعة بيرزيت ما بين 1981م حتى 1996م، وكان قد أسس مركز بانوراما (المركز الفلسطيني لتعميم الديمقراطية وتنمية المجتمع) الذي تعاون مع جمعيات إسرائيلية لتنظيم مؤتمرات وندوات عن السلام، كما حضر عددًا من الاجتماعات في مركز شمعون بيريس للسلام في روما..!!

ومع أن المالكي كان من المعارضين لإتفاق أوسلو في بداية الأمر، وألقى في ذمه خطباً صاخبة، إلا إن انجرافه لاحقاً في عملية التطبيع مع الإسرائيليين أدى إلى طرده من صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وكان قد صرح بعد توقيع اتفاق أوسلو ورفض الجبهة الشعبية للإتفاق :

«إذا أراد عرفات أن يطلب حق اللجوء السياسي في إسرائيل فليفعل..!»

وعندما رفض مصطفى البرغوثي أن ينضم إلى حكومة سلام فياض التي شكلها بعد الانقسام في 15 / 6/ 2007 م كوزير للاعلام ، جيء بالمالكي ليكون وزيرراً للاعلام، وأصبح ناطقًا باسمها، ولينضم إلى الطابور الخامس الدخيل على شعبنا، والمتصدرين في رئاسات وقيادات لاحق ولا استحقاق لأن يتربعوها ويتصدروها، وليبدأ بكيل التهم والتحريض ضد شعبه..!!

تارة بأن حكومة الوحدة الشرعية بقيادة  إسماعيل هنية هي حكومة الظواهري، وتارة أخرى باتهام العالقين على معبر رفح بأنهم مخربون ومسلحون وتلقوا التدريبات العسكرية في سوريا وإيران..!!

ثم صدر مرسوم رئاسي في  19 مايو 2009م  يقضي بتسميته وزيراً للخارجية و شؤون المغتربين لنزع هذه الصفة عن فاروق القدومي الذي لم ينضو تحت جناح  محمود عبّاس فانتقل من لعب دور «غوبلز» إلي دور «يهوذا الإسخريوطي» التلميذ الخائن للمسيح  – عليه السلام – ، وهو الذي واطأ الكهنة على الدلالة عليه بأجر، وهو الذي ألقي عليه شبه المسيح فصلب بدلاً منه ورفع المسيح – عليه السلام – إلى السماء.

 و لا يزال في المنصب إلى الآن..!!

وقد سجل «الإسخريوطي الفلسطيني» رقمًا قياسيًا من الإساءات بحق الشعب الفلسطيني و قضيته خلال فترة وجيزة من توليه المنصب..!!

فقد أساء في عدد من مقالاته إلى المقاومة و قلل من شأنها وسخر من فاعليتها، وهاجم عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، و اعتبر أنها أتت بضرر كبير على الشعب الفلسطيني، دون أن يطرح بدائله لتحرير الأسرى والمعتقلين من سجون الإحتلال..!!

وكانت مقالاته تمهيداً للحملة التي نظمتها حكومة سلام فيّاض لسحب سلاح المقاومة في الصفة الغربية، ونزع الشرعية عنها، كما شكل غطاء لمندوب السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة رياض منصور لتقديم مشروع يعتبر المقاومة في غزّة خارجة عن القانون..!!

كان المالكي المسؤول الأول عن إغراق قطاع غزّة في الظلام عندما صرح كذباً أن حماس تستولي على الأموال التي تجمعها شركة الكهرباء، وتأخذ وقود الشركة لتشغيل سيارات القوة التنفيذية، وأنها أقالت مسؤولين في شركة الكهرباء وعينت مسؤولين من حماس بدلاً منهم، وقد استند الإتحاد الأوروبي إلى تصريحات المالكي وأوقف دفع ثمن الوقود للشركات الإسرائيلية فقطعت الكهرباء عن غزّة، وبات الناس والمؤسسات والمستشفيات أياماً دون كهرباء..!!

لم تصمد كذبة المالكي طويلاً أمام الحقائق التي قدمتها الحكومة في غزّة للأوروبيين والرأي العام فعادت الكهرباء إلى القطاع، ولكنها كانت سابقة شجعت الإسرائيليين على ممارسة الابتزاز بقطع الكهرباء بين الحين والآخر..!!

