عساف: السلطة تناقض نفسها بشأن التنسيق الأمني وخضعت للضغوط الأمريكية

عساف: السلطة تناقض نفسها بشأن التنسيق الأمني وخضعت للضغوط الأمريكية

الضفة الغربية – الشاهد| اعتبر الكاتب والمحلل السياسي عمر عساف أن السلطة تناقض نفسها بين عدم الاستجابة للإرادة الشعبية المطالبة بوقف التنسيق الأمني، وفي المقابل استجابتها للضغوط الأمريكية باستمراره.

وأوضح عساف أن الأطراف الزائرة لرام الله تدرك أن استمرار الأوضاع هكذا يجعل المنطقة تبقى على "فوهة بركان"، وبالتالي تتشابك الحالة الميدانية وتتقاطع، ما دفع بهذه الأطراف إلى التحرك لمنع حدوث مواجهة، أو تأخيرها تحت مفهوم إدارة الصراع.

وبين أن المسؤولين خاصة من الوفود الأمريكية، التي ضمت مدير المخابرات، ومسؤول الأمن القومي، ووزير الخارجية الأمريكي بلينكن، وهم بأعلى مستوى بعد الرئيس ونائبه، كلهم جاؤوا بهدف معلن، وهو خفض التوتر والتصعيد في المنطقة، وتأكيد الدعم الكامل للاحتلال في كل ما يقوم به.

وبين في تصريحات صحفية أن الأطراف الإقليمية والدولية تحاول الضغط على السلطة أو رشوتها بشكل أو بآخر، عبر الحديث عن "حل الدولتين"، ودفع أموال، كما أعلنت وزير الخارجية الأمريكي عن التبرع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بمبلغ 50 مليون دولار.

استمرار التنسيق الأمني

من جانبها، أكدت صحيفة "هآرتس" العبرية أن التنسيق الأمني بين أجهزة السلطة والاحتلال لم يتوقف ولو للحظة واحدة، مشددة على أنه متواصل برغم التصريحات الإعلامية لقادة السلطة بعكس ذلك.

وذكر المحلل العسكري في الصحيفة عاموس هرئيل، أن رئيس السلطة محمود عباس الذي دفع مساعديه لترويج قرار وقف التنسيق كان يريد خطوة تكتيكية إعلامية أكثر مما هي جوهرية.

وقال إن العلاقات الأمنية مستمرة وراء الكواليس، موضحا أنه في الأيام الأخيرة، استعان ضباط إسرائيليون وفلسطينيون بعضهم ببعض".

وأضاف هرئيل: "ساعدت الأجهزة الأمنية الفلسطينية سائقا فلسطينيا، دهس جنديي احتياط بطريق الخطأ، في تسليم نفسه للجانب الإسرائيلي للتحقيق، كما ساعدت الأجهزة الأمنية الفلسطينية في تخليص إسرائيليين دخلوا بطريق الخطأ مناطق (أ) الخاضعة للسيطرة الفلسطينية".

الخضوع أو الرحيل

كما وكشفت صحيفة لبنانية تفاصيل لقاء وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بليكن مع رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس خلال لقاء جمع بين الطرفين قبل أيام.

ونقلت صحيفة الأخبار اللبنانية عن مصادر في السلطة قولها إن بلينكن، الذي تعامل مع مضيفيه بـ"صيغة الآمر الناهي"، حذر أبو مازن من عواقب عدة خطوات، أبرزها التوجه إلى المؤسسات الدولية، وخاصة المحكمة الجنائية، لملاحقة دولة الاحتلال، والتوقف عن التنسيق الأمني مع الاحتلال.

وأبلغ الوزير الأميركي، عباس، أنه في ظل الوضع الراهن لا إمكانية للحديث عن قضايا سياسية كبيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن هناك قضايا دولية تمثل أولوية لدى الإدارة الأميركية، وعليه، فإن الأخيرة ستظل عند موقفها المؤيد لحل الدولتين، إلا أنها تعتقد أن الظروف الحالية غير مناسبة للدفع بهذا الطرح، وأن الأفضل للسلطة وعباس قبول الأمر الواقع، وتهدئة الأوضاع في الضفة بأي ثمن وإلا الرحيل.

المصادر كشفت أيضاً، أن بلينكن قرن عودة المفاوضات بالعمل على وقْف موجة المقاومة في الضفة، وخاصة في منطقتَي نابلس وجنين، ومنْع انتقالها إلى مناطق جديدة.

إغلاق