فايز السويطي: غضب شعبي كبير من موقف السلطة تجاه جنين

فايز السويطي: غضب شعبي كبير من موقف السلطة تجاه جنين

رام الله – الشاهد| رأى الناشط السياسي فايز السويطي أن غياب السلطة الفلسطينية التام عن مشهد العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة ووقوفها متفرجة ولد غضبا شعبيا كبيرا عليها.

وأوضح السويطي أن السلطة التي تركت جنين فريسة للاحتلال رغم أنها لا تبعد سوى أمتار قليلة عنه، لم تستطع احتواء الغضب الشعبي بل واجهته بالرصاص وهو ما كان ينبغي فعله لحماية أهل جنين.

وأشار إلى أنها وأثناء ذروة الاجتياح مارست الاعتقال السياسي وعجزت عن إدارة مشهد القيادة السياسية للأحداث وبلورة استراتيجية مقاومة حقيقية.

وأكدّ السويطي أن جنين لم تكن كحدث بمعزل عن مسلسل طويل من الجرائم الإسرائيلية المتكررة في الضفة والتي تركت لدى المواطن سؤال كبير حول دور السلطة.

وذكّر بحادثة التصدي لرئيس الحكومة محمد اشتيه أثناء زيارته لترمسعيّا، وقال: "هناك غضب شعبي كبير؛ لأن الشعور العام أن السلطة تركت المواطن نهبا للعصابات الإسرائيلية والمستوطنين والجيش”.

ونبه إلىّ أن هذا السلوك لا ينعزل عن سلوكها العام صوب المواطنين، من حرمانهم لحقوقهم السياسية عبر رفض إجراء الانتخابات، ومواجهة المطالب الحراكية والنقابية بالقمع.

وقال الناشط السياسي إنّ ضعف موقف السلطة يقابله قوة المقاومة التي باتت تسجل نتائج متقدمة بمواجهة الاحتلال وإفشال احتلاله للمخيم.

وأجمع محللان على أن دور السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية بات مكشوفًا أكثر لدى المقاومة والشارع الفلسطيني، خاصة بعد العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها قبل أيام.

ورأى المحللان في تصريحات صحفية أن "حالة توتر وعدم انسجام كبيرين تسود العلاقة بين المواطنين والسلطة، وأن مشروعها في حالة تآكل واسع".

فقد قال المختص بالشأن الإسرائيلي معتصم سمارة إن العدوان أخرج مشروع السلطة السياسي من مضمونه، وما أعقبه من صدام بين المواطنين وأجهزة أمن السلطة أكبر دليل على عدم الرهان على مشروعها".

وأوضح سمارة أن "هناك حالة من عدم الانسجام بين المواطنين والسلطة، وأن مشروعها في حالة تآكل واسع".

وأشار إلى أن "السلطة لا تملك شيئًا من أمرها وستسعى لتجنب الصدام مع المقاومة في جنين، لأن دورها أصبح مكشوفًا لدى المقاومة والشارع الفلسطيني".

من جانبه، قال المحلل السياسي أمين أبو وردة إن "المقاومة أوصلت رسالة بأن مشروعها هو الحاضر في الشارع الفلسطيني والرهان على غيره فاشل بامتياز".

وذكر أبو وردة أن إن إنهاء التنسيق الأمني مع الاحتلال بات مطلبًا شعبيًا لكل شرائح المجتمع".

وأكد: "السلطة وضعها صعب جدًا بعد عملية الاحتلال في جنين لصمتها عما جرى وقد أعطى ذلك انطباع أنها ضعيفة".

وانسحب جيش الاحتلال من مدينة جنين ومخيمها بشمال الضفة الغربية المحتلة بعد 48 ساعة من عدوان عسكري واسع، سطّرت خلاله المقاومة ملحمة بطولية.

وأدت العملية الوحشية لارتقاء 12 شهيدًا، أغلبهم مدنيين و١٢٠ إصابة، بينهم ٢٠ إصابة بجروح خطيرة، فيما قتلت المقاومة جنديًا إسرائيليًا، وفجّرت عددًا من آلياته العسكرية.

وكشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن وجود احتقان وغضب كبيرين لدى نشطاء حركة فتح تجاه سلوك قيادتها، خاصة فيما يتعلق بتخليها عن مخيم جنين خلال العدوان.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول من حركة "فتح" في جنين، قوله إن الجيل الشاب ونشطاء الحركة يشعرون بالغضب من قيادة الحركة والسلطة في رام الله.

وأضافت الصحيفة: "جميع سكان جنين يشعرون بالغضب.. يومان كاملان والجيش الإسرائيلي يقتل ويهاجم ويدمر بينما كان عناصر الأجهزة الأمنية يغلقون على أنفسهم مقارهم ولا يفعلون شيئًا لحماية السكان".

هذا الغضب الداخلي على قيادة الحركة هو جزء من الغضب الشعبي العام المتصاعد تجاه السلطة.

إذ هاجم عضو المجلس الثوري لحركة فتح جمال حويل موقف السلطة وأجهزتها الأمنية التي تخلت عن مخيم جنين ولم تبادر للدفاع عنه في وجه الاحتلال.

وخرج حويل وهو قيادي في الحركة من مخيم جنين، في فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي وهو يوجه انتقادات حادة لسلوك أجهزة السلطة التي اختبأت في مقراتها خلال العدوان على جنين.

وقال في الفيديو: "بدي استعير كلام الراحل أبو اياد اللي قال مين هالحمار اللي بيروح يفاوض بدون بارودته، وانا بقول مين الجاهل يلي بترك البارودة على جنب حتى يوفر الهدوء للاحتلال".

وكانت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، كشفت أن أجهزة السلطة تركت مدينة جنين ومخيمها منذ بدء العملية العسكرية الواسعة لجيش الاحتلال.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية وعسكرية إسرائيلية  أن عناصر أجهزة السلطة التي كانت منتشرة في جنين طلب منها المغادرة قبيل ساعة الصفر للعدوان الإسرائيلي.

فيما أكدت مصادر محلية في جنين أن عدداً قليلاً من عناصر أجهزة السلطة تواجدت داخل مقراتها، ولم تغادرها، متوقعةً أنها فقط لحماية تلك المقرات.

إغلاق