كتب عقل أبو قرع: ارتفاع الاسعار هذه الايام… من المسؤول؟
رام الله – الشاهد| كتب عقل أبو قرع| في هذه الايام ومع ارتفاع درجات الحرارة الى أرقام قياسية أو الى مستويات لم نشهدها من قبل، ترتفع الأسعار وبالأخص اسعار الخضروات والفواكه، حيث وصل ثمن الكيلوغرام من البندورة في مدينة رام الله يوم أمس حوالي 10 شيكل.
ورغم ان هذا الارتفاع في الاسعار قد يكون موسميا، أي بسبب ظروف الطقس ومعادلات العرض والطلب، الا انه يعكس ضعف التخطيط أو وضع الخطط لأوضاع نشهدها حاليا، أو عدم وجود خطة رسمية للتعامل مع هذه الاوضاع، أو توفير مظلة اجتماعية تعطي نوعا من الحماية والأمان الحقيقي والكريم للعائلات الفلسطينية.
وارتفاع الاسعار ولو كما هو متوقع سيكون لفترة قصيرة، الا ان له مضاعفات عديدة بالإضافة الى ارهاق الناس، حيث مع ارتفاع الأسعار يلجأ الناس الى الإقبال على الأطعمة الارخص، أو بمعنى أخر الأطعمة الأقل جودة، أو الملوثة، أو ربما الأطعمة الفاسدة أو غير الصالحة أو الرديئة وما الى ذلك من تبعات ومن أثار، قد تكون بعيدة المدى، وهذا بدوره يدعو الجهات المسؤولة الى ايلاء العلاقة بين ارتفاع الأسعار وبين انتشار الأطعمة الرديئة أو غير الصالحة للاستهلاك.
ومع ارتفاع الاسعار، المطلوب العمل على زيادة نجاعة الجهات التي تراقب وتفتش، من حيث العدد ومن حيث النوعية والتدريب، حيث من المتوقع ان تم زيادة طاقمها او ان ازدادت امكانياتها وتدريبها واعدادها، بحيث تكون قادرة على القيام بدور أكبر، هذا مع العلم ان وصول المنتجات الفاسدة الى السوق الفلسطيني ومن ثم الى المستهلك ينتج عنه خسائر اقتصادية، يمكن ان تفوق ما سوف يتم استثماره في إعداد المزيد من طواقم.
ومهما كانت المبررات والتفسيرات لارتفاع الاسعار، الا ان الوضع وفي هذه الصورة وهذه الاحوال، لا يمكن تحمله من المستهلك، وأصبح يتطلب تدخلا مباشرا وجديا ومتابعة ومحاسبة ومراقبة من الجهات المختصة، والأمر يتطلب التطبيق الحازم للقوانين، وبشكل علني.
ونحن نعلم ان غالبية العمال في بلادنا، لا تتجاوز الأجرة اليومية لهم أكثر من 80 شيكل في اليوم، اما الاجرة اليومية لمعظم العاملات الفلسطينيات، فهي لا تبلغ الحد الادنى للأجور، ولا تتجاوز ال 50 شيكل في اليوم، اي لا تصل الى ثمن عدة كيلوغرامات من الفواكه والخضار هذه الايام.
وبدون شك، ورغم الظروف الموسمية، الا ان من اهم الاسباب لارتفاع الاسعار، هو الجشع المخيف، عند بعض التجار او الموردين للخضار والفواكه بالجملة، وإذا سألت أحد التجار مثلا، عن سبب ارتفاع اسعار اللحوم، فيكون الجواب بسبب قلة العرض، وحتى لو كان هذا صحيحا، هل يعقل ان لا تملك الجهات الرسمية، خطة او برنامج لتوفير كمية من السلع لعدة ايام أو اسابيع.
وفي خضم الأوضاع الصعبة التي يعيشها الناس في بلادنا والتي يفاقمها ارتفاع الاسعار، فالمطلوب هو اعادة دارسة سياسة الجهات الرسمية، وبشكل جدي، فيما يتعلق بسياسة تحديد ومراقبة ومتابعة الأسعار.
وبما ان حماية المستهلك الفلسطيني من المفترض ان يكون هو الهدف النهائي لكافة الأطراف الفاعلة في هذا المجال، فمن المنطق والواجب والاهمية وجود الية واضحة للتعاون والتنسيق لحماية هذا المستهلك، وبالأخص هذه الايام، ليس فقط من شبح ارتفاع الأسعار المتواصل، ولكن كذلك فيما يتعلق بسلامة الغذاء بأنواعه، وجودة المياه، وتوفر ونوعية وفعالية الدواء، وما الى ذلك من أمور تصيب الحياة اليومية للمواطن.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=14733