“رغم ضراوته”.. إقرار إسرائيلي: جهد السلطة ضد المقاومة غير كاف

جنين – الشاهد| لا يزال الجيش الإسرائيلي يرى في أجهزة أمن السلطة الفلسطينية طرفا لا يمكن الوثوق به رغم حملتها الأمنية ضد عناصر المقاومة في الضفة الغربية المحتلة ويبرر بأن عملية “الجدار الحديدي” دليل بأنه وحده القادر على القضاء عليها.
الباحث بجامعة جنوب ويلز بالمملكة المتحدة ومركز “إسرائيل” للاستراتيجية الكبرى “ICGS” أوري فيرتمان يقول إنه “بينما سرى اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس بغزة، فإن دراما حقيقية تتكشف في الضفة الغربية، إذ تتعاون إسرائيل والسلطة الفلسطينية في مكافحة قوى المقاومة، وبدأ ذلك أوائل ديسمبر 2024، بعد تقويض حكم السلطة بشكل خطير شمال الضفة من قبل حماس والجهاد الإسلامي، حيث شنّت قواتها عملية عسكرية ضد مسلحي المقاومة، بزعم استعادة حكمها في جنين”.
وأضاف فيرتمان في مقال نشرته صحيفة “إسرائيل اليوم” أن “مشاهد سقوط نظام الأسد في سوريا دفعت محمود عباس للتحرك ضد من يسعون للإطاحة بسلطته، ورغم تقدم سنّه قرابة 90 عاما، لكن ذاكرته لا تزال قوية، ولم ينس كيف طُردت السلطة تحت قيادته بشكل مخزٍ من غزة صيف 2007، وهو لا يبخل بالوسائل، فعندما أصبح بقاء حكمه على المحك، أغلق قناة الجزيرة مؤقتاً، بزعم أنها تقدم بانتظام رواية واضحة لصالح حماس”.
وأوضح أنه “رغم الأمل بظهور سلطة فلسطينية متجددة الآن، فقد قرر عباس فرض سيطرته على الضفة، رغم أن الحقيقة المرّة أنه منذ إنشائها في 1994 بموجب اتفاق أوسلو، لم تتغير رغبتها، وعجزها عن محاربة قوى المقاومة، لأنها لا ترغب بتصويرها متعاونة مع إسرائيل بنظر الجمهور، الذي يعتقد أن حكم عباس فقد شرعيته منذ فترة طويلة”.
وأشار إلى أن “استطلاعات الرأي العام الأخيرة، تُظهر أن وضع السلطة وزعيمها في الضفة هبط لأدنى مستوياته، ويؤيد 94 بالمئة منهم استقالته، ويعتقد 73 بالمئة أن السلطة تشكل عبئاً على الشعب، فيما تتمتع حماس بالدعم، ومع أن أغلبية كبيرة في الضفة تؤيد حركة فتح بنسبة 48 بالمئة، لكن ليس مستغرباً أن يتمكن مرشح حماس من هزيمة عباس بسهولة بنسبة 86 بالمئة مقابل 10 بالمئة”.
وزعم أن “إسرائيل لا تثق بعباس والسلطة حين يتعلق الأمر بالقضايا الأمنية، بدليل أن عملية الجدار الحديدي، تشكل استمرارا لنشاط الجيش والشاباك ضد البنى التحتية للمقاومة بالضفة، وأنه وحده قادر على القيام بهذه المهمة، مما يؤكد أنه في غياب وجوده عن الضفة، من المتوقع أن ينهار حكم السلطة مثل “بيت من ورق”، لأن الواقع يثبت لنا مرارا وتكرارا أن قواتها الأمنية عاجزة عن فرض القانون والنظام بالمناطق الخاضعة لسيطرتها”.
وختم إن “إسرائيل المهتمة ببقاء السلطة كحكومة فعّالة قادرة على إدارة حياة الفلسطينيين في الضفة، وتخشى أن تحاول حماس والجهاد تنفيذ هجوم على غرار 7 أكتوبر في أراضي الضفة، لا بد وأن تتحرك بنفسها ضد بناهما التحتية”.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=84345




