سكان رام الله يعانون صيفا لاهبا دون مياه.. وحكومة اشتية تتهرب من مسؤوليتها

سكان رام الله يعانون صيفا لاهبا دون مياه.. وحكومة اشتية تتهرب من مسؤوليتها

رام الله – الشاهد| ما تزال أزمة المياه تضرب سكان قرى رام الله الذين يعيشون أوقاتا عصيبة جراء النقص الحاد في كميات المياه الواصلة لهم، حيث يعانون من انقطاعها منذ أيام، بينما تتنصل مصلحة المياه من مسؤوليتها في هذا السياق.

 

ويحاول المواطنون التغلب على هذه الأزمة من خلال تعبئة المياه من نبع دورا القرع شمال رام الله، وبات مشهد طابور التعبئة مألوفا للسكان، وسط تصاعد الغضب والسخط الشعبي ضد حكومة محمد اشتية وتخليها عن المواطنين.

 

وبات انقطاع المياه لساعات طويلة أمرا مألوفا لدى المواطنين، الذي يحاولون التغلب عليها بحلول بديلة كشراء المياه من الصهاريج المحمولة على سيارات النقل، أو شراء خزانات بلاستيكية بأحجام كبيرة.

 

سكان المنطقة لم يتركوا بابا إلا وطرقوه خلال الأيام الماضية لدى المسؤولين في وزارة الحكم المحلي وسلطة المياه من أجل الاستجابة لمناشداتهم المستمرة، لكن هذ المناشدات ذهبت أدراج الرياح وبات المواطن وحيدا في هذه الازمة المستفحلة.

 

وتفاعل المواطنون مع أزمة المياه، حيث اشتكوا من غياب الحلول لهذه الازمة التي تؤثر على عصب الحياة ليهم وبخاصة للمزارعين، مطالبين الحكومة بالتدخل العاجل لإيصال المياه لتلك المناطق بدل الاعتماد على المبادرات الفردية التي لا تستطيع تلبية الاحتياج الكبير من المياه.

 

وكتب المواطن، يوسف شريتح، اسخطا على مصلحة المياه، وعلق قائلا: "مصلحة مياه رام الله والبيرة لو سمحتو يعني المي ما وصلت عنا الكم ثلاثة أيام بتوعدو فينا انو المي رح توصلنا ولحد الان ما وصلتنا احنا في الحارة الفوقا يعني شغلة مش لعب ولا تخويث".

 

أما المواطن عبد أبو عواد، فدعا الى معاقبة مصلحة المياه شعبيا، وعلق قائلا: "حسبي الله ونعم الوكيل علي مصلحة المياه اتمني ان يكون عزوة شباب للتكفل في معاقبة مصلحة المياه".

 

أما المواطن محمد زيدان، فسخر من انشغال المصلحة عن المواطنين، وعلق قائلا: "يعمي همي البلدية ومصلحة المياه فش وراهم شغل غير المواطن؟ بلكي عندهم اشغال اهم".

 

وكتب مواطن آخر ناقما من سلوك السلطة وغياب الحلول، وعلق بقوله: "بدهم يعملو حالهم دوله وسايقين فيها.. ومشكله المي ابسط حقوق مش عارفين يحلوها.. ابو مازن:شربونااااا".

 

أما المواطن علي أبو محمد، فطالب السلطة بالالتفات لمعاناة المواطنين وعلق قائلا: "بدنا نعيش الحياة في رام الله لا تطاق والوضع كارثي والقيادة وأبنائها تتنعم بأموال الشعب".

 

أما المواطنة الخنساء محمد، فسخرت من التعويل على الحكومة لحل المشاكل، ودعت الى اخذ زمام المبادرة، وعلقت بقولها: "حلو مشاكلكم بأيديهم وخلوا البلدية والحكومة في سباتهم.. خلص الشعب المسكين هو اللي يحفر ويلم ويجيب عدة وهيك".

 

حلول مؤقتة وباهظة

وبدلا من التوجه نجو دعم المواطنين بشكل مباشر، تقوم الحكومة بالتفكير في مشاريع مكلفة للغاية وغير عملية مثل مشاريع إقامة السدود، حيث أكد مدير عام جمعية الهيدرولوجيين الفلسطينيين عبد الرحمن التميمي أن محاولات حل مشكلة المياه التي تعاني منها غالبية قرى الضفة الغربية فشلت وتحديداً بناء السدود.

وأوضح التميمي أن السبب الأول يتمثل بالافتقار إلى الخبرة اللازمة لإقامة السدود الترابية التي هي "عمل فني بحت"، على خلاف السدود الاسمنتية التي يستطيع أي مهندس تصميمها.

 

 

أما السبب الثاني، فيرتبط بإقامة السدود في مواقع خاطئة، مثل سد العوجا، دون إجراء الدراسات الجيولوجية اللازمة للتأكد من صلاحية المواقع للسدود الترابية.

 

وبين أن "السدود تبنى على قياسات هيدرولوجية تاريخية لمدة ثلاثين عاما، وهذا لم يتم". وبدلا من السدود الترابية التي كانت "فاشلة"، يقول التميمي إنه "كان بالإمكان الضغط على الاحتلال لإنشاء سدود أخرى ذات جدوى في مناطق شديدة الجريان مثل وادي القلط قرب أريحا، بعد إجراء الدراسات اللازمة".

 

وأوضح التميمي أنه لا يختلف اثنان على مدى حاجة الفلسطينيين لأي مصدر مائي إضافي في ظل سيطرة الاحتلال على نحو 85% من مصادر المياه، لكن الاستفادة من الجريان السطحي بحاجة لوقفة متأنية، وإجراء دراسات علمية قبل هدر أي أموال أخرى على مشاريع جديدة لا تسد رمق المزارعين.

 

 

إغلاق