14:51 pm 17 مارس 2023

الصوت العالي

كتب ماجد العاروري: على من تقع مسؤولية انتظام المدارس وانهاء اضراب المعلمين؟

كتب ماجد العاروري: على من تقع مسؤولية انتظام المدارس وانهاء اضراب المعلمين؟

رام الله – الشاهد| كتب ماجد العاروري: لا أظن ان الحكومة قادرة على حل مشكلة المعلمين وعودة التعليم للانتظام، فقد فشلت بذلك، خلال العام السابق والحالي.

 

ولا أظن أن الحل يكمن في لوم المدرسين، او الضغط عليهم او تهديدهم او عقابهم او في كسر ارادتهم بإلزامهم بالقوة للعودة الى المدارس مهزومين او مكسورين، فانكسارهم انكسار لجيل بأكمله، وهذا يجب ألا يتم.

 

اذن من المسؤول عن عودة المعلمين الى المدارس؟

الشخص الوحيد المسؤول عن انتظام العملية التدريسية وعودة المدرسين الى المدارس ببرنامج تعويضي فوري للفاقد التعليمي هو الرئيس محمود عباس بصفته رئيسا للسلطة التنفيذية، وهي المسؤولة عن اعمال الحق بالتعليم، وبإمكانه فعل ذلك بخطوات فورية وبسيطة:

 

١. الاعلان عن التزامه التام وتطبيقه الفوري للاتفاق الذي وقعته الحكومة العام الماضي مع المدرسين، وان يكون هو الضامن لتطبيق الاتفاق بحرفية تامة، وليس جهات اخرى غير قادرة على ضمانه.

 

٢. الغاء فوري كافة العقوبات والخصومات التي فرضت على المعلمين على خلفية الاضراب.

 

٣. حل الاتحاد العام للمعلمين، وتكليف لجنة الانتخابات المركزية بإنجاز نظام انتخابي لاتحاد المعلمين، الفلسطينيين، وتنفيذ اجراء الانتخابات خلال ٦ شهور من تاريخ اصدار القرار ومنحها الصلاحية التامة في ذلك، فلجنة الانتخابات مستقلة وتحظى بثقة المعلمين والجمهور سويا.

 

٤. دعوة المعلمين الى العودة الفورية الى العمل، وانهاء الاضراب.

 

٥. تكليف الحكومة بوضع المقترحات اللازمة لتوفير التغطية المالية اللازمة لتنفيذ الاتفاقية مع المعلمين حتى لو تطلب الامر فرض رسوم وضرائب جديدة تفرض بعدالة وشفافية على الشركات الربحية وعلى المواطنين وعلى الموظفين في القطاع الخاص والاهلي والعام لغاية ضمان استقرار التعليم، وحفظ كرامة المعلمين بالطريقة التي يستحقوها، لأنه لا يجوز أن نطالب بضمان التعليم لأبنائنا وكرامة المدرسين ولا نتحمل تكلفة ذلك.

 

ببساطة، نحن لسنا بحاجة الى مزيد من الحوارات او المبادرات بقدر ما نحن بحاجة الى تنفيذ اتفاقات تمت،، وتوفير حلول وآليات عملية لتنفيذها، والمسؤولية في ذلك تقع على السلطة التنفيذية وعلى رئيسها دون غيره، وهذا لن يتم دون تدخل فوري من الرئيس واعلان خطة واضحة لتنفيذ الاتفاق، بعد فشل الحكومة في الوصول الى حل، وبذلك ضمان عودة المدرسين، وانتظام التعليم واستقراره.

 

ما النصيحة التي يتوجب على مستشارين الرئيس تقديمها للرئيس؟

1. أن حراك المعلمين ليس حراكا سياسيا، بل نقابيا بحتا، واذا كان المعلمون قد حملو على اكتافهم وزير التربية، وهو لم يقدم لهم او للتعليم شيئا، فما بالكم اذا قدم الرئيس للمعلمين حقهم، وضمن لهم كرامتهم، وقدم لهم اتحادا منتخبا مز المدرسين يمثل ارادتهم.

 

٢. اجراء انتخابات ديمقراطية شفافة في اتحاد المعلمين، سينجم عنه تعددية في المشاركة، وبالتالي ادارة متوازنة في سياستها، فهي لن تكون راديكالية في قرارتها او معادية للنظام  ولن تكون سحيجة وبلا مضمون وتشكل عبء على النظام، فالانتخابات تضمن ان لا تخطف ارادة المدرسين من اي جهة ذات لون واحد، سواء الحزب الحاكم او اشد الجهات معارضة وبالتالي يتحقق التوازن المطلوب لاستقرار التعليم،  فالكل سيكونون شركاء في ادارة شأن اتحاد المعلمين، ولكم في نقابة المهندسين والاطباء تجربة فمهما كانت نتيجة الانتخابات، فهناك جهة تمثيلية يمكن التعامل معها  وتحقيق الاستقرار.

 

٣. سياسة الاقصاء والتهميش والسيطرة التي اتبعت في المنظمات الشعبية واتحادات نقابات العمال اثبتت فشلها، وحولت هذه الاتحادات الى فقاعات هوائية لا تمثل أي من القطاعات، ومن مصلحة النظام ان يستند الى اتحادات قوية تناصره وطنيا وقت الشدة وفي الظروف الحالكة، ولكم تجربة في نقابة الموظفين العموميين.

 

ان قدمت هذه النصائح الى الرئيس من مستشاريه، ودفع لتحمل مسؤوليته في اعادة انتظام الدراسة سيلمس بنفسه الفارق بين الحل الديمقراطي لأزمة والحل الامني لإحدى الازمات التي تعصف بالمجتمع، فهل من معتبر؟.