وثيقة مسربة تفضح تآمر أجهزة السلطة على مجموعات عرين الأسود

وثيقة مسربة تفضح تآمر أجهزة السلطة على مجموعات عرين الأسود

الضفة الغربية- الشاهد| تستمرُ مؤامرات السلطة وأجهزتها الأمنية التي تعمل جنبًا إلى جنبٍ مع أجهزة الاحتلال الإسرائيلي في السعي لإنهاء ظاهرة "عرين الأسو" والانقضاض عليها بليلٍ دامس تسبقها مؤامراتٌ حيكت في أروقة الأجهزة الأمنية الخادمة للاحتلال الإسرائيلي، وهذا ما كشفته وثيقة مسربة  لاجتماع قادة أجهزة السلطة في 13-10-2022. 

وهاجمت أجهزة السلطة  مقاومة "عرين الأسود" في مدينة نابلس بالضفة الغربية، حيث قالت أجهزة في وثيقةٍ مسربةٍ إن "عرين الأسود" تسعى على امتداداتها بخلقِ مزيدٍ من حالةِ الفوضى والفلتان وعدم الاستقرار.

وأجمع مدراء عمليات الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة على اتخاذ إجراءات جدية في ضرب مراكز الثقل بحسب وصفهم لـ "عرين الأسود" لكل من وديع حداد، عدي العزيزي، عماد جعارة، خالد طبيلة، عبادة العامودي.

وجاء قرار قادة الأجهزة الأمنية عقب اجتماع لما أسموه "تقييم للوضع الأمني في محافظة نابلس" حيث تم عقد الاجتماع بحضور لجنة مدراء العمليات في مقر مخابرات السلطة العامة في نابلس في 13-10-2022، والتي تم بموجبه مناقشة الأحداث والتطورات الميدانية في مدينة نابلس.

وحمل البيان توقع منسق لجنة مدراس العمليات العميد خالد أبو يمن.

السلطة تساوم "عرين الأسود"

و كشفت مصادر خاصة لـ "الشاهد" أن السلطة الفلسطينية ساومت قائد مجموعات عرين الأسود وديع الحوح قبل ساعات من اغتياله خلال اشتباك عنيف في حي العطوط بمدينة نابلس فجر اليوم.

المصادر أكدت أن شخصيات أمنية في أجهزة السلطة جلست مع الحوح وقادة عرين الأسود في الحي خلال الساعات الماضية، وأعادت عليهم العرض السابق والذي يقضي بتسليمهم سلاحهم وأنفسهم لأجهزة السلطة مقابل دمجهم في الأجهزة الأمنية واستصدار عفو إسرائيلي لهم.

وأوضحت المصادر أن الحوح أبلغ الشخصيات التي جلست معهم، عدم طرح العرض مجدداً أمامهم، وأنهم لن يلقوا سلاحهم أو يسلموه.

المصادر التي حضرت الاجتماع، نقلت على لسان الشخصيات الأمنية التابعة للسلطة قولها: "شو بدو يعمل سلاحكم قدام الجيش الإسرائيلي، احنا مش حمل اللي بصير والحصار تعب الناس".

وأمام إصرار قادة العرين، أبلغت الشخصيات الأمنية قادة العرين أن الاحتلال قرر التحرك ضدهم وأن عملية واسعة للبلدة القديمة قد تتم في أي لحظة من أجل اغتيالهم.

مساومة المقاومين

وسبق أن كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن مقترح السلطة لمسلحي عرين الأسود يقضي بتسليم سلاحهم ومن ثم حبس لفترة محدودة ومن ثم يكونوا تحت رقابة السلطة وبعد ذلك يتلقون عفواً من الاحتلال.

وقال الصحفي آفي يسخروف في مقال له: "السلطة الفلسطينية عادت للعمل، قد لا يكون هذا بالوتيرة التي ترغب بها إسرائيل لكن هناك رضى جزئي من نشاط أجهزة السلطة، فالأخيرة تعتقل من يخططون للقيام بأعمال مسلحة، بما في ذلك منطقة نابلس بل وحتى جنين، وتتجرأ السلطة حتى على العمل في نابلس ضد عرين الأسود.

وأضاف: "لا يمكن أن نتجاهل المؤشرات السلبية التي من شأنها أن تؤدي إلى تدهور سريع في الوضع داخل الضفة وتحديداً أن العمليات تتحرك من شمال الضفة إلى جنوبها".

من جانبها، ذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية أن هناك رضى في "إسرائيل" من نشاط أجهزة السلطة لاعتقال من يخططون للقيام بأعمال مسلحة تقليداً لمجموعات عرين الأسود في مناطق الضفة.

الصحيفة قالت إن الوتيرة التي تقوم بها السلطة من الملاحقة ليست بالوتيرة التي ترغب بها "إسرائيل" ولكنها مرضية حتى الآن، فالسلطة تواصل حملات الاعتقال في مناطق متفرقة بل وتجرأت للعمل في نابلس ضد مجموعات عرين الأسود.

إغلاق