
07:37 am 11 فبراير 2023
كتب بديع عمرو: نزار العربي.. مات واقفا

رام الله – الشاهد| كتب بديع عمرو: كل واحد منا يتخيل لحظات الموت خاصته وكل واحد منا يرسم لنفسه خارطة الطريق لحياته.. تخيلت لي ولكم كيف يكون مؤلما ان اكون انا وانت واخرون تحت ذاك الركام الاصم.. تخيلت كم يكون مؤلمنا ان تخطف من بين من تحب لتعدم بدم بارد.. تخيلت عتمة تلك الليلة التي مضى فيها نزار العربي الى قدره.. ليلة الرابع والعشرين من حزيران للعام ٢٠٢١.
لم اعد بعد محاكمة المقاعد الفارغة ابحث او اسأل من قتل ولماذا؟ لكنني أقف امام رتل من الاطفال الذين أحبهم نزار وهم يسألون لماذا قتلوا ابي؟ فقد كان محبا للفدائيين ومحبا للقدس والوطن.. كان بسيطا لا يملك ثمن ربطة خبز معلقة على باب المخبز يشم رائحتها ويقول سأعود ...ما زالت قبس وكفاح يحلمون بقبلة على حبين العاشق نزار.
يا أهل الشام وعدن وبغداد ... لو كان نزار عابثا او كارها او مخربا لربما قلنا اقتلوه ... لكنه كان مناضلا ...وفلاحا وانسان ...لقد كان رفيقا لأبو خالد الشهيد.. ورفيقا للأعرج باسل وكان يغني لأبطال عكا الثلاث.. وكان منشدا يرتل آيات القران.. كان خطيبا وناقد لا يساوم.
تحرجنا نظرات من كرهوا نزار ... لا يخيفنا نقدهم...كلما هدأت عاصفة ذكره ...تأتينا احداث ومناسبات تحمله الى قلب الحدث.. صور لأبو كفاح وابا خالد تحتل مساحة من الحضور لتقول لنا جميعا (الثوار لا يموتون يخلدهم التاريخ).. يحملنا الوفاء لان نكتب عن من يستحقون.
اعذرونا فما زلنا نحمل قلوبا رحيمه بها نذرف بعضا من دموع على احبة سرقوا من بيننا وعلى حال نقف فيه على شفير هاويه ومع امل يتجدد باننا سنحيا اوفياء ...سلام لمن احببناهم بصدق.