تتجدد كل صيف.. أزمة مياه تضرب قرى شمال غرب رام الله

تتجدد كل صيف.. أزمة مياه تضرب قرى شمال غرب رام الله

الضفة الغربية – الشاهد| أسابيع طويلة لم تصل فيها المياه إلى قرى شمال غرب رام الله، في أزمة تجدد مع كل فصل صيف يمر على القرى، وسط فشل لوزارة الحكم المحلي والبلديات في حل تلك المشكلة.

ولم تجد مناشدات المواطنين في تلك القرى آذاناً صاغية من قبل تلك الحكومة، مؤكدين أن قراهم تتعرض لتهميش متعمد من قبل حكومة اشتية وحكومات فتح السابقة.

وأكدت مصادر محلية أن خللاً أصاب مضخات نقل المياه من قرية كفر مالك شرق رام الله إلى القرى الأخرى، ما أدى إلى حرمان أهالي تلك القرى من المياه منذ أكثر من شهر.

رئيس بلدية كوير شوكت البرغوثي أكد أن انقطاع المياه عن قريتهم يؤدي إلى الحاق أضرار فادحة في الثروة الحيوانية والزراعة المنزلية، موضحا أن أهالي القرية يتكبدون تكاليف مالية باهظة تصل إلى 900 شيكل شهرياً لتغطية أزمة انقطاع المياه.

ولفت إلى أن برميل المياه الذي تبلغ سعته 8 أكواب يكلف جيوب المواطنين حوالي 300 شيكل، حيث تحتاج كل عائلة في المتوسط لنحو 3 تنكات مياه شهريًا، لافتًا إلى اعتماد أهالي القرية أيضًا على الآبار الارتوازية المتوفرة عند البعض للتخفيف من أزمة انقطاع المياه.

ونوه إلى أن نقص المياه يؤثر أيضًا على أعمال التوسع والبناء في القرية مع اعتماد قطاع الانشاءات بشكل كبير على المياه، وبالتالي تأثير هذا الأمر على قلة فرص العمل لعمال البناء.

الكل يعاني

من جانبه، طالب رئيس تجمع 6 قرى في مسافر يطا بالخليل محمد ربحي، مؤسسات السلطة بالتوقف عن تجاهل احتياجات القرى للخدمات الأساسية وفي مقدمتها المياه، مشدداً على أن تجاهل الجهات الرسمية لتقديم الخدمات الأساسية لسكان المسافر ليس وليد اللحظة، فهو يمتد منذ توقيع اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير والاحتلال الإسرائيلي سنة 1993.

وأشار الى السلطة لم تقدم شيئًا جوهريًّا لسكان المسافر منذ تأسيسها، وأصبحت هذه المنطقة تفتقد للمشاريع التنموية، موضحا أن سكان المسافر ينفقون من مالهم الخاص لإقامة مشاريع خدماتية في أراضيهم الزراعية، بفعل تجاهل حكومة اشتية والاكتفاء بالوعود فقط.

ومنطقة مسافر يطا هي عبارة عن مجموعة من 19 قرية فلسطينية في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، تقع بين 14 و24 كم جنوب مدينة الخليل. داخل حدود بلدية يطا.

فشل مشاريع السدود

من جانبه، أكد مدير عام جمعية الهيدرولوجيين الفلسطينيين عبد الرحمن التميمي أن محاولات حل مشكلة المياه التي تعاني منها غالبية قرى الضفة الغربية فشلت وتحديداً بناء السدود.

وأوضح التميمي أن السبب الأول يتمثل بالافتقار إلى الخبرة اللازمة لإقامة السدود الترابية التي هي "عمل فني بحت"، على خلاف السدود الاسمنتية التي يستطيع أي مهندس تصميمها.

أما السبب الثاني، فيرتبط بإقامة السدود في مواقع خاطئة، مثل سد العوجا، دون إجراء الدراسات الجيولوجية اللازمة للتأكد من صلاحية المواقع للسدود الترابية.

وبين أن "السدود تبنى على قياسات هيدرولوجية تاريخية لمدة ثلاثين عاما، وهذا لم يتم". وبدلا من السدود الترابية التي كانت "فاشلة"، يقول التميمي إنه "كان بالإمكان الضغط على الاحتلال لإنشاء سدود أخرى ذات جدوى في مناطق شديدة الجريان مثل وادي القلط قرب أريحا، بعد إجراء الدراسات اللازمة".

وأوضح التميمي أنه لا يختلف اثنان على مدى حاجة الفلسطينيين لأي مصدر مائي إضافي في ظل سيطرة الاحتلال على نحو 85% من مصادر المياه، لكن الاستفادة من الجريان السطحي بحاجة لوقفة متأنية، وإجراء دراسات علمية قبل هدر أي أموال أخرى على مشاريع جديدة لا تسد رمق المزارعين.

إغلاق