محلل سياسي: الاحتلال يريد إبقاء السلطة أداة فاعلة لضبط الميدان وحفظ أمنه

محلل سياسي: الاحتلال يريد إبقاء السلطة أداة فاعلة لضبط الميدان وحفظ أمنه

رام الله – الشاهد| اعتبر الكاتب والمحلل السياسي معتصم سمارة منح الاحتلال الإسرائيلي جملة تسهيلات إلى السلطة الفلسطينية خطوة لـ"إبقاء دورها كأداة فاعلة في حفظ أمنه وضبط الميدان".

وقال سمارة في تصريح إنه لم يعد بحسابات الاحتلال "أي مسار سياسي وكل ما يعنيه فقط المسار الأمني ويرى بالسلطة أداة فاعلة للحفاظ على أمنه وضابطة للميدان حتى لا يخرج عن السيطرة على غرار ما حدث بانتفاضة الأقصى".

وبين أن "حكومة نتنياهو تتعامل مه السلطة من زاوية أمنية فقط، وحتى عند مناقشة تبرير أي مساعدات أو تسهيلات بتصور السيناريو حال غياب دور السلطة الأمني وتداعياته عليهم".

وأوضح سمارة أن "الاحتلال بغطاء أمريكي يريد المحافظة على دور السلطة الأمني الإداري في المجالات المدنية دون تنازلات في السيادة والاتفاقيات الدولية".

كما قال العضو السابق في المجلس الاستشاري لحركة فتح عوني المشني إن دور السلطة بات يتمثل في حماية "إسرائيل" بالكامل، ما وسع الفجوة بينها وبين شعبنا أكثر من أي وقت مضى.

وذكر المشني في مقال لموقع "ميدل آيست آي" البريطاني إن هذا الدور كان تحولاً في تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وأشار إلى أن ما زاد الطين بلة أن السلطة الفلسطينية فشلت بتحقيق الدور السياسي أو الوطني أو حتى الفعلي الذي أقيمت لتحقيقه.

ونبه المشني إلى أن "إسرائيل" تضغط على السلطة بشدة لتمارس دورها الفعلي أكثر في مطاردة واستئصال المقاومة الفلسطينية.

فيما اعتبر النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة أن ما أعلن عنه الاحتلال من تسهيلات لدعم السلطة إنما هي امتيازات للقيادة المتنفذة للاستمرار في دورها.

وقال خريشة في منشور له على فيسبوك: "تنبيه.. هي ليست تسهيلات وانما امتيازات تعطى للنخبة المتنفذة للاستمرار في دورها".

وذكرت القناة 13 العبرية في وقت سابق أن المجلس الوزاري ناقش مجموعة من التسهيلات للسلطة بينها تطوير حقل غاز غزة وإقامة منطقة صناعية في ترقوميا وإعادة بطاقات "VIP" لشخصيات رفيعة فيها.

وأشارت القناة أن من ضمن التسهيلات أيضاً، إصدار جوازات سفر بيومتري وزيادة عدد ساعات العمل على معبر الكرامة وتسهيلات في ملف الديون.

وكيل أمني

من جانبه، أكد مدير مركز مسارات للدراسات والأبحاث هاني المصري أن قبول السلطة الفلسطينية لشروط الاحتلال الإسرائيلي لتقديم تسهيلات لمنع انهيارها سيحولها من وكيلة له إلى عميلة.

وقال المصري تعقيبًا على الامتيازات الإسرائيلية لشبكة "قدس" إنه إذا لبت السلطة جزء من هذه الشروط ستتحول إلى سلطة عميلة وليس فقط وكيلة للاحتلال.

وذكر أن هذا يجب أن يدفع قيادة السلطة لحسم أمرها: أما سلطة عميلة أو تغيير السلطة بحيث تنحاز لشعبها ومشروعها الوطني ما يستلزم تغييرًا في مواقفها ووظيفتها.

وبين المصري أن سلطة أوسلو ماتت واليوم باتت لا ترتبط باتفاقيات أو التزامات سلطة تقوم بوظيفة لصالح الاحتلال.

مطالبات برفض الخضوع

فيما طالب الكاتب الصحفي عدنان الصباح، السلطة الفلسطينية بإعلان موقف واضح من سلوك الاحتلال الذي يسير في اتجاه حماية السلطة والإبقاء عليها للقيام بمهامه نيابة عنه ضد المقاومة.

وقال الصباح في مقال له بعنوان "الخطر الأكبر لا يأتي من النافذة" إن السلطة إن لم تصحوا لتلك المؤامرة فستكون ضحية لها، مضيفا: "هي للأسف الشديد حتى لا تقدم ردا ولو لفظيا على هذا الإعلام الصهيوني الذي لا يتوقف عن فعل هذه الجريمة المبرمجة والمقصودة وهي التي ستنجح إن لم يتم التصدي لها".

وشدد على أن الهدية التي تستحقها المقاومة من باقي المستويات القيادية والشعبية السياسية والمدنية وغيرها هو وحدة وطنية حقيقية وبرنامج سياسي وطني مقاوم واحد وموحِد لجميع الشعب وقواه لمراكمة الانجازات وحمايتها والتقدم به على طريق النصر والتحرير.

 

إغلاق