وللمالكي مع معبر رفح تجربتان :

ففي الوقت الذي كان فيه العالقون على المعبر من حجاج قطاع غزة عام 2007 م  يناشدون العالم للتدخل من أجل تسهيل عودتهم إلى أهلهم و بيوتهم في غزة بعد عودتهم من موسم الحج   ، خرج عليهم المالكي بتصريح يعلن فيه أن بين العالقين 79 شخص جاءوا من إيران وسوريا وقطر، وأن بعضهم تلقى تدريبات عسكرية، وأن بينهم امرأتين تحملان معتقدات سياسية متشددة..!!

وفي ذلك دعوة صريحة لإبقاء المعبر مغلقًا ، كما لم يخف تقديره لإقفال المعبر أمام المسافرين من قادة  حركة «حماس» الذين عملوا على إدخال الأموال إلى القطاع في حقائبهم..!!

وكان المالكي أكثر المصدومين والحانقين عندما فتحت السلطات المصرية معبر رفح أمام حجاج غزّة لأنه راهن بأن الحجاج لن يخرجوا إلا عن طريق حكومة سلام فيّاض ومن المعبر الإسرائيلي، مدعيًا أن حكومته قد استنفدت كل الجهود دون جدوى، محملاً  «حماس» المسؤولية عن عدم خروج حجاج غزّة..!!

وتزامنت تلك المساعي الرامية لتشديد الحصار على غزّة مع حملة شعواء شنتها أجهزة الأمن التابعة  لمحمود عبّاس على الجمعيات الخيرية ولجان الزكاة في الضفة الغربية، فأغلق معظمها وصودرت ممتلكاتها، وحلت اللجان المشرفة على بعضها، واستبدلت بأخرى مؤيدة لحكومة فيّاض وعبّاس، وذلك في محاولة للحد من قوة ما أسماه المالكي بـ (إمبراطورية حماس المالية)..!!

وقد حدد المالكي المصادر المالية لتلك الإمبراطورية إضافة إلى معبر رفح الذي تم إغلاقه، والتي ينبغي العمل على تجفيفها وهي لجان الزكاة والجمعيات الخيرية، والتجار والمستوردون والأنفاق..!!

هذه بعض إبداعات «الإسخريوطي الفلسطيني»، يضاف لها الكثير من التصريحات والمواقف المعيبة التي لاقت رفضًا حتى من بعض خصوم حماس، كوصفه لحكومة إسماعيل هنية بحكومة الظواهري، أو تأييده لقرار منع التظاهر في الضفة ضد مؤتمر أنابوليس، واتهام حركة «حماس» في أحداث سيناء..!!

وبعد إعلان رئيس السلطة محمود عبّاس في مايو «ايار» 2020 م بالوقف الفوري للتنسيق الأمني، وكل التفاهمات والاتفاقيات مع العدو، وإنسحابه من الإتفاقيات والالتزامات مع الحكومتين الإسرائيلية والأمريكية رداً على التهديدات الاسرائيلية بضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، أعلن المالكي استعداده للقاء اسرائيل في موسكو..!!

وقد شن اللواء توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» هجومًا على المالكي، واتهمه بانه يغرد خارج السرب الوطني الجامع والموحد ضد إجراءات الإحتلال وعدوانه وتهديداته بضم الاغوار والضفة الغربية، الأمر الذي يعتبر اعلان حرب شاملة على مكونات الشعب الفلسطيني مجتمعة، وهو ما يستدعي استنهاض كل القوى الوطنينة والفعاليات الشعبية للتصدي لعدوان الاحتلال وتهديداته..!!

وقال الطيراوي للمالكي : (حان وقت ذهابك الى المنزل لمقابلة نفسك، لأنك لم تعد قادرًا على التعبير عن الحد الأدنى الدبلوماسي لطموحات الشعب الذي تمثله في الدبلوماسية العالمية كوزير خارجية..!!).

وبعد :

لا يحتاج الأمر إلى تعليق، ولا شك في أن الفلسطينيين الذين قدموا مئات آلاف الشهداء منذ مطلع القرن الماضي في مواجهة الغزوة الصهيونية لبلادهم لن يقبلوا أن تداس كرامتهم من شرذمة قليلة تمسحت بلباس الوطنية، وعاثت فسادًا بين أبناء شعبها، وأصبحت خنجراً مسموماً في ظهر القضية..!!

إغلاق