
08:23 am 18 مارس 2023
السلطة تؤكّد مشاركتها في "شرم الشيخ" الأمنية بعد 48 ساعة من مجزرة جنين

الضفة الغربية- الشاهد| أكد القيادي الفتحاوي حسين الشيخ مشاركة وفد السلطة يوم غدٍ الأحد 18-03-2023 في اجتماع شرم الشيخ.
وزعم حسين الشيخ أن الاجتماع من "أجل الدفاع عن حقوق شعبنا في الحرية والاستقلال والمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل ووقف كل الإجراءات والسياسات التي تستبح دمه وأرضه ومقدساته"
مشاركة السلطة في اجتماع "شرم الشيخ" أتت بعد يومين فقط من مجزرة إسرائيلية بشعةٍ في جنين، بعد أن اقتحمت القواتُ الخاصة جنين في وضح النهار عقب انسحابٍ كامل لأجهزة السلطة إلى مقارها.
زعم حسين الشيخ كذّبته الفصائل الفلسطينية حيث دعت حركة المبادرة الوطنية السلطة لإلغاء اجتماع "شرم الشيخ" وطالبت السلطة بعدم المشاركة فيه.
وطالبت الجبهة الديمقراطية وحزب الشعب والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" السلطة بعدم المشاركة في الاجتماع الذي اعتبرته بالغ الخطورة على الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة.
واعتبرت أن إصرار السلطة على المضي في هذا المسار يمثل إمعانًا مرفوضًا لاستمرار الانزلاق في هذا المسار، وتجاهلًا غير مسبوقٍ لمواقف الإجماع الفلسطيني.
النشطاءُ من جانبهم نددّوا موقف السلطة المصر على الالتحاق باللقاء الأمني الساعي لوأد المقاومة والالتفاف عليها مقابل فتاتٍ من المالِ.
واعتبر النشطاء أن إصرار السلطة على المشاركة في قمة "شرم الشيخ" يهدفُ للقضاء على المقاومةِ واصفين أجهزة السلطة بـ "أحذية الاحتلال" و"عملائه".
وندد نشطاء آخرون بمشاركة السلطة، معتبرين ذلك مشاركة في المجازر الإسرائيلية التي تنفذ بحق الشعب الفلسطيني، ولا سيما أن هذه المشاركة أتت عقب يومين من المجزرة الإسرائيلية في جنين.
أكد مدير مركز المسار للدراسات نهاد أبو غوش: أن مشاركة السلطة ستجعلها أكثر قابلية للخضوع للشروط التي تُملى عليها، خاصة أن الاجتماع سيختزل المشكلة الفلسطينية والصراع في موضوع الأمن ولن يناقش أي إطار سياسي أو وطني.
وأشار الى أن اجتماع "شرم الشيخ" سيبحث الشق الأمني ولن يتحدث عن أي حلول سياسية، لافتا الى أن وفد السلطة ذهب لاجتماع "العقبة" وهو غير مستند الى أي قوة شعبية أو فصائلية أو مؤسسات المجتمع المدني، والآن يكرر الموقف ذاته في شرم الشيخ.
ونوه الى أنه يتم اختزال الموضوع الأمني بوجود مجموعات فلسطينية مسلحة في بعض مدن الضفة، وليس وجود الاحتلال الذي يشكل الإرهاب، معربا عن خشيته أن يتحول النقاش لجهود لحماية السلطة وليس لحماية الشعب الفلسطيني.
ولم يستبعد أبو غوش قبول السلطة بالخطة الأمنية التي وضعها الجنرال الأمريكي مايك فنزل، التي تقضي بمشاركتها في كبح المقاومة ومنعها مقابل حصولها على دعم مالي.
وأكد أن الاجتماع يلبي الأجندات الأمريكية والإسرائيلية الرامية لوأد المقاومة، منوها إلى أن الاحتلال يتعامل مع نضال الشعب الفلسطيني على أنه ظاهرة أمنية.
وكشفت صحيفة الأخبار اللبنانية أن السلطة الفلسطينية أبلغت الأطراف المشاركة في اجتماعات العقبة وشرم الشيخ الأمنية استعدادها لنزع سلاح المقاومة بالضفة الغربية.
وأوضحت الصحيفة أن قيادة السلطة برئاسة حسين الشيخ ستتوجه إلى قمة شرم الشيخ وفي جعبتها سلسلة تقارير ستستعرض من خلالها ما أقدمت عليه من خطوات في الأسابيع الماضية، بهدف تنفيذ تعهداتها التي قطعتها في اجتماع العقبة، ومحاصرة حالة المقاومة المتصاعدة في مدن شمال الضفة الغربية.
وبحسب المصادر، فإن وفد السلطة سيؤكد استعدادها الثابت للمضي في حملة نزع السلاح في تلك المدن، ومنع أي ظهور أو نشاط لحركة حماس هناك، شريطة تزويدها بالدعم الأمني والاقتصادي اللازم، والحيلولة دون مزيدٍ من التأليب عليها.
ووفقاً للمصادر، فإن رام الله أعدت تقارير حول قدراتها الأمنية على إعادة ضبْط الأوضاع في الضفة الغربية المحتلّة، بالإضافة إلى سلسلة خطوات اتّخذتْها لكبْح حالة المقاومة في مدن شمال الضفة، فضلاً عن حاجتها إلى مزيد من الدعم لإتمام المهمّة المطلوبة منها.