كتب ماجد العاروري: رواتب الموظفين المنقوصة

رام الله – الشاهد| كتب ماجد العاروري: خاض الموظفون العموميون وما زالوا اضرابات وصراعات شتى من أجل زيادة رواتبهم والحصول على علاوات جديدة تختلف نسبتها من قطاع إلى اخر، وأن نجح بعضهم في تحقيق ذلك، فإنهم غالبا ما يحصلون على هذه النسبة على قسيمة الرواتب ولا يحصلون عليها في الواقع.

الموظفون في كافة تحركاتهم السابقة لم يولوا السياسة الممنهجة من الحكومة المتبعة منذ حوالي ١٨ شهر بتعويد الموظفين على العيش بما نسبته أربعة اخماس الراتب، (٨٠%)، حيث باتوا يعتادون على ذلك، ويتكيفون مع هذه النسبة في حياتهم وفي تسديد التزامات البنوك ليكتشفوا يوما ما بأن هذا هو الراتب الكامل، وكل ما تبقى من الراتب هي ديون منعدمة لن ينالوا منها شيئا.

اظن انه كان على نقابات وحراكات الموظفين الحكوميين أن يطالبوا الحكومة اولا بدفع الراتب كاملا، وأن كانت الحكومة غير مقتدرة على ذلك، كان عليهم أن يطالبوا بوضع خطة وسقف زمني كي تعود الرواتب إلى طبيعتها، لا أن ينجروا إلى صراع على علاوات جديده وهم أصلا لا يحصلون على كامل راتبهم، بل اعتادوا أن لا يطالبوا به.

أن ما سبق هو ما يمكننا تسميته بالسياسة الحكومية الممنهجة لتقليص الرواتب الحكومية كي تبقى الحكومة قادرة على سدادها دون اضطرارها للبحث عن موارد جديده، فالناس سرعان ما تتكيف مع اي تغيير، وبعد زمن يصبح التغيير هو الطبيعي.

وأظن أن الحكومة قد نجحت في تكييف الموظفين بدليل انهم يطالبون بحقوق جديدة لإقرارها ويغفلون عن المطالبة بحقهم الراتب الكامل فقد باتت سياسة قطاعات واسعة من الموظفين تقتصر مطالبتهم للحكومة بالاعتراف لهم بالحق دون التزام عملي بتنفيذه، وأظن أن الحكومة نجحت في خلق هذه الثقافة لدى العاملين لديها، وكل الحكومات تتراكم عليها الديون المنعدمة التي لا بد أن يأتي يوما ويتم تصفيرها من خلال تشريع لأنها فوق طاقة اي حكومة في سدادها.