جنين والسلطة.. تاريخ طويل من العداء
رام الله – الشاهد| لم تكن حادثة طرد قيادات كبار في السلطة الفلسطينية من جنازة شهداء العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية المحتلة أمرًا "طارئًا" أو "مفاجئًا"، بل تتويج لتاريخ طويل من العداء.
وأفرغ أهالي المخيم يوم أمس جام غضبهم على القياديين عزام الأحمد ومحمود العالول تنديدًا بتواطؤ السلطة وأجهزتها الأمنية على المدينة ومخيمها وتركهم فريسة لآلة الحرب الإسرائيلية رغم أن مقراتها لا تبعد سوى أمتار قليلة.
وهتف المشاركون في الجنازة لطرد المسؤولين، مرددين “بره بره.. يا للعار يا للعار بعتوا جنين بالدولار”، ورفضوا وجودهم بشكل تام في الجنازة.
وشهدت الجنازة شدًا وجذبًا بين أهالي المخيم والمسؤولين والحراس الشخصيين لهم، حتى طردهم نهائيًا من المقبرة.
وجاء رفض الأهالي لوجود مسؤولي السلطة كاحتجاج منهم على موقف السلطة تجاه العدوان الإسرائيلي على جنين، الذي وصفوه بـ”المخزي”.
وسبق الجنازة وتلاها، حالة من التوتر والتذمر الكبيرين تجاه السلطة وقيادتها استذكروا فيها مواقفهم المدينة ومخيمها التي يطلق عليهما وصف "عش الدبابير".
ورد هؤلاء بالهجوم على مقرات السلطة الأمنية وخاصة المقاطعة في جنين ورشقوها بالحجارة تعبيرا عن غضبهم من موقفها.
ويعود عداء أهالي جنين إلى عقود طويلة مرده إلى شعورهم أن السلطة تركتهم نهبًا للعصابات الاستيطانية والمستوطنين والجيش وحيدين وبدلًا من أن تدعم صمودهم ذهبت لسرقتهم.
وما عزز السلوك على مدار سنوات بأنه لا ينعزل عن سلوكها العام تجاه المواطنين من حملات الاعتقالات والقمع على خلفية سياسية وحرمانهم من أدنى حقوقهم من الحريات ورفض إجراء الانتخابات.
وباتوا يعاملون السلطة وقيادتها وقواتها الأمنية على أنها منبوذين وغير مرحب بها في المدينة ومخيمها، وكثيرا ما حصلت اشتباكات عنيفة أسفر عن وقع ضحايا وإصابات.
وتسبب ذلك بضعف تاريخي ملحوظ للسلطة الفلسطينية مؤخرًا حتى بلغت مرحلة لم تعد فيها قادرة على دخول جنين من أجل اعتقال المقاومين، ما دفع "إسرائيل" للتدخل والإنابة عنها في هذه العملية.
وبعد العدوان، شارف رصيد السلطة على النفاد من جنين تحديدًا وأبناء الضفة الغربية، وباتت تتصاعد الأصوات المطالبة برحيلها أعلى من ذي قبل مع تصاعد نهج المقاومة وأعمالها الآخذة بالارتفاع.
وخلقت ردات فعل السلطة تجاه جنين حالة اختناق شعبي تجاهها؛ لذا ستجد نفسها مجبرة على إحداث تغيير جذري في سياستها الداخلية والخارجية، والكف عن اللعب بورقة التنسيق الأمني أو استمرار العداء لها.
وإلى جانب أن التنسيق الأمني ورقة ضعيفة لا تؤثر على الاحتلال يزيد الاحتقان والغضب لدى أبناء الضفة الغربية.
وسبق وأن وضعت السلطة بموافقة محمود عباس خطة من أجل القضاء على "خلايا المقاومة" في جنين.
وعرضت الخطّة التي يشرف عليها رئيس جهاز المخابرات اللواء ماجد فرج وعضو اللجنة المركزية لفتح حسين الشيخ على عباس وتتمثل بإيقاف مسار تنامي قوّة المقاومة في جنين.
وعقد مسؤولي السلطة لقاءات مكثّفة مع مسؤولين أمنيين إسرائيليين للتباحُث في إيجاد حلّ لهذا الوضع.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=13982