صحيفة: السلطة تحاول استنساخ نموذج نابلس.. إغراءات بالجملة لمقاتلي جنين

صحيفة: السلطة تحاول استنساخ نموذج نابلس.. إغراءات بالجملة لمقاتلي جنين

الضفة الغربية – الشاهد| ذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية أنه ومنذ انتهاء العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين، بدأت أجهزة السلطة، تكتسب دوراً ميدانياً أكثر محورية، في محاولة لتقويض خلايا المقاومة، فيما تضع من بين أهدافها المرحلية، تفكيك كتيبة جبع من خلال اعتقال مقاوميها وملاحقتهم.

وذكرت الصحيفة أن آخر خطواتها في هذا السبيل، اعتقال الشاب المطارد خالد ملايشة، قبل أيام، لينضم الأخير إلى كل من المختطفين، مراد ملايشة وعيد حمامرة ومحمد براهمة.

وأشارت الصحيفة أن استنساخ نموذج التسويات الأمنية الذي نجحت فيه أجهزة السلطة نسبياً في البلدة القديمة في نابلس، فقد بدأ محافظ المدينة، أكرم الرجوب، ومعه عدد من قيادات الأجهزة الأمنية وحركة فتح، استمالة الكتلة الأكبر من مقاومي حركة فتح وإقناعهم بإلقاء السلاح، مقابل الحصول على وظيفة في الأجهزة الأمنية.

وأوضحت أنه على طريق تحقيق ذلك الهدف، جرى أخيراً، تفريغ العشرات من عناصر كتائب شهداء الأقصى في تلك الأجهزة.

ووفقاً للمصادر، فإن الأجهزة الأمنية تصطدم برفض جذري من عناصر "كتيبة جنين"، التي توضح فيها المصادر أن قادة الأجهزة الأمنية يحاولون الوصول إلى المطارَدين والمقاومين من خلال أقاربهم لنقل رسائل التسوية، ويتعاملون مع كل شاب بشكل منفرد، كاشفاً أنه خلال الأسابيع الماضية، تلقى العشرات من عناصر الكتيبة وقادتها عروضاً سخية بالتوظيف، مع ضمان وقف الملاحقة من الاحتلال، فكان الردّ من جميع عناصر الكتيبة موحّداً: "اغزلوا بغير مسلّة، العروض مرفوضة".

وأشارت المصادر، إلى أن ما لا يفهمه هؤلاء، أن العائلات والعشائر الكبيرة هي الحاضنة الأولى لأبنائها المقاومين، وأن الواقع المجتمعي في المخيم عصيّ على الاختراق (…) الذي باع مصاغ زوجته أو أنفق ادّخار أبيه لكي يشتري بندقية، لن يعود إلى منزله ومخيمه رافعاً رأسه إذا ما تخلّى عن سلاحه مقابل وظيفة.

أما لماذا البحث عن التسويات في جنين؟، فيجيب مصدر أمني بأن الزخم الذي تمتلكه المقاومة في المخيم، والرمزية الهائلة للمقاومين والمطلوبين الذين يُنظر إليهم على أنهم أبطال، تمنحهم حصانة شعبية من أيّ محاولة اعتقال أو ملاحقة، لافتاً إلى أن الأجهزة الأمنية جرّبت اعتقال شقيق الشهيد عبد الله الحصري، المطارد طلال، وكان الردّ من الأهالي، وحتى من عناصر حركة فتح في المخيم، هو الهجوم على مبنى المقاطعة، ما أجبرها على إطلاق سراحه خلال أقلّ من ساعة، لذا فهي تلجأ إلى أساليب ناعمة لتحقيق الهدف نفسه.

 ومن وجهة نظر "كتيبة جنين"، فإن الذي يسلّم سلاحه، ويَقبل بعروض الأجهزة الأمنية، لم يحمل السلاح من الأساس بهدف المقاومة، بحسب المصدر، الذي يؤكد أن الكتيبة لم تخسر حتى اللحظة أيّاً من مقاوميها، إذ لم يستجب للأجهزة الأمنية أحد، فيما الذين سلّموا سلاحهم غير مأسوف عليهم، بل تخفّفت المقاومة من عبء وجودهم بينها.

تنفيذ الخطة

ويبدو أن خطة السلطة للقضاء على المقاومة في جنين قد قطعت مراحل مهمة عبر التركيز على استهداف مناطق ريف جنين كمرحلة أولى، ومن ثم الزحف نحو المخيم والوصول لقلب المقاومة النابض هناك.

هذه الخطة التي يتولى متابعة تنفيذها رئيس جهاز المخابرات ماجد فرج، مستعينا بفريق من ضباط يتبعون للجنة الأمنية المشتركة التي تدير سجن اريحا المعروف باسم المسلخ، ويقومون بالتواصل المباشر مع الاحتلال وأطراف استخبارية أمريكية لتبادل المعلومات الأمنية بسرعة وكفاءة عالية.

وبدا واضحا أثر هذا العمل الأمني المركز في تنفيذ سلسلة اعتقالات مركزة وسريعة لمقاومين في كتيبة جبع، بناء على توصية وخلاصة معلومات تبادلتها السلطة مع مخابرات الاحتلال خاصة خلال العدوان على جنين، حيث يخشى الاحتلال لمن انتقال تجربة مخيم جنين الى جبع، وبالتالي يتم العمل حاليا على وأد التجربة في مهدها وقبل أن تنضج.

ومما يعزز من مصداقة هذا الطرح ما تم تسريبه قبل أيام عن نتائج اجتماع عقده رئيس السلطة محمود عباس مع قادة الاجهزة الامنية وأمرهم بتكثيف العمل والتنسيق الامني بسرعة وبقوة، حتى لو اضطر الأمر لاعتقال كل من يشتبه في مساعدته للمقاومين في جنين وريفها، سواء كانت المساعدة عسكرية أم لوجستية.

إغلاق