محاكم السلطة تنطق بالحكم على المفكر عادل سمارة لانتقاده التطبيع مع الاحتلال

محاكم السلطة تنطق بالحكم على المفكر عادل سمارة لانتقاده التطبيع مع الاحتلال

الضفة الغربية – الشاهد| أكدت مجموعة محامون من أجل العدالة أن محكمة بداية رام الله ستنعقد صباح اليوم الثلاثاء، بصفتها الاستثنائية لمحاكمة المفكر السياسي عادل سمارة لانتقاده التطبيع.

وذكرت المجموعة أن محاكمة الدكتور سمارة بدأت عام ٢٠١٦، على خلفية شكوى جزائية أقيمت ضده من قبل (أ.و) على إثر انتقاده للتطبيع العربي ضمن أعماله الأدبية.

وقالت المجموعة: "حكمت محكمة صلح رام الله بعدم قبول الدعوى الجزائية المقامة ضد سمارة، من تهمة الذم بوصفها المعدل، معللةً حكمها "عدم إتخاذ المجني عليها صفة الإدعاء المدني".

وأضافت: "إلا أنه وبعد ست سنوات من المحاكمة، ومثول سمارة لستة وثلاثين مرة أمام القضاء، لم ترضى المشتكية ببراءة سمارة، وأصرت على استئناف الحكم".

وتابعت: "واختتم حكم الاستئناف بالتأكيد على الحكم الأول ببراءة سمارة، ثم عادت المشتكية لتستأنف الحكم مجدداً، ليكون اليوم موعد إعلان الحكم الثالث في هذه الدعوى، المتصلة إتصالاً مباشراً مع حرية الرأي والتعبير".

وأكدت مجموعة "محامون من أجل العدالة" على ضرورة تمسك المحاكم بالقرارات والأحكام التي تدعم حرية الرأي والتعبير، لا سيما وأن القانون الأساسي الفلسطيني قد حملها لا بشكل واضح في المادة (١٩) منه حيث نصت على "لا مساس بحرية الرأي، ولكل إنسان الحق في التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غير ذلك من وسائل التعبير أو الفن مع مراعاة أحكام القانون".

السلطة تشجع التطبيع

وفي مقابل محاكمة الأكاديمي سمارة، تنشط السلطة في تشجيع التطبيع مع الاحتلال، حيث اعتبر وزير خارجية السلطة رياض المالكي التطبيع التركي مع الاحتلال الإسرائيلي بأنه مفيد للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أنها خطوة غير مفاجئة ومرحب بها.

وقال المالكي، في مقابلة مع قناة سي أن أن التركية، إن وزير الخارجية التركي شاويش أوغلو أطلعه على كل التطورات أولا بأول، وقد أبلغه أنه سيزور دولة الاحتلال في أبريل المقبل، وأن التحركات التركية لن تكون على حساب الفلسطينيين.

وأضاف: إن تركيا التي نجحت في جمع الأوكرانيين والروس، على طاولة واحدة، قد تجمعنا والإسرائيليين، ونحن مستعدون لقبول أي دعوة سرية أو مفتوحة للجلوس مع الاحتلال.

فيما علق صحفي تركي على مقابلة المالكي قائلاً إن "وزير الخارجية الفلسطينية يعتبر التطبيع التركي الإسرائيلي إنجازاً للقضية الفلسطينية".

تطبيع حلال

وفي موقف متناقض ويعكس الانتهازية والمتاجرة بالقضية الفلسطينية، اجتمعت شخصيات مقربة من رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس مع شخصيات إسرائيلية في مدينة رام الله، قبل أسابيع، للتباحث في "حل الدولتين".

اللقاء الذي جاء بعد مرور عام بالضبط على إدانة السلطة لتطبيع بعض الأنظمة الخليجية مع الاحتلال، حضره مستشارو عباس، وفي مقدمتهم محمود الهباش، ونبيل أبو ردينة ومسؤول ملف التواصل مع المجتمع الإسرائيلي محمد المدني، بينما تكون الوفد الاسرائيلي من 15 شخصية إسرائيلية، وضم يوسي بيلين، ودوف حنين، ويونا ياهف، وطلب الصانع، وعنات ماور، وأوفير باينز.

وهاجمت السلطة آنذاك الدول الخليجية المطبعة وتخلت عن رئاسة الجامعة العربية احتجاجاً على فشل الجامعة في إصدار بيان يدين التطبيع الخليجي، إلا أنها عادت وتراجعت بعد أيام قليلة لتعيد علاقاتها مع الاحتلال وتصمت عن مهاجمة الدول الخليجية.

إغلاق