الجهاد الإسلامي: لقاء العقبة خطر على النسيج الفلسطيني والسلطة لم تعد وطنية

الجهاد الإسلامي: لقاء العقبة خطر على النسيج الفلسطيني والسلطة لم تعد وطنية

رام الله – الشاهد| أكد المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي عن الضفة الغربية طارق عز الدين أن القمة في العقبة هي في الواقع اتفاق أمني لقمع الانتفاضة، وقمع المقاومة في الضفة، محذراً في هذا السياق من مخاطر القمة على النسيج المجتمعي الفلسطيني، وان تؤدي إلى اقتتال داخلي لا يخدم المصلحة الفلسطينية العُليا.

 

وتابع: "السلطة لم تعد سُلطة فلسطينية؛ هي أمست أداة في يد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية"، مديناً أي لقاء مع العدو الإسرائيلي مهما كان مستواه، أو عنوانه، كونه لا يخدم المصلحة الفلسطينية العُليا.

 

وقال: "ما جرى هو اتفاق أمني لقمع الانتفاضة والمقاومين، وللأسف السلطة تغرق حتى اذنيها في مستنقع التورط مع الاحتلال، وللأسف هي خرجت من العباءة الوطنية الفلسطينية المناضلة، لذا كان الأصل ان تبادر بحماية المشروع الوطني، وحماية أبناء شعبنا الذين يتعرضون للقتل والذبح والحرق على يد العدو، لا أنْ تكون شريكة في هذه القمة التي تشرعن قتل الفلسطينيين".

 

وأضاف: "نتحدث عن تجنيد 10 آلاف مقاتل في الأجهزة الأمنية، وتدريب حوالي 5 الاف آخرين، وتزويدهم بالعتاد والسلاح، لكن السؤال المطروح في السياق: لمن سيتم تجنيدهم؟، ولماذا؟ وكيف سيكون الامر؟!".

 

وأوضح أنَّ الاحتلال الإسرائيلي يزج بحوالي ثلثي قواته في الضفة المحتلة، ولا يقوى على إنهاء الانتفاضة أو محاصرتها، مستدركاً: "الاحتلال يريد قوات فلسطينية تتجرأ على أبناء شعبنا"، واصفاً المرحلة بـ(الخطيرة والحساسة).

 

وشدد على أن "قمة العقبة" الأمنية هي امتداد للخطط والمؤامرات الأمنية والسياسية السابقة التي وضعتها الإدارة الامريكية لتصفية القضية الفلسطينية، معرباً عن أسفه الشديد لمواصلة قيادة السلطة المشاركة بالمشروع التصفوي الخبيث.

 

وأشار انَّ "قمة العقبة" الأمنية والمحاولات الدولية الخبيثة لإجهاض المقاومة والقضاء عليها مصيرها "الفشل"، لافتاً إلى انَّ ما يبشر بفشل القمة هو أنَّ كل المحاولات السابقة فشلتْ جراء ضربات المقاومة المتواصلة، مذكراً بعمليتي حوارة واريحا التي أوصلت الرسالة جلية للمشاركين في القمة، واعطت مؤشراً على فشلها.

 

وبيَّن عز الدين أنّ مقاومة شعبنا لن تتأثر ولن تتراجع أمام تلك المخططات والمؤامرات، التي يمكن التصدي لها من خلال تصاعد العمل المقاوم، والانخراط في استراتيجية موحدة تحمي مشروع المقاومة.

 

بينما أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح رائد نعيرات أن قمة العقبة ركزت على الجانب الأمني على حساب القضايا الأخرى من أجل ضمان عدم تصعيد الأوضاع ضد الاحتلال في شهر رمضان.

 

ولفت نعيرات في حديثٍ صحفي إلى تشكيل لجنة أمريكية إسرائيلية فلسطينية مشتركة للإشراف على الحفاظ على تهدئة الأوضاع وتمكين السلطة من إدارة الوضع السياسي بالضفة.

 

واستبعد التزام الاحتلال بنتائج الاتفاق خاصة في ظل وجود حكومة المستوطنين الأكثر تطرفًا من الحكومات السابقة، وهو ما سيُعيد المشهد إلى التزام السلطة من طرف واحد كما في السنوات الماضية.

 

تبعية السلطة للاحتلال

من جانبه أكد المحلل السياسي عمر عساف أن قمة العقبة مقروءة من عنوانها وهو استمرار تبعية السلطة لأمريكا ومواصلة الأجهزة الأمنية التنسيق الأمني وزيادة الاحتقان في الشارع الفلسطيني.

ويوضح "عساف" خلال حديثٍ صحفي "نحن لا نتوقعُ أي خيرٍ للشعبِ الفلسطيني من قمةِ العقبةِ، نتوقعُ مزيدًا من إطلاق العنان لجرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وأرضه وقضايا القدس".

 

وطالب السلطة بضرورة مغادرة النهج الأمني الكارثي قائلًا "كفى ثلاثون عامًا من التجربة في أوسلو، لقد ألحقت الضرر الكبير بالشعب الفلسطيني" مؤكدًا ضرورة اعتذار السلطة للشعب الفلسطيني والاستجابة لمطالب الشعب في إجراء الانتخابات.

 

وفي السياق ذاته، أكد المحلل السياسي تيسير الزبري أن قمة العقبة هي الأخطر على الشعب الفلسطيني منذ اتفاقية أوسلو 1993.

 

وأوضح "الزبري" خلال حديثٍ صحفي أن السلطة وافقت على فرض الأمن وتجريد المقاومة من سلاحها وملاحقة المقاومين من أجل مغرياتٍ ماليةٍ لا تساوي شيئًا.

 

وأوضح "الزبري" أن السلطة وضعت نفسها في إطار لن تخرج منه، مبينًا أن سحبها لمشروع إدانة الاستيطان في الأمم المتحدة قد أنقذ الموقف الأمريكي الذي تعهد بحماية أمن "إسرائيل".

 

وأكد "الزبري" أن كل المخاطر قائمة معتبرًا قمة العقبة أخطر الاتفاقيات منذ توقع اتفاقية أوسلو في العام 1993 ولا سيما بعد عودة نتنياهو للحكم في "إسرائيل" وتشكيل حكومته اليمينية المتطرفة.

 

ولفت أن تلبية الشعب الفلسطيني لنداء "عرين الأسود" قبل أيام يؤكد أن المشاريع التصفوية لن تمر مرور الكرام، لافتًا أن الأخطر هو الذهاب لصراعاتٍ داخلية دموية.

إغلاق