تحذيرات متصاعدة.. السلطة ذاهبة حتى النهاية في وأد المقاومة مهما كان الثمن
الضفة الغربية – الشاهد| تواصل السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية وبالتعاون الكامل مع جيش الاحتلال في محاولات إنهاء مجموعات المقاومة المسلحة وتحديداً شمال الضفة الغربية.
وقد أثار الظهور اللافت لعناصر المقاومة خلال تشيع الشهيد محمود الجراد في طولكرم أول أمس الجمعة، حالة من الغضب في أوساط أجهزة السلطة التي استنفرت عقب الجنازة في محاولة منها لاعتقال المقاومين الذين شاركوا في الجنازة.
طولكرم وبحكم موقعها الجغرافي الملاصق للأراضي المحتلة عام 48، يخشى الاحتلال أن تحذو حذو جنين في عمليات إطلاق النار على النقاط العسكرية، وكذلك إطلاق صواريخ محلية، والتي يمكنها السقوط وسط دولة الاحتلال.
مصادر لموقع "الشاهد" كشفت عن تجهيز أجهزة السلطة لحملة أمنية لملاحقة عناصر المقاومة في طولكرم، وتحديداً الذين ينتمون إلى كتائب القسام وسرايا القدس.
وأكدت المصادر لـ"الشاهد" أن أجهزة السلطة وعلى مدار الأيام الماضية، كثفت من حملات التحري عن المقاومين، واقتحمت منازل بعضهم، وقامت بتفتيشها بشكل هجمي، ورعت سكانها.
المصادر حذرت من أن السلطة تقوم بتجهز غرفة عمليات أمنية على غرار تلك التي جرى إنشائها في نابلس ومن ثم جنين لملاحقة المقاومين، منوهةً أن ضباط لها تاريخ أسود في ملاحقة المقاومة التنسيق الأمني هم على رأس تلك الغرفة.
نوايا السلطة تجاه المقاومة ومجموعاتها في طولكرم ترجمت أيضاً بقمع أجهزة السلطة مساء الخميس الماضي، حفل ومراسم المهنئين بحرية الأسير المحرر محمد طارق ملحم من بلدة عنبتا بمحافظة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان أن عناصر السلطة أطلقوا النار وقنابل الغاز المسيلة للدموع صوب جموع المهنئين بحفل استقبال المحرر ملحم الذي ينتمي لها.
ووصفت الحركة ما جرى بأنه في جريمة جديدة تأتي استكمالاً لحملة أجهزة السلطة المتواصلة بحق كوادرها ومقاومي شعبنا، والتنغيص على فرحة الأهالي بعودة أبنائهم محررين.
وفي ذات السياق، كشفت حركة الجهاد الإسلامي وفي وقت سابق عن غرفة عمليات أمنية أقامتها أجهزة السلطة في جنين تضم قادة من أجهزة السلطة كافة، وفي مقدمتها حرس الرئيس والمخابرات والأمن الوقائي.
وقال القيادي في حركة الجهاد ماهر الأخرس، إن الغرفة هي بداية ملامح خطة أمنية خاصة تقودها أجهزة السلطة بهدف إنهاء المقاومة في جنين ومخيمها.
وأوضح أن قادة تلك الغرفة هم قيادات أمنية ساهمت في محاولة فكفكة مجموعات عرين الأسود في نابلس، بالمساومة تارة والتهديد تارة والاعتقال والملاحقة تارةً أخرى.
وبين أن نشر المئات من جنود حرس الرئيس وتزويدهم بالسلاح والمركبات المصفحة يأتي كجزء من تطبيق الخطة، والتي تنحصر وظيفتها في ملاحقة أي مظاهرة تحتفي بأي عملية فدائية، أو محاصر وتطويق أي مسير للمقاومين في المخيم.
وشدد على أن هذه الغرفة هي نتاج خطة أقرت بعد اجتماعات "العقبة وشرم الشيخ"، وفعلت بشكل رئيسي بعد الاجتياح وعلى ضوء أداء المقاومة البطولي في دحر قوات الاحتلال عن المخيم.
وأوضح أن السلطة عرضت خطة تشتمل على مجموعة نقاط لتفريغ كتيبة جنين، أولها مساومة المقاومين على تسليم الأسلحة مقابل الحصول على عفو من الاحتلال عنهم وضمان عدم ملاحقتهم.
الأخرس أشار إلى أن الخطة تشتمل أيضا عروض بوظائف وأموال على غرار ما حدث في عرين الأسود، "واستعانت بأشخاص وقفوا على فكفكة هذا الملف؛ ليطبقوا رؤيتهم وخطتهم المتعلقة بشأن المساومات المقدمة لبعض المطاردين".
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=14648