هكذا عطل عباس لجان التحقيق في وفاة الرئيس “عرفات”

رام الله – الشاهد| يتساءل الشارع الفلسطيني في كل ذكرى سنوية لرحيل الرئيس ياسر عرفات عن أسباب عدم الخروج بنتائج حول العديد من التحقيقات التي أجريت حول أسباب وفاته إلى اليوم.
وقد كشفت محاضر التحقيقات مع شخصيات رفيعة في حركة فتح والسلطة عن دور غامض لرئيس السلطة محمود عباس، في ملف رحيل عرفات.
وأظهرت وثيقة مسربة ما دار في اجتماع لجنة التحقيق التي تضم ثلاثة عشر شخصًا برئاسة اللواء توفيق الطيراوي، في أيلول/ سبتمبر 2012، عدم مبالاة عباس، بلجنة التحقيق بوفاة عرفات وتركها دون ميزانية.
وكانت قناة الجزيرة، كشفت في تحقيق استقصائي سابق عن إمكانية وفاة “أبو عمار” بمادة البولونيوم المُشعّة.
لا موازنات
وفي مداخلة له قال عضو لجنة التحقيق اللواء كمال الشيخ: “عار على اللجنة ألا تبدأ التحقيق مع الدائرة الأولى المحيطة بالشهيد (عرفات) حتى الآن، وليس من المعقول أن تكون لجنة وطنية للتحقيق في استشهاد الأخ أبو عمار معتمدة، ولا يوفر لها موازنة”.
وأضاف: “ليس من المنطق أن يذهب رئيس اللجنة للأخ محمد اشتية، على سبيل المثال ويقول له أريد أن أرسل شخصين إلى تونس، ويقول له أين سينزلون؟ وكم يوما سيقعدون؟ وكم سيصرفون؟”.
فيما استهجن عضو اللجنة اللواء مازن عز الدين، عدم منح عباس، ميزانية كافية تمكن من الوصول والبحث والتدقيق، “وحينها يتحمل عباس المسؤولية عن أي خلل أو تأخير في عمل اللجنة”.
وفي تعقيبه يقول اللواء الطيراوي: “طُرحت اللجنة بعد عام من قرار المؤتمر (مؤتمر فتح السادس) وشكلت بعد عام من قرار المؤتمر وهذا دليل عدم الجدية”.
وبحسب الطيراوي فإنه تقدم بموازنة لمكتب اللجنة 3500 دولار مصروفات نثرية وبنزين وغيره، وأرسل رسالة لاشتية في شهر فبراير بصرف عشرة آلاف دولار، “ولم يتم الاستجابة لهذا الطلب”.
ويضيف: “عندما قابلت الرئيس، وقلت له إنني طلبت من اشتية، قال لي أنا سأدفعهم، ومنذ ذلك الحين إلى الآن لم يصلني شيء حتى اضطررت قبل أسبوع لأخذ قرض من بنك القدس بمبلغ مئة ألف دولار بكفالة شقيقتي التي تمتلك دونمي أرض.. حتى أؤمن المال للإخوان للذهاب إلى الخارج، لأنني أعلم أن الفشل في النهاية سأتحمله أنا”.
إهمال متعمد
واشتكى الطيراوي من عدم اهتمام أجهزة أمن السلطة لمراسلات لجنة التحقيق التي بعثت لهم بطلب بحوث أمنية عن أشخاص، كما أن عددا من أفراد الأمن الذين يتحدثون اللغة الفرنسية رفضوا أن يكونوا موجودين عندما يحضر الوفد الفرنسي المكلف بالتحقيق بحادثة اغتيال عرفات.
فيما استنكر اللواء صائب العاجز تشكيل لجنة التحقيق بتكليف من اللجنة المركزية لحركة فتح وليس من عباس. وأقر اللواء الطيراوي بعدم اهتمام اللجنة المركزية بمتابعة أعمال لجنة التحقيق، قائلًا: “بالنسبة لعدم اهتمام اللجنة المركزية، هذه اللجنة شُكّلت بتاريخ 19 أيلول 2010، وأنا أتحدى إذا في يوم من الأيام سألت اللجنة المركزية ماذا أنجزنا!”.
وتابع: “أنا قلت لأمين مقبول (أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح سابقًا) أن يضع القضية على طاولة المجلس الثوري، وسألني أبو مازن إذا كنت أريد طرح الموضوع على المجلس، فقلت له نعم أريد أن أقول لهم آخر تقرير.. وقال لي لا تقل كل شيء.. وقلت له لا أستطيع أن أقول كل شيء”.
بينما طالب عضو اللجنة إحسان العابد بضرورة الاستماع لشهادة أبو مازن مثل بقية الشهود لأن اسمه تكرر في الكثير من القضايا، فيما شكك اللواء كمال الشيخ بنوايا عباس “لأنه لم يأخذ الموضوع بشكل جدي”.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=96653




