حزب أردني: خيارات السلطة استُهلكت ولم يعد ممكناً الرهان عليها

حزب أردني:  خيارات السلطة استُهلكت ولم يعد ممكناً الرهان عليها

الضفة الغربية- الشاهد| أكد الأمين العام لحزب الوحدة الشعبيّة الديمقراطي الأردني، الدكتور سعيد ذياب، إنّ رهان السلطة على الوهم والسلام المزعوم دليل على فشل خياراتها.

وشدد "ذياب" في تصريحاتٍ صحفية أن خيارات السلطة استُهلكت ولم يعد ممكناً الرهان عليها، موضحًا أن السلطة فقدت كل مقومات الانتماء الوطني.

وأشار أن السياسية تفرض على قوى المقاومة التكاتف في رفض الاحتلال ورفض التنسيق الأمني ومواجهة هذا السقوط الرهيب من قيادة السلطة".

واعتبر "ذياب" أن طريقة السلطة في التعامل مع نتنياهو، تكشف حجم التماهي مع الوهم بإمكانية تحقيق تسوية مع الاحتلال الذي أثبت بكل فئاته أنه موغل في العنصرية، منبهًا إلى أنّ سلوك السلطة يضعها في مواجهة شعبها بحيث يجد نفسه أمام خيار واحد وهو رفضها وإسقاطها.

ودعا قيادة السلطة بالتوقف عن الرهان على مفاوضات عبثية لم تفض إلا لمزيد من ضياع الأرض والاستيطان، وإنهاء عناوين القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن السلطة فرّغت المشروع الوطني من أدواته الحقيقية بالمواجهة.

وهم التسوية وتصاعد المقاومة

في ظل تصاعدِ عملياتِ المقاومة في الضفة الغربية، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، حسن نافعة، أن تزايد العمليات بالضفة الغربية المحتلة، وظهور حركات مقاتلة كعرين الأسود بمدينة نابلس، يؤكد سقوط التنسيق الأمني ومشروع أوسلو وعدم تحقيقه أي نتائج لصالح الفلسطينيين

وشدد في حديثٍ صحفيٍ أن هناك رسالة ضمنية للسلطة أن استمرار التنسيق الأمني يضر بالشعب الفلسطيني، ويشكل طعنة في ظهره، ولا يمكن قبول التعاون بين السلطة والاحتلال في وقت تتزايد فيه المقاومة بالضفة الغربية.

وتوقع المحلل السياسي نافع أن تشهد الضفة الغربية المحتلة تصاعد المقاومة، مع محاولات الاحتلال لتصفيتها ولكنها ستستمر لفترة، ولن يقف النضال الفلسطيني، لافتًا إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تشعر أن تكلفة بقائه أعلى بكثير من تكلفة الانسحاب والتسليم بضرورة قيام دولة فلسطينية.

جيل عرين الأسود

وأكد "نافعه" أن هذ الجيل هو جيل عرين الأسود، وبقية الشعب الفلسطيني، فقد الثقة تمامًا باتفاق أوسلو ، لأنه تأكد أنه لن يحقق له أي شيء إطلاقًا.

"أي فلسطيني وطني يدرك أن مشروع أوسلو لا وجود له، وأصبح عبئًا على الشعب الفلسطيني، ولا أحد يتحدث عنه" يضيف "نافعة".

كما أكد "نافعة" على وجود انقسام عميق داخل فتح، وأن جزءًا كبيرًا منها بدأ يفقد الثقة بطريق التسوية، مشيرًا إلى أن ردود فعل المحتل تتسم تجاه مجموعات عرين الأسود بالعنف، ولكن كلما ازدادت جرائم الاحتلال زاد إصرار المقاومة على تحقيق أهدافها، كما فعلت ثورة الجزائر التي فقدت مليون شهيد وانتهى الوجع باستلام الاحتلال الفرنسي لمطالب الثوار.

واعتبر أن التنسيق الأمني خيانة للشعب الفلسطيني، لذلك على السلطة أن تستوعب ذلك، خاصة أن جناحًا مهمًا من حركة فتح يبدو أنه مشارك بالتصعيد ضد الاحتلال في الضفة الغربية.

أوسلو الكارثية

قالت صحيفة الغارديان البريطانية أنه بعد ما يقارب من ثلاثة عقودٍ لم تعد اتفاقية أوسلو تعالج الواقع السياسي على الأرضِ.

وأكدت الصحيفة أن حركة فتح بزعامة رئيس السلطة محمود عباس مليئة بالفساد وتحظى بدعمٍ قليل للغاية بين الأجيال الفلسطينية الشابة، وأن أجهزة السلطة تعمل مع الاحتلال الإسرائيلي على قمع الشعب الفلسطيني.

وأشارت الصحيفة، أن محمود عباس، الآن 87 عاما، وصحته متردية، مدخن منذ فترة طويلة، تم إدخاله إلى المستشفى مرتين هذا الصيف.

وأضافت "كان عباس من أوائل المدافعين عن التفاوض مع الإسرائيليين، فضلاً عن حل الدولتين للصراع، لكنه تم إبعاده إلى حد كبير عن المسرح السياسي بعد إنشاء السلطة في عام 1994".

وختمت الصحيفة، أن الصبر والصمود غالبًا ما كان بمثابة شعار أبو مازن السياسي، إن إرثه المهدر دليل كافٍ على أنه لم يعد مناسبًا للغرض.

إغلاق