اجتماعات مكثفة.. تفاصيل خطة السلطة للقضاء على المقاومة بالضفة

اجتماعات مكثفة.. تفاصيل خطة السلطة للقضاء على المقاومة بالضفة

رام الله – الشاهد| كشفت مصادر مطلعة عن وضع قيادات أمنية لدى السلطة الفلسطينية، اللمسات الأخيرة على خطة تنوي تنفيذها قريبا في مناطق بمحافظة جنين، تتركز فيها مجموعات للمقاومة، بغية تفكيكها والقضاء عليها، مشابهة لـ"خطة نابلس" في تشرين أول/أكتوبر الماضي.

 

وقالت المصادر بحسب ما نقلته عنها وكالة قدس برس، اليوم الأحد2022/11/27، إن "اجتماعات أمنية عقدت على مدار اليومين الماضيين، بعضها في رام الله، والأخرى في جنين".

 

وأكدت أن "الاجتماعات شارك فيها رئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج، ومحافظ جنين أكرم رجوب، ووزير الداخلية رئيس جهاز الأمن الوقائي السابق زياد هب الريح، وقائد جهاز الأمن الوطني في جنين محمد الأعرج، ومستشارين أمنيين، بقيادة مسؤول ملف المحافظين في مكتب رئاسة السلطة اللواء إسماعيل جبر.

 

وأشارت إلى أنه "حضر الاجتماع الذي عقد اليوم الأحد في جنين، أمين سر حركة فتح في جنين عطا أبو ارميلة، الذي قدم تصورا عن واقع المجموعات العسكرية الموجودة في جنين ومخيمها، والبلدات المجاورة، خاصة السيلة الحارثية، وبرقين، وكفر ذان، ومدى تغلغل حركتي الجهاد الإسلامي وحماس في دعم تلك الخلايا".

 

ولفتت أن "الاجتماعات جاءت بعد أقل من 48 ساعة على اللقاء الذي جمع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بأعضاء إقليم حركة فتح في جنين، في مقر الرئاسة، حيث طلب منهم العمل الفوري والحازم على إنهاء أي مظاهر مسلحة في المحافظة".

 

وأفادت المصادر أن "تحركات السلطة وأجهزتها الأمنية، أخذت توجها جديدا يقوم على محاربة أي مجموعة تابعة للمقاومة الفلسطينية، بغض النظر عن توجهاتها السياسية، عقب حادثة خطف جثمان شاب درزي منتصف الأسبوع الماضي من مستشفى ابن سينا في جنين، نسبت لشباب من حركة فتح".

 

وخلصت الاجتماعات إلى تطبيق الخطة ذاتها، التي طبقتها الأجهزة الأمنية الفلسطينية في مدينة نابلس، وأفضت إلى تسليم عدد من مقاومي مجموعة "عرين الأسود" أنفسهم وأسلحتهم لها، مقابل مبالغ مالية ونيل رتب بالأجهزة الأمنية، والوعود بالحصول على عفو من الاحتلال الإسرائيلي في وقت لاحق.

 

وقرر المجتمعون تشكيل لجنة لمفاوضة المقاومين المحسوبين على حركة "فتح"، وبالمقابل دراسة إمكانية شن حملة أمنية واسعة بحق المقاومين المحسوبين على الفصائل الأخرى، وتحديدا "كتيبة جنين" المحسوبة على حركة "الجهاد الإسلامي"، وعناصر "كتائب القسام" التابعة لحركة "حماس"، المتواجدين في مخيم جنين على وجه الخصوص، بحسب المصادر.

 

غرفة عمليات خاصة

وكان مصدر مقرب من مجموعة عرين الأسود في نابلس، كشف عن تفاصيل الخطة المشتركة التي يعمل عليها الاحتلال وأجهزة السلطة من أجل انهاء المجموعة وتصفيتها.

وذكر المصدر أن السلطة مارست ضغوطات كبيرة بحق عناصر المجموعة، حيث عملت بخط متواز تمامًا مع خط الاحتلال الإسرائيلي، وبالاتفاق التام مع سلطاته، على إنهاء ظاهرة العرين منذ اللحظة الأولى لظهورها".

 

وأكد أن السلطة انشأت غرفة عمليات خاصة، من مختلف الأجهزة الأمنية، يقودها عقيد متقاعد في جهاز المخابرات العامة، وظيفتها إنهاء عرين الأسود، وإخضاع عناصرها، منوها الى أن الاحتلال تكفل باغتيال "الثقات المخلصين" في قيادة المجموعة، لتترك المجال للسلطة تعمل على مدار الساعة بالضغط الشديد.

 

وأشار الى أن السلطة الفلسطينية "حاولت اجتثاث عرين الأسود عبر مجموعة من الخطوات التدريجية، وهو ما كانت تدركه قيادة المجموعة التي رفضت كل الإغراءات التي قدمت لها، لافتا إلى أن "قادة وعناصر من المجموعة كانوا لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية بهدف تحييدهم ودفعهم تسليم سلاحهم، بوسائل مختلفة".

 

وذكر المصدر أن أبرز تلك الوسائل تمثل في "الضغوطات عبر الاتصالات الهاتفية اليومية بهم، والاتصالات المتكررة على ذويهم وأقاربهم، إضافة إلى التهديد غير المباشر بأنهم على قائمة الاغتيالات الإسرائيلية".

 

وقال إن "هذا كان الأسلوب الأخطر الذي اتبعته السلطة، التي كانت تستغل كل حادثة اغتيال كان يتعرض لها أحد قادة العرين للضغط على الآخرين للقبول بالتسليم، بالتلميح تارة، وبالتهديد تارة أخرى، أن مصيرهم مشابه لمصير من قتلتهم (إسرائيل)".

 

وأضاف: "لقد وصل الأمر إلى الاتصال على مقاومين وإبلاغهم أن اسمائهم مدرجة في قائمة الاغتيالات التي وصلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية من الاحتلال، عبر التنسيق الأمني، ما لم يقم بتسليم سلاحه".

 

اغتيال الحوح

وكشف عن أن هذا ما حدث بالفعل مع الشهيد وديع الحوح، موضحا أن "شخصيات أمنية فلسطينية رفيعة التقت بالحوح في البلدة القديمة بنابلس، بعد سويعات قليلة من اغتيال قوات الاحتلال للشهيد تامر كيلاني".

 

وتابع: "ساوموه (الحوح) على تسليم نفسه، مقابل منع الاحتلال من اغتياله، فكان رده الحرفي لهم: (أنا وهبت نفسي لله، ولا أخاف من الاحتلال.. اشربوا قهوتكم، ومع السلامة)".

 

يذكر أن مجموعات "عرين الأسود" أوضحت في بيان، فجر الخميس الماضي، موقفها من تسليم مطلوبين للاحتلال أنفسهم لأجهزة أمن السلطة الفلسطينية.

 

وأكدت أنها لم تطلب من أي جهة رسمية أو أمنية "مع كل التقدير" أن تتسلم أياً من مقاتليها، مضيفة أن "من يقوم بتسليم نفسه من المقاتلين؛ فهذا قراره وخياره، لا نناقشه به".

 

و"عرين الأسود" مجموعات فلسطينية مقاومة، نشطت في مدينة نابلس ومحيطها، ردًا على جرائم الاحتلال ومستوطنيه بحق الفلسطينيين وأراضيهم وممتلكاتهم، التي تتعرض لاعتداءات شبه يومية.

إغلاق