05:21 am 25 مايو 2023

الصوت العالي

كتبت سناء طوطح: الفساد والنبض المشترك

كتبت سناء طوطح: الفساد والنبض المشترك

رام الله – الشاهد| كتبت سناء طوطح: يقول توماس جفرسون "كلما وضع الإنسان المناصب نصب عينيه، يبدأ الفساد في سلوكه"، لذلك يعتبر الفساد ظاهرة خبيثة  إلا أنها أضحت نموذجاً تحتذيه مختلف القطاعات في الوطن وكأنما الفساد أصبح ظاهرة ايجابية منمقة.

 

وعلى الرغم مما نصت عليه اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد في كل من المادتين (7 و 12) على أن تتخذ الدول الأطراف في الاتفاقية ووفقاً للمبادئ الأساسية لقانونها الداخلي، تدابير لمنع ضلوع كل من القطاع العام والخاص في الفساد ولتعزيز معايير المحاسبة وذلك من خلال وضع معايير واجراءات تستهدف صون نزاهة كيان كل من القطاع الخاص والقطاع العام.

 

إلا أننا نجد ان الفساد ينتشر بصورة لم تعد مقبولة أو متوقعة، والكارثة ان يصبح الفساد نقطة وصل بين كل من القطاع العام والخاص في الدولة، وما بين القطاع العام تحت شجرة الحكومة من سياسة وفساد إلى القطاع الخاص تحت مظلة المال من اقتصاد وفساد، يضيع أبناء الشعب في ثنايا الفساد السياسي والاقتصادي.

 

ولطالما لم تلتزم فلسطين بما توقعه وتنضم له من اتفاقيات دولية، مع التزامها النصي فقط فيما يتعلق بنصوصها القانونية التي تتغنى بمكافحة الفساد والعدالة والمهنية وتكافؤ الفرص ودعم الشباب.

 

ومع ذلك قد تطبق احيانا بعض هذه النصوص، لكن بطرق أذكى مما نتوقع فنراها إن قررت ان تمنح فرصة لوجود الشباب في مواقع صنع القرار على سبيل المثال، فحينها تمنح ذلك المنصب أو الموقع أو الفرصة للفئة الشابة ولكن ممن تراهم مناسبين لرؤيتهم ومصالحهم المشتركة القائمة على الفساد وعدم احترام مهنية وجهد الكثير والكثير من الشابات والشباب، وغير ذلك الكثير من الممارسات السلبية التي يقوم بها كل من القطاع العام والخاص في حق أبناء الشعب.

 

وفي ذلك قال ويندل فيليبس " تصبح اليد المؤتمنة على السلطة ، إما من الفساد البشري أو روح الجماعة، العدو الضروري للشعب" والسلطة هنا تكمن في كل صاحب قرار قد يذهب بقراراته إلى الضمور الحسي للشعب.

 

لذلك لا بد من وضع سياسة واستراتيجية واضحة فيما يتعلق بالثقة العامة تجاه كل من القطاع العام والخاص، وضرورة صحوة هؤلاء في القطاعات على تهذيب سلوكهم والتزامهم بالشعارات والمبادئ التي يختبئون خلفها، لان وجودهم في منصب أو سعيهم للحصول على منصب أو موقع صنع قرار يضعهم في حالة من الإغماء التدريجي وصولاً إلى الغرق في الفساد وعدم ملاحظة سلوكهم إلى اين يذهب!.

 

وعليه وعلى الرغم مما نواجهه من فساد أينما نتوجه ونسير لا يزال الأمل موجود لتحقيق النجاح ولا يزال الامل موجود لانه مرتبط بالمبادئ الحقيقية التي تبقى هي العمود الحقيقي للانتصار والقوة واحترام الذات والغير.

 

فالنزاهة ومكافحة الفساد هي بذرة الإنجاز وهي المبدأ الذي لا يفشل أبداً، وأخيراً لا يؤدي إنشاء ثقافة النزاهة ومكافحة الفساد إلى تحسين الفعالية فحسب، بل يؤدي أيضًا إلى إنشاء بيئة محترمة وممتعة وحيوية للعمل فيها.