جمال حويل: عباس كان معنيًا بحدوث معركة جنين والسلطة ابُتزت لتفكيك المقاومة
جنين – الشاهد| قال أستاذ العلوم السياسية عضو المجلس الثوري لحركة فتح جمال حويل إنّ رئيس السلطة محمود عباس كان معنيًا بشكل أو بآخر بحدوث معركة جنين (الهجوم الإسرائيلي على المدينة ومخيمها).
وأوضح حويل في تصريح أن هذه الرغبة للتخلص من الضغوط الممارسة عليه من قبل الأطراف الدولية والإقليمية مع تطور المقاومة فيها كما ونوعا.
وذكر أن معركة جنين أعادت الزخم السياسي للقضية الفلسطينية داخليًا وعالميًا، ولولا معركة جنين ما عقد اجتماع الأمناء العامين بالقاهرة، بغض النظر عن طبيعة مخرجاته.
وبين حويل أن الاحتلال وضع هدفًا كبيرًا في بداية الحملة وهو استئصال المقاومة، وربما شكل حجة لإحداث حالة الدمار الكبير، وتمهيدًا لارتكاب المجازر والقتل.
لكن تفاجأ من قدرة المقاومة باستخلاص العبر من معركة جنين الأولى عام 2002، واعتماد المقاومين على تكتيكات إعادة التموضع خلفه ما أفشل تحقيق أهدافه، بل وخروجه بصورة الهزيمة حتى في اللحظات الأخيرة للانسحاب.
ونبه إلى أن الاحتلال كان لديه رؤيتان بتحقيق مفهوم الانتصار، الأولى: الانتصار السريع الذي كان يحاول أن يحققه بالضربة القاصمة والاستهداف المباشر للمقاومين والبنية التحتية، وهذا فشل به.
بينما الثانية، والحديث لحويل- فالانتصار البطيء الذي عمل عليه الاحتلال واستمر ما بعد الانسحاب، والمتمثل في محاولة خلق فتنة داخلية، أو رأي شعبي رافض للمقاومة، بهدف تعزيز حالة الخلاف والاقتتال الداخلي.
السلطة أداة للاحتلال
وأشار إلى أن هذا ربما يُفهَم من خلال طبيعة الضغط الذي مورس على السلطة، واستمر بهدف زجها لتكون هي الأداة التي يسعى الاحتلال من خلالها لتفكيك المقاومة، وإدخال الحالة الفلسطينية في اقتتال داخلي.
ورأى حويل أنه فشل وسيفشل به، لأن زيارة عباس للمخيم، تعني إعادة الاعتبار للمقاومة، وأن الاحتضان الذي ظهر داخل جنين وباقي المحافظات، هو احتضان لفكرة المقاومة، ويعني فشل المراهنة الإسرائيلية على تعزيز الشرخ الداخلي.
وقال إن الخيارات الآن أمام الفلسطينيين، السلطة والفصائل، هي إدراك أن حالة من التغير تجري في النظام السياسي، الإقليمي والعالمي، وإن لم نكن مدركين لها لن نبقى جزءًا من الخارطة السياسية.
وطالب بإجراءات عملية وحوار وطني شامل لتعزيز وتطبيق مفهوم الشراكة بالعمل، وتفعيل المسار التحرري من خلال مشاركة الكل الفلسطيني.
وكان المحلل السياسي عدنان الصباح وصف زيارة عباس إلى مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة بعد مرور 10 أيام على العدوان الإسرائيلي عليها، بأنها "يتيمة" ودون "نتائج حقيقية".
وقال الصباح إن زيارة رئيس السلطة جاءت كاستحقاق مهم لانتصار المقاومة في جنين بمعركتهم الباسلة ضد جيش الاحتلال عبر إفشال مخططاته.
زيارة عباس بلا قيمة
واعتبر عدم لقاء عباس بممثلي الفعاليات الشعبية والفصائل واقتصار زيارته على أطراف المخيم بأنه يعكس هروبه وعزلته عن الأهالي وعدم رغبته بالاستماع لقضاياهم وهمومهم.
وبين الصباح أن اللقاء كان مهمًا وضروريًا خاصةً وأن هذه الزيارة لن تتكرر بعد ذلك.
وأشار إلى أن عباس لم يزر جنين منذ توليه رئاسة السلطة عام 2005م وهي التي لم تقم بدورها المطلوب فيخت إذ لا تتواصل يوميًا بآلية فعالة مع سكانها.
ونبه الصباح إلى أن السلطة عليها الاستماع لقضايا وهموم المواطنين وتوفير الحماية لحم والمشاركة بالتصدي لجيش الاحتلال.
وقال إنه يتوجب وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وتنفيذ تعهدات عباس بإعادة إعمار مدينة جنين ومخيمها فورًا.
ودعا الصباح لإيجاد برنامج سياسي يركز على خيار المقاومة وإعادة تفعيل وبناء مؤسسات الدولة، والاستعداد لمعركة حقيقية لمواجهة سلطات الاحتلال والرد على جرائمها المستمرة ضد شعبنا.
وأجمعت وسائل اعلام عبرية على ان زيارة عباس الى مخيم جنين لا قيمة لها، حيث أشارت الى أن "سكان مخيم جنين يكرهون عباس بنفس الحدة التي يكرهون فيها الاحتلال".
خسارة السلطة
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وفق ما نقلته وكالة "صفا"، إن "عباس تذكر جنين بعد أن اقترب من خسارتها، إذ فقدت أجهزة أمنه السيطرة على المدينة بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة لصالح المسلحين".
كما لفت محرر الشؤون الفلسطينية في قناة "كان 11" إليؤور ليفي، الى أن "سكان مخيم جنين يكرهون أبو مازن بنفس الحدة التي يكرهون فيها الاحتلال".
وأفاد أن "طرد نائبه محمود العالول قبل أيام من المخيم يعبر عن مدى الكراهية للسلطة كون السكان هناك يعتبرون السلطة متعاونة مع إسرائيل".
أما القناة "12" العبرية، فرأت أن الزيارة تأتي على خلفية التراجع الكبير في شعبية السلطة وحركة فتح في الشارع الفلسطيني بشكل عام، ومدينة جنين ومخيمها على وجه الخصوص.
مخاوف من تمدد المقاومة
وأشارت إلى أن "الزيارة تتم عبر طائرة مروحية أردنية وصلت مقر المقاطعة ونقلت عباس إلى زيارة غير مألوفة إلى جنين، موضحة أن السلطة تسعى لاستعادة السيطرة على جنين بعد مخاوف كبيرة من فقدانها المدينة.
ولم تحظ زيارة عباس للمخيم بترحاب او قبول لدى المواطنين، حيث هتفت أعداد كبيرة من جماهير أهالي مدينة جنين ومخيمها في وجه محمود عباس دعمًا للمقاومة.
وردد هؤلاء هتافات "كتيبة.. كتيبة"، دعمًا لكتيبة جنين وفصائل المقاومة في جنين ومخيمها.
وزار عباس مدينة جنين لمدة 3 ساعات لأول مرة منذ 11 عاما وبعد العدوان الإسرائيلي على غزة.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=14673