الشاهد يكشف: هكذا شارك الوقائي في تسليم منفذ عملية تقوع عمار النجار
بيت لحم – الشاهد| كشفت مصادر متطابقة عن أن جهاز الأمن الوقائي التابع لأجهزة السلطة الفلسطينية شارك الاحتلال الإسرائيلي في عملية كشف هوية منفذ عملية تقوع عمار النجار (26عامًا) يوم أمس.
وقالت المصادر لـ"الشاهد" إن أكثر من عنصر في "الوقائي" سحبوا سجل الكاميرات من محال تجارية في محيط منطقة العملية قبل نصف ساعة من اقتحام الاحتلال لذات الغرض.
وذكرت أن ما حدث في بيت لحم أمس ليس فقط أن الاقتحام كان لوسط المدينة بوضح النهار وأمام مقرات الأجهزة الأمنية بعد اختبائها داخلها وإغلاق الأبواب، بل إنها شاركت في كشف هوية النجار ومكان وجوده.
وأشارت المصادر إلى أنه جرى تسليمه مباشرة للاحتلال بعد كشف مكان اختبائه عبر فحص كاميرات المراقبة من أجهزة السلطة على الشارع الرئيسي قبل حوالي نصف ساعة من اقتحام الاحتلال.
وأوضحت أن الوقائي سلم معلومات دقيقة إلى الاحتلال، إذ أظهرت حركة دورياته أنه كان يعرف أن عمار لم يكن مسلحًا داخل المسجد وأن السيارة المستخدمة في العملية كانت في مكان قريب من المسجد.
ونبهت المصادر لـ "الشاهد" إلى أنه لم "يطلق الاحتلال الرصاص على الشاب بل دخل للمسجد لاعتقاله دون مقاومة".
ويوم أمس تداول نشطاء على منصات التواصل منشورًا لأحد منفذي عملية تقوع قرب بيت لحم، والتي أسفرت عن إصابة 3 مستوطنين بجراح مختلفة.
وجاء في المنشور الذي كتبه النجار (26عامًا): "في عملية أمنية معقدة خلف خطوط العدو، قامت كتيبة من جهاز الأمن الوطني بتوزيع 3 كراتين مي على مجموعة من أهالي جنين الذين خرجوا من منازلهم".
وأضاف: "وانسحب كتيبة الأمن الوطني إلى مقراتها بسلام، بعد إتمام المهمة بنجاح، وقد أشاد مدير جهاز الأمن الوطني بهذا الإنجاز العظيم، الذي سيسجله التاريخ في صفحات النضال".
تعرية السلطة
هذا وقالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن السلطة الفلسطينية التي كانت تسير نحو الانهيار وجدت نفسها أمام امتحان جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية المحتلة.
وذكرت الصحيفة في تقرير لمراسلتها شيرا روبن إن محافظ جنين أكرم الرجوب كان إبان دخول مئات الجنود مخيم جنين قبل أيام يقضي إجازة، لكنه عاد سريعا في اليوم التالي وجمع فريقه المكون من 60 قائدًا للأجهزة الأمنية قائلًا “ابقوا في مكاتبكم ولا تشتبكوا مع القوات الإسرائيلية”.
وبينت أن الرجوب "خاف من أن تؤدي مواجهة بين رجاله والجنود الإسرائيليين لتحول السلطة إلى هدف، وبالتالي تراجع تأثيرها في مخيم جنين الذي خرج عن السيطرة منذ عدة سنوات".
وأشارت إلى أن اجتياح جنين الأكبر والذي أدى إلى استشهاد 12 فلسطينيا ومقتل جندي إسرائيلي كشف عن ضعف السلطة الوطنية.
ونبهت إلى أن قرار السلطة تجنب المعركة التي استمرت 44 ساعة وشردت آلاف المواطنين ودمرت معظم المخيم أدى إلى زيادة التساؤل حول الهدف من الحكومة التي أنشئت عام 1993، لتحقيق الدولة الفلسطينية.
وأوضحت الصحيفة إلى أن "بعد 30 عاما، وفي ظل الحكومة الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل، أصبح الكثيرون يتعاملون مع السلطة بأنها غير مهمة إن لم تكن معادية لقضيتهم".
شعبية تتراجع
من جانبه، رأى أستاذ العلاقات الدولية رائد أبو بدوية أن زيارة رئيس السلطة محمود عباس جاءت ضمن مساعيه لاسترجاع الحاضنة الشعبية للسلطة وحركة فتح عقب طرد قيادتهم من جنازة شهداء جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.
وأوضح أبو بدوية في تصريح أن نفوذ السلطة شابه ضعف وضمور وتراجع منذ عامين وتصاعدت الأصوات بعدوان جنين بشأن دور السلطة، فلم يكن هناك أي تحرك جدي دون تصريحات.
وقال إن الأزمة في جنين ليست بعودة أجهزة السلطة لجنين فهي كباقي المحافظات بحاجة للأمن والأمان والسلم الأهلي، لكن بأي دور ستقوم به السلطة في جنين أو كل الضفة الغربية".
وأشار أبو بدوية إلى أنه يستلزم دراسته وإعادة التفكير ووضع خطة جديدة بشأن الدور الأمني المطلوب منها.
واعتقد أن "إسرائيل تدفع السلطة للعب دور وكيل أمني عنها بشأن المقاومة والسلطة ضعيفة أمنية وسياسيًا".
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=14170