خبير: خيارات السلطة للتعامل مع جنين “محدودة” وستضطر للإغراء والتطويع
جنين – الشاهد| قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية بجنين أيمن يوسف إن خيارات السلطة الفلسطينية للتعامل مع حالة مدينة جنين ومخيمها محدودة.
وذكر يوسف في تصريح أن التعامل يتمثل في محاولة ما اسمته “فرض القانون” عبر بعض المظاهر، دون الذهاب إلى حالة صدام مباشر مع المقاومة، ولن تدخل إلى المخيم أو تقوم بالمواجهة.
وأشار إلى أن سيناريو الاحتواء هو الأقرب واقعية، من خلال اللجوء إلى بعض النشطاء أو المقاومين لتفريغهم داخل الأجهزة الأمنية.
وبين أن معركة جنين والعدوان الإسرائيلي تركت آثارًا ومستجدات، خصوصًا أنّها المرة الأولى التي ينفذ بها الاحتلال عملية عسكرية بهذه الشمولية منذ ما يزيد عن 20 عامًا.
خيارات محدودة
وقال يوسف إنه "صحيح أن العملية لم تستمر إلا يومين أو ثلاثة، إلا أنها أدخلت الاحتلال بأزمة على صعيد دولي، حيث كان واضحًا أنها جاءت تلبية لمطالب وضغوط اليمين الإسرائيلي".
وفي قراءة نتائج العملية العسكرية، ذكر أن جيش الاحتلال سيعمل على تغيير تكتيكاته، ولن تتكرر هذه العملية بنفس الطريقة، على الأقل في جنين في المستقبل القريب.
وأشار الخبير إلى أنه قد يلجأ الاحتلال إلى عمليات الاغتيال المركزة، دون الدخول في المواجهة بشكل مباشر وعلني، وبالتالي سيعتمد على المعلومات الاستخبارية والطائرات العسكرية، أو طائرات بدون طيار.
ومؤخرا، كشف "الشاهد" عن تكثيف ضباط كبار في أجهزة السلطة جهودهم لتفكيك حالة المقاومة في جنين ومخيمها، كجزء من اتفاقها الأمني مع "إسرائيل" الذي وقع عقب فشل الأخيرة بعدوانها عليهما (3-5يوليو الماضي).
تفكيك المقاومة في جنين
وقالت مصادر مطلعة إن الضُباط -الذي يحتفظ "الشاهد" بأسمائهم- من داخل مخيم جنين يعملون بشكل مكثف على نشر الخلاف والشقاق بين شباب كتيبة جنين وكتائب القسام وكتائب الأقصى.
وذكرت أنهم استخدموا مناديب لهم للإيقاع بين المقاومين لإحداث حالة شرخ ثم العمل مع كل حالة على حدة إيذانًا بتفكيك حالة المقاومة في جنين.
وأشارت المصادر إلى أنه بموازاة ذلك، يحاول هؤلاء الضباط استمالة عدد آخر لتسليم أنفسهم مع إيهامهم بوعود العفو ومنحهم وظائف في السلطة.
وأكدت أن المحاولات كافة باءت بفشل ذريع وكان الرد موحدًا من التشكيلات العسكرية جميعًا برفض ابتزاز السلطة، مبينة أن احتقانا كبيرا من قبل أهالي جنين ضد هؤلاء الضباط ويتوعدون بمحاكمتهم شعبيًا.
ومنذ انتهاء العدوان الإسرائيلي على جنين ومخيمها، تُحيك أجهزة السلطة مع الاحتلال "مخططًا خبيثًا" يستهدف مدينة جنين ومخيمها، استكمالًا لمراحل أعنف هجوم إسرائيلي عليهما منذ2002.
وتخطط عبر أدواتها الرخيصة لزرع الفتن والنفخ فيها بين أهالي جنين وعناصر المقاومة الذين أظهروا وحدة وبسالة منقطعة النظير أثناء تصديهم للعدوان.
مخطط خبيث
ووفق "الشاهد"، فالمخطط الذي أقرت له ميزانية خاصة، يأتي ضمن مراحل العدوان الذي هدف عبثًا لتكسيرهما وكي وعي الشعب الفلسطيني والقضاء على المقاومة.
وأشارت المصادر إلى أنه يشمل بث إشاعات ومعلومات مغلوطة بين المواطنين لضرب النسيج الاجتماعي وإصدار بيانات مفبركة تتسبب بإشعال خلافات بين المقاومين.
وبينت أن أول إنجازات المخطط كان بظهور عدد من عناصر المخابرات يرتدون زيًا أسودًا ويضعون عصابات خضراء ورايات لحركة حماس ل إيقاع الفتنة بين مقاومي جنين.
وقالت إن السلطة طلبت من عناصرها والذباب الإلكتروني ترويج المقاطع المصورة والبيانات المفبركة التي سينتجها جهاز المخابرات وترديد الإشاعات في جنين وبقية المحافظات تحت طائلة المسؤولية.
وأكدت المصادر أنه سيتزامن مع استمرار حملات ملاحقة المقاومين واعتقالهم والزج بهم في مسالخها الأمنية لإخماد أي حالة مقاومة.
واعتادت أجهزة السلطة على تصدير فبركات هابطة بين الفينة والأخرى لمحاولة تصدير أزماتها الداخلية إلى أطراف أخرى، وأخرها الخزي الذي تتعرض له لدورها المتواطئ في العدوان على جنين.
فبركات هابطة
وتهاجم السلطة وإعلامها المقاومة وحركة حماس تحديدًا وتحاول زرع الفتن مع حركة الجهاد الإسلامي وكتيبة جنين، إلا أن حملتهم الفاشلة في كل مرة تواجه بانتقادات واسعة من المواطنين.
وتحاول عبر إعلامها وناطقيها تشويه صورة المقاومة بشكل مستمر وتبهيت وتسخيف أي عمل مقاوم للاحتلال في الضفة خدمة لأجندة التنسيق الامني، وكثيرا ما وضعت الشهداء في سياق بعيد عن افعالهم البطولية.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=14691