التنسيق الأمني.. النكبة المستمرة !

التنسيق الأمني.. النكبة المستمرة !

رام الله/

النكبة هي التوصيف الأدق للتهجير القسري الجماعي عام 1948 لأكثر من 750 ألف فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم في فلسطين، بعد نجاح الحركة الصهيونية -بدعم من بريطانيا- في السيطرة بقوة السلاح على القسم الأكبر من فلسطين وإعلان قيام “إسرائيل”.

الاحتلال اقتلع الفلسطينيين من عشرين مدينة ونحو أربعمئة قرية غدت أملاكها ومزارعها جزءا من دولة الاحتلال الصهيوني، وقتل نحو عشرة آلاف فلسطيني على الأقل في سلسلة مجازر وعمليات قتل، فيما أصيب ثلاثة أضعافهم.

وتوالت بعد ذلك خطط الصهاينة لطرد الفلسطينيين من أرضهم، وبذلوا قصارى جهدهم لمسح التراث والثقافة الفلسطينية من الوجود، وأفرز هذا الوضع معاناة ممتدة لملايين اللاجئين الفلسطينيين.

مؤامرة دولية، أسهمت فيها السلطة الفلسطينية وحركة فتح بعد أن تخلت عن السلاح وسلمته للاحتلال، وحاربت المقاومة وسلمت الأرضي عبر عملية تسوية مستمرة لم تحقق فيها السلطة سوى الوعود، فيما حقق فيها الاحتلال سرقة الأرض وضفة غربية بلا رصاصة واحدة تلاحقه وجنوده ومستوطنيه، وتهيئة الأمر لتسليم ما تبقي من الضفة الغربية عبر صفقة القرن.

وقال أستاذ العلوم السياسية عبد الستار قاسم إن “السلطة القائمة حالية التي جاءت عقب تخلي منظمة التحرير عن الكفاح المسلح والاعتراف بدولة الاحتلال، هي من النتائج الوخيمة على القضية الفلسطينية، وما أعقب ذلك من صراعات على “كعكة السلطة” وصولا إلى التنسيق الأمني العلني مع الاحتلال والانقسام بين غزة والضفة”.

ويبين قاسم أن الظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني اليوم في ظل الاحتلال الإسرائيلي تتطلب بشكل فوري وجود قرار فلسطيني بحت يعمل على إحياء وتعزيز روح المقاومة الشاملة بجميع تصنيفاتها، ثم الانسلاخ عن جميع مترتبات اتفاقية أوسلو بجانب استنهاض الفكر الوطني التحرري.

وكشف تقرير فلسطيني صدر حديثا أن التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال الصهيوني بقي سنوات طويلة غائباً عن الإعلام خشية أصحابه من انعكاساه السلبية من جانب الشعب الفلسطيني.

ويقول التقرير الاستراتيجي الفلسطيني كما جاء في مقال الدكتور فهمي هويدي: “للولايات المتحدة دور فاعل في تنمية هذا الدور وتعزيزه من خلال تقديم المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية، والإنفاق بسخاء على مهمة المنسقين الأمنيين لديها في الضفة”.

ولا يخفي الاحتلال سعادته بتبعية السلطة الفلسطينية له تحت مسمى “التنسيق الأمني” واستخدامها كأداة ضد الشعب الفلسطيني، أداة لاستمرار نكبة ال48 حتى اليوم.

إغلاق