السلطة تستقوي بالاحتلال لتهديد مقاومي بلاطة لدفعهم لتسليم أنفسهم وسلاحهم

السلطة تستقوي بالاحتلال لتهديد مقاومي بلاطة لدفعهم لتسليم أنفسهم وسلاحهم

نابلس – الشاهد| كشف مصدر مُطلع، عن أن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، هددت مقاتلي "كتيبة بلاطة" في نابلس عبر الاستعانة بالاحتلال لتخويفهم من اجتياح واسع للمخيم، وذلك ضمن حملة ضغوطات مكثفة تمارسها على المقاومين لتسليم أنفسهم.

 

وذكر المصدر في تصريح لوكالة شهاب، عن أن الأجهزة الأمنية تواصل ملاحقة مقاومي "كتيبة بلاطة" بنابلس، ولجأت إلى عدة أساليب للضغط عليهم من أجل تسليم أنفسهم، وهددتهم باجتياح قوات الاحتلال للمخيم والقضاء عليهم.

 

وتحاول السلطة وأجهزتها الأمنية إثبات ولاءها الكامل للاحتلال، حيث أوعزت لمندوبيها الأمنيين بالانتشار في مدن الضفة وخاصة في شمالها لجمع المعلومات الاستخباراتية عن المقاومين وأماكن تواجدهم ليسهل الانقضاض عليهم وتصفيتهم من قبل القوات الخاصة الإسرائيلية.

 

وذكرت مصادر مطلعة أن رئيس عباس طالب قادة الأجهزة الأمنية بإنهاء حالة المقاومة بأسرع وقت ممكن عبر استيعاب المقاومين بكل الطرق المتاحة، إما عبر التفريغ بوظائف، أو بشراء أسلحتهم، أو باتخاذ إجراءات أمنية، مهددا إياهم بالإقالة إذا لم ينجحوا في ذلك.

 

وقامت السلطة خلال الفترة الماضية ببذل جهود كبيرة في تفكيك مجموعات المقاومة وخاصة في نابلس وجنين، وذلك بممارسة الترهيب عبر الاعتقال ومصادرة الأسلحة والتضييق عليهم بالحركة، أو الترغيب بالضغط عليهم وتقديم تسويات مالية وعقود توظيف وشراء سلاح المقاومين بمبلغ يصل إلى 25 ألف دولار للبندقية الواحدة.

 

وفي شهر مارس الماضي، كشف تسريب صوتي عن مساومة ضابط في أجهزة أمن السلطة، للشهيد وديع الحوح قائد مجموعات "عرين الأسود" لتسليم نفسه هو ورفاقه المقاومين، والتوقف عن مقاومة الاحتلال.

 

وعلى الرغم من رد الشهيد الواضح والجازم، إلا أن ضابط السلطة استمر في مراوغته ومساومة الشهيد بالقول: "فكر منيح اذا ما بدكم تموتوا، وبدك تسلم حالك انت واللي معك وتقعدوا بحضن السلطة أنا جاهز".

 

كما أن أجهزة السلطة تمارس حربها ضد أي مظاهر متعلقة بالمقامة كجنازات الشهداء، حيث هاجمت بالرصاص والغاز جنازة الشهيد محمد حرز الله بتاريخ 23 نوفمبر الماضي، وذلك وفق قرارات أمنية صارمة "بمنع أي جنازات مسلحة".

 

غضب من الشهداء

كما نقلت مصادر مطلعة أن عباس غاضب للغاية من مظاهر المقاومة في الجنازات، وقال في لقائه مع أقاليم "فتح" في جنين ونابلس والأجهزة الأمنية في نهاية نوفمبر الماضي: "إذا كان الشهداء أبناء فتح وجزء منهم يعمل هو أو والده في الأجهزة الأمنية أو السلطة، لماذا أشاهد رايات الجهاد وحماس في الجنازات؟".

 

وتشير المصادر الى وجود أوامر من عباس باتخاذ إجراءات أمنية صارمة ضد أبناء حركة فتح المسلحين وعناصر الأمن القريبين منهم، وهو ما تم خلال الأشهر الماضية، حيث تم اعتقال أكثر من 60 من عناصر الأمن داخل المقرات الأمنية".

 

 وفي ذات الشهر، أثار محافظ السلطة في نابلس إبراهيم رمضان الجدل بعد إدلائه بتصريحات جديدة ضد المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، ودعوته لها بترك السلاح وعدم مقاتلة الاحتلال رغم المجازر التي يرتكبها.

 

وقال رمضان في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية السبت 4 مارس 2023 إنه آن الأوان للتوجه بالقول لمجموعة عرين الأسود، التي تشتبك مع قوات الاحتلال بشكلٍ دوري منذ أشهر: "هذا يكفي ..(  ) نعم؛ نحن نُحبهم ونؤيدهم، لكن علينا أن نقول لهم أن هذا يكفي".

 

محاولات مستميتة

وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" إن أجهزة السلطة وقياداتها تعرضوا لضغوطٍ أمريكية وأوروبية لإنهاء ظاهرة المقاومة في الضفة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولٍ فلسطينيٍ إن السلطة تحاول إقناع المقاومين بالاستسلام والانضمام لأجهزة السلطة، وأنها أرسلت ضباطًا برتب رفيعة لجنين ونابلس للقاء عناصر المقاومة للاستسلام.

 

وأبلغ ضباطُ السلطة المقاومين بأن قيادة السلطة تعتبر عروضهم العسكرية ضارة بمصالح الشعب، وحذروهم أنها لن تتسامح مع مظاهرة المقاومة معتبرين المقاومة فوضى وغياب قانون.

 

كما كشفت الصحيفة أن استخبارات السلطة فشلت في إقناع المقاومين بوقف مقاومتهم وعروضهم العسكرية، رغم المغريات بالرتب والوظائف، بما في ذلك كتيبة بلاطة التي ينتمي بعض عناصرها لحركة فتح.

 

إغلاق