نقابة الصحفيين.. أداة السلطة الرخيصة لتنفيذ أجندة حزبية وأمنية
رام الله – الشاهد| "جاي أدعس على وجوهكم وأكسر الكاميرات.. إحنا هان زعرنة"، بهذه الكلمات لخص عنصر أمن بأجهزة أمن السلطة الفلسطينية أثناء قمع صحفيين ووقفة طلابية أمام جامعة الخليل، الحالة الصحفية والحريات العامة بالضفة الغربية المحتلة.
لم يقتصر على ذلك، بل أكمل بعنجهية غير مسبوقة ولهجة فظة ضد الصحفيين: "سأفعل شيئًا الآن، إن أردتم تصويره فافعلوا!"، ثم أخرج علبة غاز فلفل ورشها على الصحفيين ليتفرقوا من شدة تأثيرها.
لكن هذا المشهد يعد واحدا من مئات الانتهاكات التي تمارسها أجهزة السلطة ضد الصحفيين في الضفة دون حسيب أو رقيب، مع لعب نقابة الصحفيين دورا مأجورا لصالح المعتدي ضد المعتدى عليه.
الأدهى والأمر، أن الزملاء الصحفيين الأربعة الذين تعرضوا لاعتداء اشتكوا لدى جهاز الشرطة بمركز جنيد في الخليل، الذي حولها للمباحث، ثم أحيلت لـ"الحرس الرئاسي" الذي بدوره حولها مجددا إلى مركز جنيد، دون أي خطوات لاعتقال المعتدين.
ازدواجية واضحة
وتظهر نقابة الصحفيين ازدواجية معايير واضحة، ففي وقت تجاهلت اعتداء كوادر الشبيبة الطلابية على 4 صحفيين أثناء تغطيتهم لوقفة طلابية نظمتها طالبات من الكتلة الإسلامية أمام جامعة الخليل، تسارع لتضخيم وإدانة أي حدث في قطاع غزة.
ورغم مرور أيام طويلة على الاعتداء، لم تسارع للاطمئنان على الصحفيين المعتدى عليهم أو استكمال حقهم بمحاسبة من اعتدى عليهم مع جهات الاختصاص واكتفت ببيان قصير على استحياء يشجب الحادثة دون أن يشير إلى أن زعران الشبيبة الفتحاوية والسلطة.
المصور الصحفي عبد المحسن شلالدة سرد تفاصيل ما جرى معه بقوله: "تفاجأت بقدوم عناصر أمن من الجامعة يحذرونه بنبرة تهديد "إذا بتنشر الصور حنكسر الكاميرا".
وأضاف شلالدة الذي يعمل بوكالة "جي ميديا" أن مجموعة من عناصر الشبيبة أحاطتنا أنا والصحفيين نضال النتشة من قناة فلسطين اليوم، وساري جرادات من شبكة قدس الإخبارية، ولؤي عمرو (صحفي حر) في أحد المقاهي المقابلة للجامعة.
أداة رخيصة
وذكر أن النقابة لم تتصل للاطمئنان عليهم، أو زيارتهم، ولم تصدر موقفًا واضحًا تجاه الاعتداء، ووصف دورها بالمتخاذل والمتساوق مع الاعتداءات، الأمر الذي يؤكد عدم تمثيلها للصحفيين.
وبين شلالدة أنه تعرض لاعتداءات عديدة من السلطة والاحتلال، وبكل مرة مارست النقابة دور التجاهل والصمت.
المصور محمد عابد تعرض لاعتداء مشابه أثناء مسيرة جماهيرية خرجت من مخيم جنين صوب مركز المدينة، فأصيب بقمع من أجهزة أمن السلطة بإطلاق قنابل صوت وغاز على المشاركين، أصابت قدمه إحدى القنابل.
ورغم أن النقابة اتصلت بعابد لأخذ إفادته بشأن تفاصيل ما تعرض له، دعا لضرورة تواصل النقابة مع أجهزة السلطة حول تعاملهم مع الصحفيين ووقف اعتداءاتهم، خاصة أن الصحفيين مستهدفين من الاحتلال.
الصحفية نائلة خليل أكدت أن سلوك النقابة في قضية الزملاء الذين تعرضوا لاعتداء أمام جامعة الخليل يؤكد أنها لجزء معين من الصحفيين وليست للجميع، وأنها ترسخ هويتها كنقابة تنفذ أجندة حزبية وأمنية.
وقالت خليل في تصريح إن "النقابة لم تصدر موقفًا حول الاعتداء على الصحفيين أمام جامعة الخليل، وهذا مؤشر على حالة الخراب الذي تشهده منذ عقد المؤتمر الاستثنائي بيناير الماضي، وإغراق الأمانة العامة والجمعية العامة بأعضاء غالبيتهم ليسوا صحفيين".
وأشارت إلى أن النقابة حددت نفسها أنها تابعة لحزب وخط سياسي معين، تمارس دورها بناء على مهمتها الحزبية.
نقابة تنفذ أجندة حزب
محمد الأطرش وهو صحفي من محافظة الخليل أحد منسقي حراك الصحفيين المطالب بإصلاح النقابة، أوضح أن النقابة تنظر بازدواجية للأحداث حسب المنطقة الجغرافية بطريقة حزبية.
وذكر الأطرش أن "النقابة ورغم مرور أيام طويلة على حادثة الاعتداء على الزملاء أمام جامعة الخليل، لم تستطع استعادة الكاميرا الخاصة بالنتشة من عنصر بالشبيبة، وسلمها لجهاز مخابرات السلطة بالخليل".
وأشار إلى أن النقابة فشلت بإعادة كرامة الصحفيين عبر طريقة التعاطي مع القضية بطريقة غير واضحة أو مفهومة، في المقابل لا تتوانى بالتعليق على أي حدث بغزة.
ورأى أن النقابة وضعت نفسها أداة للمناكفة الحزبية، وهو أمر يجب عليها أن تنأى بنفسها عنه، خاصة أنه على الدوام تعمم بضرورة الالتزام بالعمل المهني، والحيادية، والمعايير المهنية، وهي أول من يخالف هذه التعميمات بوضع نفسها بسياق الانقسام والمناكفات.
تجمع النقابات المهنية دعا للتصدي لاعتداءات أجهزة السلطة على الصحفيين في الضفة، مؤكدا أن ما يجري جرائم بحق الإعلاميين الفلسطينيين وينبغي التصدي للتغول على حرية الصحافة.
دون جسم نقابي
الصحفي أمير أبو عرام قال إنّ مئات الصحفيين الفلسطينيين يجدون أنفسهم وحيدين في الميدان دون جسم نقابي يحميهم ويحافظ على حقوقهم.
وأوضح أبو عرام أن النقابة الحالية لا تقدم أيّ خدمة للصحفيين أو أبسط الحقوق كالتأمين الصحي، خاصة أنّ فئة الصحفيين من أكثر الفئات المعرّضة للخطر بظلّ سخونة الأحداث".
كما أنّ وسائل الأمان للصحفيين غائبة من طرف النقابة، ولا يوجد تواصل حقيقي مع الجهات الدولية والقانونية والمؤسسات المعنية من أجل توفير الحماية للصحفيين، وفق أبو عرام.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=14669