ياسر عرفات قبل اغتياله: الخونة في بناية العار أرسلوا لي رسالة وطلبوا مني المغادرة

ياسر عرفات قبل اغتياله: الخونة في بناية العار أرسلوا لي رسالة وطلبوا مني المغادرة

الضفة الغربية – الشاهد| نقل عضو المجلس العسكري الأعلى لمنظمة التحرير وعضو المجلس الوطني اللواء محمود عبد القادر أبو عدوي على لسان الرئيس الفلسطيني الراحل في آخر أيامه قوله: "الخونة أرسلوا لي رسالة انقلاب مع الخائن الذي عينته بدل جبريل، محتواها أن أغادر خارج فلسطين".

ما نقله أبو عدوي جاء خلال شهادته أمام لجنة التحقيق التي شكلت في اغتيال عرفات، وأضاف في نص شهادته: "في بداية الحصار الإسرائيلي لعرفات، لم يكن هناك أي نوع من الحراسات على المقاطعة، وأخبرت أبو عمار، لو دخل جندي إسرائيلي وحده لكان بإمكانه أن يأخذك ولا يوجد أحد يدافع عنك، وكان هذا الكلام ليلاً الساعة 8 أو 9 مساءً".

وحول الجهة التي دست السم لعرفات، ذكر أبو عدوي "أعتقد أن إسرائيل أعطت السم لمن هم حول أبو عمار، وأنا وقتها سمعت أن شارون أقنع الطرف السياسي المعارض في فتح، وقال إذا تخلصنا من أبو عمار سأعطيكم دولة، وعلى هذا الأساس تم الاجتماع في بناية العار".

وكشف أن من كان متواجد في بناية العار، هم: "رئيس السلطة الحالي محمود عباس، وزهير مناصرة ونبيل عمرو وحكمت زيد والسكسك"، لافتاً إلى أنهم أرسلوا رسالة إلى أبو عمار من خلال مناصرة، فحواها أن غادر خارج فلسطين وكانت السودان من ضمن الخيارات.

ويصف المشهد آنذاك بالقول: "أنا دخلت على أبو عمار ليلاً وقلت له ما بك، فقال الخونة أرسلوا لي رسالة انقلاب مع الخائن الذي عينته بدل جبريل، محتواها أن يغادر أبو عمار خارج فلسطين، وفي اليوم التالي خرجت مجموعة وأطلقت النار على بناية العار".

وأكد أبو عدوي أن كل قيادات فتح تآمرت على أبو عمار ولم يسمعوا منه الكلام وكانوا يتركوه وحده، وفي ذات مرة قال لي عرفات: "وصلولي، وكان ينزل دم من أنفه".

تهيئة الظروف

من جانبه، كشف القيادي في حركة فتح ووزير الداخلية في عهد حكومة أحمد قريع الثانية حكم بلعاوي في شهادته حول اغتيال الرئيس ياسر عرفات، أن الخلافات الفتحاوية الداخلية هيأت الظروف لإزاحة الرئيس عرفات.

وأوضح بلعاوي أن رئيس السلطة الحالي محمود عباس أول من لهم مصلحة في إزاحة عرفات، والذي شكل حلف ضد عرفات يضم رمزي خوري ونبيل شعت والطيب عبد الرحيم، مضيفاً: "أبو عمار كشفهم على حقيقتهم لكنهم شكلوا حلف أقوى من أبو عمار".

وأشار إلى أن اجتماع بناية العار أثناء حصار عرفات اتخذ فيه قرار اغتياله، وأضاف حول ما إذا كان الاجتماع محاولة لإنقاذ عرفات: "لا ليس محاولة إنقاذ على الإطلاق، وإنما تنفيذ للمؤامرة على أبو عمار ولتهميشه وسحب البساط من تحت قدميه".

بناية العار

من جانبه، أكد اللواء غازي مهنا مدير المكتب العسكري للرئيس الراحل ياسر عرفات في شهادته أمام لجنة التحقيق أن قرار التخلص من الرئيس عرفات اتخذ في بناية العار برام الله.

البناية التي كان بها شقة (آمنة) اجتمع فيها رئيس وزراء الاحتلال الأسبق أرئيل شارون مع رئيس السلطة الحالي محمود عباس والذي حضر إلى الاجتماع بحراسة إسرائيلية والقيادي المفصول من الحركة محمد دحلان إلى جانب اللواء في السلطة نصر يوسف.

وأوضح مهنا أن أعضاء في المجلس الثوري واللجنة التنفيذية ودعوا الرئيس عرفات في بدء حصاره بالمقاطعة، ولم يعودوا إليه أو يتصلوا به، وهو الأمر الذي أغضب عرفات كثيراً.

وكشف أن ردة فعل الرئيس عرفات كانت عنيفة جداً عندما علم باجتماع بناية العار، معتقداً أن الاجتماع مثل حجر الأساس في عملية التخلص من الرئيس عرفات.

حراسة إسرائيلية

وكشفت شهادة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محسين أمام لجنة التحقيق في اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات أن رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس كان يتحرك بسيارة تابعة للارتباط الإسرائيلي خلال فترة حصار الرئيس عرفات.

وذكر محسين أن الفترة التي حوصر بها الرئيس عرفات كان يمنع أن تسير المركبات في رام الله، إلا أن ما يعلمه أن الرئيس عباس كان يتحرك بسيارة تابعة للارتباط الإسرائيلي، ووصل إلى إحدى البنايات في رام الله بحراسة إسرائيلية.

محضر التحقيق كشف عن اجتماع سري عقد في إحدى البنايات برام الله أثناء حصار الرئيس عرفات، حضره كلاً من رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرئيل شارون إلى جانب محمد دحلان ونصر يوسف وزهير مناصرة ومحمود عباس والذي حضر إلى الاجتماع بحراسة إسرائيلية.

وقال محسين في رده على سؤال من قبل لجنة التحقيق "هل تعتقد بأن العلاقة كانت صحية بين الأخ أبو عمار وأبو مازن؟"، فأجاب محيسن: "كان هناك خلاف عميق جداً بين أبو عمار وأبو مازن، الحقيقة الكاملة بخصوص الخلاف مع أبو عمار محرجة ومخزية، وأنا أرجوكم أن نتجاوز هذه المرحلة".

إغلاق