تقديرات إسرائيلية: إدارة بايدن تسعى لتحسين الوضع المالي للسلطة لمنع انهيارها
الضفة الغربية – الشاهد| ذكر موقع نيوز وان العبري أن القضية الفلسطينية ليست على رأس أجندة الإدارة الأمريكية التي تفضل حالياً إدارة الصراع بدلاً من محاولة حله.
وذكر الصحفي يوني بن مناحيم في مقال له أن الإدارة الأمريكية تكتفي حالياً بمحاولة تحسين الوضع المالي للسلطة الفلسطينية وتعزيز موقعها في الضفة الغربية في ضوء تنامي قوة حركتي حماس والجهاد الاسلامي.
فيما ذكرت صحيفة هآرتس العبرية، أن الاعتقاد السائد في المنظومة الأمنية الإسرائيلية، أن الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لتعزيز قوة السلطة الفلسطينية حاليًا قد تؤخر نهايتها، وربما تحسن الوضع، لكن مثل هذا التغيير سيكون مشروطًا بالتنسيق الأمني الوثيق، وتعزيزه بخطوات قد لا تناسب الحكومة الحالية في تل أبيب مع اقتراب الانتخابات.
وبحسب الصحيفة في تقرير تحليلي لمحللها العسكري عاموس هرئيل، فإن هناك انقسام في المواقف حول فيما إذا كان هناك مستقبل لحكم رئيس السلطة محمود عباس، مشيرةً إلى أن هناك اعتقاد بأن السلطة فعليًا بدأت بالإنهاء وأنه خلال الأشهر المقبلة ستشهد انهيارًا أكبر مع الانهيار النهائي لنماذج العمل التي كانت تسري منذ اتفاقيات أوسلو قبل 29 عامًا.
ووفقًا للصحيفة فإن ضعف السلطة أصبح واضحًا وأنها غير قادرة على العمل في بعض المناطق وخاصة جنين، مشيرةً إلى أن خطاب عباس في الأمم المتحدة الأسبوع المقبل، وتحريض حماس المستمر لإشعال الأوضاع في الضفة، والموقف الضعيف للسلطة من الأوضاع، كلها أسباب تشير إلى أن الأوضاع لن تكون مستقرة.
واعتبر هرئيل، أن خطاب عباس المرتقب قد يحمل تهديدًا جديدًا لـ"إسرائيل"، ومثل هذه التصريحات قد تساهم في تأجيج الروح بين نشطاء فتح والأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، في وقت تمارس فيه إدارة جو بايدن بالتنسيق مع حكومة لابيد ضغوطًا على عباس لتجنب أي تصريحات قد تفسر أنه لا رجوع عنها.
ولفت هرئيل إلى تقرير لشعبة الاستخبارات نشر في عام 2016، واعتبر حينها بأنها وثيقة تحذير استراتيجية يشير إلى مخاوف إضعاف السلطة الفلسطينية إلى حد التفكك، وافتقار "إسرائيل" إلى عنوان للتحدث معه، أكثر من خشيتها من اندلاع انتفاضة ثالثة أو موجة هجمات، مشيرًا إلى أن الشعبة حينها تعرضت لانتقادات ولكن مع مرور الأيام بدأ هناك إدراك متأخر لهذا التحذير الاستراتيجي.
وكشفت قناة كان العبرية في وقت سابق أن الاحتلال وجه رسالةً في الأيام الأخيرة للسلطة مفادها أن عليكم فرض سيطرتكم على مدينة نابلس قبل فوات الأوان.
ونقل أليؤور ليفي عن مسؤولين إسرائيليين قولهم للسلطة: "عودوا إلى العمل في نابلس لأنكم على وشك فقدان السيطرة على المدينة كما حدث في جنين".
تصريحات المسؤولين الإسرائيليين جاءت بعد أيام من كشف صحيفة هآرتس العبرية أن الاحتلال الإسرائيلي يدرس اتخاذ سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى مساعدة السلطة الفلسطينية وتعزيز قوتها في ظل تآكل حضورها وموقفها.
وبحسب الصحيفة العبرية، فإن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد، أجرى تقييمًا موسعًا للوضع نهاية الأسبوع الماضي، مع رؤساء المؤسسة الأمنية حول هذه القضية.
وقال مصدر سياسي إسرائيلي، إن "تل أبيب" تعتمد حاليًا على حقيقة أن القوات الأمنية نجحت حتى الآن في الحد من انتشار المقاومة نسبيًا في الداخل المحتل، رغم تدهور الأوضاع حاليًا في الضفة الغربية.
الصحيفة سبق أن ذكرت نقلاً عن كبار المسؤولين في جيش الاحتلال الإسرائيلي و"الشاباك" ووحدة تنسيق العمليات الحكومية، اتفاقهم على رأي واحد بأن الأوضاع في الضفة الغربية آخذة بالتدهور، وتتحول إلى واقع عنيف شبه يومي، ويعود ذلك بالأساس إلى ضعف حكم السلطة الفلسطينية.
وبحسب الصحيفة، فإن حكومة لابيد – بينيت – غانتس، تدرك أنه عليها اتخاذ مبادرات اقتصادية أو سياسية يمكن أن تخفف من حدة التوتر، لكنها تخشى أنه ينظر إليها على أنها يسارية وانهزامية في المعركة أمام الليكود.
وقالت الصحيفة، أنه يمكن أن تتفاقم الفوضى في الضفة الغربية وتنتشر مرة أخرى بالوصول إلى مناطق الداخل قبل الانتخابات، وبطريقة تؤثر حتى على نتائجها.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=10018