الأهالي يهرعون لإغاثة جنين والسلطة تتفرج وتكتفي بتصريحات جوفاء

الأهالي يهرعون لإغاثة جنين والسلطة تتفرج وتكتفي بتصريحات جوفاء

جنين – الشاهد| قتل ودمار وتشريد.. هكذا تبدو صورة الواقع في جنين ومخيمها المحاصرين لليوم الثاني تواليا، وبموازاة ذلك لا تزال السلطة ومؤسساتها وقيادتها بعيدة عن دورها المطلوب منها بتفقد احتياجات المواطنين وتلبيتها، وبات الجهد الإغاثي والخدماتي مقتصرا على مبادرات فردية هنا أو هناك.

 

ولا يبدو مستغربا خروج الكثير من المبادرات الشبابية والأهلية لإغاثة أهالي جنين، فالسلطة منشغلة بتعزيز التنسيق مع الاحتلال وملاحقة النشطاء، ومؤسساتها الخدماتية تغيب بشكل كامل عن الأهالي المنكوبين.

 

ويبدو أن عادة السلطة في التخلي عن المواطنين قد أصبحت صفة ملازمة لها، رغم أنها في نهاية الأمر ستقوم بتنظيم حملات تبرعات وإغاثات شعبية على اسم المخيم ومنكوبيه، ثم ستختفي هذه التبرعات كما حدث في أكثر من مناسبة، وآخرها صندوق وقفة عز لإغاثة متضرري كورونا.

 

وحلفت منصات التواصل الاجتماعي بتعليقات غاضبة على غياب السلطة والحكومة عن تلمس احتياجات أهالي جنين، ورأى المواطنون أن تجاهل الحكومة والسلطة للمواطنين هو امتداد لخذلان دائم كثيرا ما دأبت عليه الجهات الرسمية في كل محنة مر بها المواطنون.

 

واكتفى رئيس السلطة محمود عباس بتصريح للاستهلاك الاعلامي حول توجيه الدوائر والمؤسسات المختصة لبحث تقديم المساعدات لأهالي جنين، وكأن عباس موظف أممي لا تعنيه مسؤوليته عن الشعب الفلسطيني.

 

وكتب المواطن محمد خنافشة، منتقدا تصريحات عباس، وعلق قائلا: "شو بتفكر اللي حصل في جنين فيضان او زلزال او إعصار…. ما حصل في جنين ليس كارثه طبيعيه انه اعتداء غاشم بالقوه من الاحتلال يجب أن تأمر اجهزتك والأمن الوطني الفلسطيني أن يقوموا بحماية المواطنين وان يتصدوا للاحتلال …. لا ان يقدموا مساعدات من طعام وشراب لان المواطنين هم من يقوموا بهذه المهمه شعبنا يضرب به الكرم والمساعدة".

 

أما المواطن ابو باسل عمار، فوجه حديثه لإحدى الفتيات التي ترأست مبادرة شبابية لإغاثة أهالي جنين، حيث حذرها من خطر قيام السلطة بسرقة المساعدات، وعلق قائلا: "اصحي ييجي عليكي تاعين السلطة ويصادرو كل شي جمعتيه".

 

أما المواطنة سناء حساسنة، فسخرت من تصريح عباس بتوجيه الجهات المختصة لبحث تقديم المساعدة لجنين، وعلقت بقولها: "لا يوجههم ولا على باله … بس يوجه الاجهزه الامنيه في جنين انه السلاح الي بايدهم اذا ما بدهم يستخدموه ضد الجيش . يعطوه للي بده يسخدمه بلاش يصدي بايدهم".

 

أما المواطن نائل أبو يزن، فأكد أن السلطة لم تفلح في تقديم أي مساعدة أو حماية لجنين، وعلق قائلا: "والله الشعب ما بدو كل الي حكيتووو الشعب بدووو حمايه بدووو امان بدووو انتا وارجالك توقف معهم".

 

أما المواطنة ام مصطفى أبو عليا، فدعت مسؤولي السلطة للصمت وعدم التحدث عن جنين احتراما لتضحياتها، وأن الفرق الشبابية والأهلي تقوم بواجب النصرة لجنين كما ينبغي، وعلقت بقولها: "بدهمش توجيهات ناس زيكم الحمد لله الكل قايم بالواجب".

 

أما المواطن عمرو سراحنة، فخطاب عباس مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لم يعد ينتظر منه شيئا، وعلق قائلا: "ما بدهم منك اشي ولا بدهم من السلطه تبعتك اشي الشعب كلو مع جنين و ابطال جنين الله يحميهم و يقويهم يا رب تكون معهم".

 

وتكاد فضائح سرقة المساعدات التي تورطت فيه السلطة وقيادتها تتواتر بحيث أصبحت تزكم الانوف، وآخرها فضيحة توزيع المساعدات على العمال عشية عيد الأضحى تتفاعل، حيث ازدادت وجهت للسلطة اتهامات بوجود فساد كبير شاب توزيع تلك المساعدات، حيث تم استبعاد المستحقين الفعليين لها، بينما تم صرفها لأشخاص لا يسحقونها.

 

المساعدة المقدمة من البنك الدولي لصرف 700 شيكل لـ 11 ألف أسرة فقيرة في قطاع غزة، احتوت أسماء من سيستفيدون منها، ومنهم أشخاص مهاجرين وآخرين متوفين وكذلك تجار وبعض قيادات فتح والمقربين منهم في غزة.

 

هذه المساعدات التي وفرها البنك الدولي عبر برنامج تمويلي لإنعاش العمال بعد أزمة كورونا، لم تحز على رضا هيئات وفعاليات كثيرة، وجرَّت مواقف حادة انتقدت وزارتي العمل والتنمية الاجتماعية وبعض قيادات حركة فتح، الذين تعاملوا مع الأمر بمنطق المحاصصة للمقربين منهم فقط.

 

وبالعودة الى ما حدث في جنين، حيث تكتفي السلطة الفلسطينية خلال العدوان الإسرائيلي على جنين، ببيانات شحب واستنكار "ركيكة" لا تسمن ولا تغني من جوع بالنسبة للأهالي المفجوعين المحاصرين.

 

ولم تكتف السلطة بذلك، بل سارعت بسحب عناصرها والطلب منهم البقاء في مقراتهم في جنين دون التدخل فيما يحدث، وقمعت مسيرات تضامنية بعدة محافظات نصرة لجنين، واعتقال مقاومين هبوا لإسنادها، والتلويح الكاذب والمتجدد بوقف التنسيق الأمني.

 

وأثار موقف السلطة غضبا واسعا في محافظات الضفة، تخلله تكسير مركز الشرطة وإطلاق النار عليه في جبع، ومهاجمة مواقع ثانية.

إغلاق