قيادي سابق بفتح: عزل المحافظين دليل أزمة وصراع على مراكز القوى بالسلطة
الخليل – الشاهد| حذر القيادي السابق في حركة فتح رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة من أن جملة إقالات المحافظين في الضفة الغربية وقطاع غزة نتيجة صراعات على مراكز القوى في السلطة الفلسطينية.
وقال أبو سنينة في تصريح إذاعي أن هذه الإقالة تشير إلى صراعات داخل مراكز القوى في السلطة ضمن حالة الصراع الجارية، ومحاولة لاستبدال بأشخاص قريبون من قوى أخرى.
واعتبر ذلك بأنه إعادة انتاج لنفس السياق والمضمون مع أزمة حقيقية بين الفصائل والسلطة والناس والمواطن والروح النضالية لديهم بسبب ممارساتها دون آفاق سياسية واضحة.
إثارة فتن وقلاقل
وحذر أبو سنينة من خطورة تعيين أشخاص بـ"هدف إثارة الفتن في محافظات الضفة، وخلق فتنة وقلاقل في المجتمع".
وأكد أنّ الاقالات تعبر عن حالة أزمة تعيشها السلطة، وعلينا انتظار التكليفات الجديدة لنحدد ذلك.
في خطوة مفاجئة، سمع غالبية محافظي الضفة الغربية وقطاع غزة نبأ احالتهم من قبل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى التقاعد من وسائل الإعلام المحلية، ما فتح باب التساؤلات عن التوقيت والدلالات.
فقد بدا لافتًا أن عباس أطاح بـ12محافظًا ينتمون لتيار جهاز الأمن الوقائي من أصل 15، لكن أبقى على 2 فقط محسوبين على جهاز المخابرات العامة الذي يديره ماجد فرج وهما ليلى غنام وعبدالله أبو كميل، فيما بقي منصب محافظ وسط قطاع غزة شاغرا منذ وفاة عبدالله أبو سمهدانة.
وفتح الإعلان شهية الفلسطينيين للتندر، وضجت مواقع التواصل بتعليقات ساخرة ومقاطع وصور فيديو تستهزأ ببعضها من مواقف سابقة للمعزولين كأكثر المخلصين لعباس وحقدًا على المقاومة.
توريث حسين الشيخ
وتسارعت وتيرة الخلاف بين شخصيات قيادية في حركة فتح حول خلافة عباس، بوقت كشفت مصادر إسرائيلية عن "تكديس الأسلحة" بالضفة تحضيرًا للصراع على الخلافة.
وقالت مصادر مطلعة لـ "الشاهد" إن القرار الذي أغضب شرائح واسعة في فتح، جاء في إطار تمهيد عباس لخلفيته وزير الشئون المدنية بالسلطة حسين الشيخ وتعيين محافظين على مقاسه.
وذكرت المصادر أنه عقوبة لكل من محافظي جنين وطولكرم ونابلس وطوباس لفشلهم في مخطط وأد المقاومة في الضفة الغربية، التي تتسع يوميًا في تشكيلاتها ونوعية عملياتها وتوسع مكانها.
وأشارت إلى أن الشيخ سيبحث من خلال لجنة قيادية شكلها قبل قرار الإحالة، عن طاقم محافظين بعمر الشباب يكون على مقاسه لديه القدرة على تنفيذ المخطط الإسرائيلي بالضفة بشكل أكثر جرأة وسرعة.
وأوضحت المصادر أن القرار شمل محافظي قطاع غزة في إطار فشلهم في صناعة حراك واضطرابات شديدة ضد حركة حماس تؤدي في النهاية إلى إسقاطها وعودة فتح لغزة.
غضب في فتح
ونبهت إلى أن "مجزرة المحافظين" تسبت بحنق شديد في صفوف كوادر الحركة خاصة في الضفة الغربية، مؤكدة أنها ستزيد من حالة الاصطفاف والاقتتال الداخلي غير المعلن بين قياداتها لحين وفاة عباس.
وحذرت المصادر في حديثها لـ"الشاهد" من وقوع أحداث دامية يدبرها المحافظين المعزولين رفضًا للقرار الذي شكل صدمة لهم، إذ يصنفون أنفسهم على أنهم أكثر المخلصين لعباس وعداء للمقاومة.
وتلقت شخصيات متنافسة سابقًا ضربات "قاسية" كتوفيق الطيراوي الذي جُرد من منصبه القوي في جامعة الاستقلال الأمنية، والنائب محمد دحلان الذي فُصل قبل سنوات.
في وقت خطى حسين الشيخ خطوات كبيرة على طريق الظفر بالمنصب، بعد تعيينه أمينًا لسر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.
وأبدى محافظون أحالهم عباس إلى التقاعد غضبهم من القرار، مؤكدين أنهم تفاجؤوا به من وسائل الإعلام المحلية.
فقد قال محافظ أريحا المحال للتقاعد جهاد أبو العسل إنه لم يتصل بنا أحد بشأن القرار، ولم نبلغ منه مسبقًا، ولا ندري ما هي الأسباب، وفوجئنا به من وسائل الإعلام.
أحداث دامية
وشاركه الرأي محافظ جنين المحال للتقاعد أكرم الرجوب بالقول إنه لم يبلغ مسبقًا وعرف بالقرار من وسائل الإعلام، ولا يعمل ما هي أسبابه.
كما أوضح محافظ قلقيلية المحال للتقاعد رافع رواجبة أنه حتى اللحظة لم يصله أي قرار رسمي بشأن التقاعد".
وقبل وقت قصير، أحال عباس يوم الخميس، 12 من محافظي المحافظات الجنوبية والشمالية للتقاعد من خلال مرسوم رئاسي.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية "وفا" أن عباس أحال محافظ جنين، ومحافظ نابلس، ومحافظ قلقيلية، ومحافظ طولكرم، ومحافظ بيت لحم، ومحافظ الخليل، ومحافظ طوباس، ومحافظ أريحا والأغوار، للتقاعد.
وأوضحت أن التقاعد شمل محافظ شمال غزة، ومحافظ غزة، ومحافظ خان يونس، ومحافظ رفح.
وبينت أنه أصدر مرسومًا رئاسيًا بتشكل لجنة رئاسية، تضم شخصيات قيادية ذات اختصاص لاختيار مرشحين لشغل منصب محافظي المحافظات الشاغرة، وتنسيبها للرئيس لإصدار قرار بشأنها.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=14719