
15:18 pm 15 يناير 2023
تفاصيل مرعبة.. المعتقل السياسي أحمد هريش يكشف خفايا التعذيب في سجون السلطة
.jpeg)
رام الله – الشاهد| يواصل الأسير المحرر والمعتقل السابق لدى أجهزة السلطة احمد هريش كتابة فصول جديدة من ذكرياته المرعبة التي عاشها في سجون السلطة، حيث يواجه المعتقل السياسي أياما شديدة السوء نتيجة التعذيب النفسي والجسدي الذي يتعرض له.
وكتب هريش تفاصيل جديدة عايشها خلال سجنه، وذلك خلال منشور له على صفحته على فيسبوك، وتحدث فيها عن مساومة السلطة له بأن يطلب من عائلته عدم إثارة قضيته إعلاميا مقابل ان يسمحوا للعائلة بالاطمئنان عليه.
وجاء في المنشور: "في أولى ليالي الاعتقال… كانت ليلةً موحشة، الرعب فيها سيد الموقف، زنزانةُ المتريْن وضرب وشبح، ووابل من الأفكار التي تقتلني، حول مصير زوجتي وابني ولي عهد الإسلام في أحشائها بعد حادثة الاختطاف البوليسيّ".
وأضاف: "ومفاجأة بالسماح بالاتصال للاطمئنان على أهلي وزوجتي، وشرط الاتصال أن أطلب منهم التوقف عن النشر على الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وقدْ كانوا يسمحون لي بالحديث معهم لأطلب منهم ذاك الطلب في كل مرة".
وتابع: "وبعد فترة، بعدما جاء كرم إلى الدنيا أعادوا الإلحاح في هذا الأمر، في سياق مختلف، فيأتيني حراس وعساكر ومحققون بل وحتى المدراء ويقولون: "إذا بدك تروّح وتحضن ابنك خلي أهلك ما ينشروا على الإعلام، أما إذا استمروا ولا عمرك بتروّح"".
وأردف بالقول: "ورغم أنوفهم، كان إصرار أهالينا لنصرتنا والدفاع عنا بالوقفات والاحتجاجات والمسيرات سبب حريّتنا… كنّا نسمع صرخاتهم أمام المستشفى وهم يهتفون لنا ويحيون صمودنا بأمعائنا الخاوية، كان هذا الهتاف بمثابة الوجبة الغذائية الشهيّة رغم عذابات الإضراب والجسد المتهالك".
واختتم بالقول: "في هذه البلاد، يفوق الصوت الحر في قوّته ألفَ محكمة وآلافا من القضاة في محاكمهم "الشكلية"… فلو وقفنا جميعا وقفة جادة بالحديث والنشر وتفعيل مظلمة المعتقلين السياسيين، لن يبقى ما يسمى بالاعتقال السياسي".
وكان هريش قد كشف في وقت سابق بعض تفاصيل الجرائم التي تقوم بها أجهزة السلطة في سجونها، وتحديداً مسلخ أريحا.
ويقول هريش في روايته للأيام التي اعتقل فيها بإحدى زنازين سجن أريحا: "أثناء فترة التحقيق والتعذيب بينما كنت مشبوحاً ومعصوب العينين واليدين منذ أيام، كنتُ في زنزانة vip (زنرانة انفرادية، تنفرد في موقعها عن الزنازين الأخرى وتبعُد عنها، لا تهوية أو متنفس ولا حتى شقّا بسيطا لدخول الضوء)".
يضيف: "كانت هذه الزنزانة بالقرب من غرفة حارس الزنازين، كانوا يبدؤون لعب الزهر منذ المساء حتى فجر اليوم التالي، في إحدى هذه الليالي دخل عدة محقّقين على غرفة الحارس وبدأوا اللعب كالعادة، وعندما انتهوا، بدأوا الحديث عن الوضع الفلسطيني في الضفة".
ويتابع: "فقال محقّق منهم: "الي بقول احنا عايشين بأمن وأمان كذاب احنا فش أمن ولا أمان رشاوي وفساد وانحطاط أخلاقي، وأول انحطاط الي موجودين هسا عنا بنحكي على الإعلام إشي واحنا هون عارفين إنه فش اشي عليهم، فرد عليه محقّقٌ آخر: "احنا وقعنا في هالقصة مش عارفين كيف نطلع منها، حتى مدير الجهاز رن على مدير السجن وبهدله كيف مش عارفين يطلعوا بقصة محبوكة بتخصّهم".
وختم قائلاً: "بعد ما يقارب ٨٥ يوما طلبني رأس المحقّقين، وقال لي بالحرف الواحد: "احنا طلعنا على الشجرة بدنا ننزل… بدنا نروّحكم… بس مش عارفين، كل ما نقول الإعلام راق وهِدِي، أهاليكم بشعلوها. عشان هيك هات اسم نتّهمه ونحمله القصة ونروّحكم الأسبوع هاد".
وسبق أن كشف هريش أنه حاول الانتحار خلال تواجده في إحدى الزنازين بسجون السلطة وذلك جراء شدة التعذيب الذي تعرض له.
وقال هريش في تصريحات صحفية أنه تعرض خلال 156 يوماً من الاعتقال في سجون السلطة لأنواع شتى من العذاب، وضغط عليه المحققون وكذلك ضباط أجهزة السلطة لعدم التحدث أمام ممثلي مؤسسات حقوق الانسان حول أساليب التعذيب الذي تعرض لها.
واعتبر أن السلطة وأجهزتها سلبت منه أعظم فرحة كانت ينتظرها وهي الوقوف إلى جانب زوجته التي كانت تضع مولدها البكر، مشيراً إلى أنه تلقى نبأ وصول نجله البكر وهو في إحدى الزنازين التي لم يستطع حتى السجود بداخلها شكراً.
وكان المحامي ظافر صعايدة من مجموعة محامون من أجل العدالة قد أكد في وقت سابق أن منظمة العفو الدولية – أمنستي طالبت السلطة بفتح تحقيق حول حالات التعذيب للمعتقلين السياسيين في سجونها.
وأوضح صعايدة أن المعتقلين ومن ضمنهم أحمد هريش قالوا أمام المحكمة إنهم تعرضوا للتعذيب، وتم أخذ إفادتهم عنوةً وتحت التعذيب، مشيراً إلى أن منظمة العفو الدولية أصدرت تقريراً حول تعرض المعتقلين للتعذيب وطالبت بفتح تحقيق في مجريات ما حدث.
وقال: "المعتقل هريش أفاد منذ المحاكمة الاولى بتعرضه للتعذيب، إلا أن النيابة العامة لم تتحرك آنذاك، وللأسف فتحت النيابة تحقيقاً بعد طلب منظمة العفو الدولية "أمنستي" فتح تحقيق بالحادث".
وأعلنت مؤسسة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الدولية، عن رفعها مذكرة دولية بالاشتراك مع مجموعة محامون من اجل العدالة، إلى "لجنة مناهضة التعذيب"، تكشف فيها تفاصيل صادمة عن التعذيب الذي يتعرض له المعتقلون السياسيون في سجون السلطة.