الإعلام العبري: عباس وبخ قادته الأمنيين وأمرهم بنشر قواتهم داخل جنين

الإعلام العبري: عباس وبخ قادته الأمنيين وأمرهم بنشر قواتهم داخل جنين

رام الله – الشاهد| كشف الإعلام العبري عن أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وبخ أجهزته الأمنية بالبدء بالانتشار في جنين في اليوم الأول من الأسبوع المقبل وضبط الحالة الأمنية، في إشارة إلى تصاعد المقاومة وتصديها للاحتلال خلال العدوان الأخير.

 

وبحسب ما نشر موقع القناة 12 العبرية نقلا عن مصادر رفيعة المستوى في رام الله، فإن عباس غاضب بشدة من رؤساء الأجهزة الأمنية لفقدانهم السيطرة على مخيم اللاجئين ومدينة جنين، مؤكدا فشلهم في حماية اثنين من قادة فتح وهما: محمود العالول وعزام الأحمد، اللذين طردا من جنازة شهداء العدوان على جنين.

 

وذكر الموقع أنه تم خلال اللقاء الاتفاق على تغيير جذري في نشاط الآليات الأمنية في منطقة جنين، موضحا أن هذا الضبط شرط ضروري لتلقي أموال المساعدات لإعادة إعمار جنين التي وعدت بها دولة الإمارات العربية المتحدة والبالغة 15 مليون دولار و30 مليونا أخرى من الجزائر.

 

وقال الموقع إن الصعوبة الكبرى في تطبيق السياسة الفلسطينية الجديدة تتمثل في الانقسام الداخلي في حركة فتح داخل جنين، خاصة بين نشطاء التنظيم في المدينة الذين يدينون بالولاء لعباس، وبين المسلحين في مخيم اللاجئين الذي يعارضون السلطة ويتمسكون بالنشاط المسلح ضد الاحتلال.

 

 

 

وخلقت ردات فعل السلطة تجاه جنين حالة اختناق شعبي تجاهها؛ لذا ستجد نفسها مجبرة على إحداث تغيير جذري في سياستها الداخلية والخارجية، والكف عن اللعب بورقة التنسيق الأمني أو استمرار العداء لها.

 

وإلى جانب أن التنسيق الأمني ورقة ضعيفة لا تؤثر على الاحتلال يزيد الاحتقان والغضب لدى أبناء الضفة الغربية، حيث سبق وأن وضعت السلطة بموافقة محمود عباس خطة من أجل القضاء على "خلايا المقاومة" في جنين.

 

وعرضت الخطّة التي يشرف عليها رئيس جهاز المخابرات اللواء ماجد فرج وعضو اللجنة المركزية لفتح حسين الشيخ على عباس وتتمثل بإيقاف مسار تنامي قوّة المقاومة في جنين، بينما عقد مسؤولي السلطة لقاءات مكثّفة مع مسؤولين أمنيين إسرائيليين للتباحُث في إيجاد حلّ لهذا الوضع.

 

ويبدو أن السلطة تعيش أسوأ مستويات شعبيتها بعدما تخلت عن جنين، حيث كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن وجود احتقان وغضب كبيرين لدى نشطاء حركة فتح تجاه سلوك قيادتها، خاصة فيما يتعلق بتخليها عن مخيم جنين خلال العدوان الذي شنه الاحتلال عليه خلال الأيام الماضية.

 

ونقلت الصحيفة في وقت سابق عن مسؤول من حركة "فتح" في جنين، قوله إن الجيل الشاب ونشطاء الحركة يشعرون بالغضب من قيادة الحركة والسلطة في رام الله.

 

وأضافت الصحيفة بحسب ترجمة موقع عكا: "جميع سكان جنين يشعرون بالغضب.. يومان كاملان والجيش الإسرائيلي يقتل ويهاجم ويدمر بينما كان عناصر الأجهزة الأمنية يغلقون على أنفسهم مقارهم ولا يفعلون شيئًا لحماية السكان".

هذا الغضب الداخلي على قيادة الحركة هو جزء من الغضب الشعبي العام المتصاعد تجاه السلطة، حيث هاجم عضو المجلس الثوري لحركة فتح جمال حويل موقف السلطة وأجهزتها الأمنية التي تخلت عن مخيم جنين ولم تبادر للدفاع عنه في وجه الاحتلال.

 

وخرج حويل وهو قيادي في الحركة من مخيم جنين، في فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي وهو يوجه انتقادات حادة لسلوك أجهزة السلطة التي اختبأت في مقراتها خلال العدوان على جنين.

 

وقال في الفيديو المنشور: "بدي استعير كلام الراحل أبو اياد اللي قال مين هالحمار اللي بيروح يفاوض بدون بارودته، وانا بقول مين الجاهل يلي بترك البارودة على جنب حتى يوفر الهدوء للاحتلال".

 

وكانت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، كشفت أن أجهزة السلطة تركت مدينة جنين ومخيمها منذ بدء العملية العسكرية الواسعة لجيش الاحتلال.

 

ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية وعسكرية في جيش الاحتلال، أن عناصر أجهزة السلطة التي كانت منتشرة في مدينة جنين طلب منها المغادرة قبيل ساعة الصفر للعدوان الإسرائيلي.

 

فيما أكدت مصادر محلية في جنين أن عدداً قليلاً من عناصر أجهزة السلطة تواجدت داخل مقراتها، ولم تغادرها، متوقعةً أنها فقط لحماية تلك المقرات.

 

إغلاق