مع بدء الإضراب الجزئي.. الحكومة تحرض على المعلمين بدل صرف رواتبهم

مع بدء الإضراب الجزئي.. الحكومة تحرض على المعلمين بدل صرف رواتبهم

رام الله – الشاهد| في الوقت الذي قرر فيه المعلمون خوض إضراب جزئي مع بداية العام الدراسي احتجاجًا على استمرار تنكر حكومة محمد اشتية لمطالبهم، تحاول الحكومة فرض ضغط إعلامي عليهم من خلال التأكيد على خطورة الإضراب وعدم نجاعة فكرة التعويض.

الوزارة تجندت لشرح مخاطر الاضراب على العملية التعليمية، إذ خرج وزير التربية والتعليم، مروان عورتاني للقول إن طبيعة الطفل تميل إلى الرتابة، وأي تعطيل للدوام سيدخله في متاهة ويجب إيقاف نزيف الفاقد التعليمي.

 

تزامن ذلك مع خروج الناطق باسم الوزارة صادق الخضور للحديث بأن عملية التعويض للفاقد خلال العام الماضي لم تتم كما يجب خلال العطلة الصيفية، مضيفًا: "نأمل انتظام العملية التدريسية".

هذا الضغط الإعلامي على المعلمين تحاول من خلاله الحكومة بناء رأي عام معارض للمعلمين ومطالبهم، ويمكن أن يساهم بدفع الأهالي للثورة في وجه المعلمين، وبالتالي إعفاء الحكومة من مسؤوليتها بهذا السياق.

وتفاعل المعلمون والمواطنون مع خطة الوزارة بوضع ضغط على المعلمين، لكن من ناحية اتهامها بالتهرب من واجبها، إذ أكدوا أن صرف الراتب كامًلا غير منقوص والاستجابة للمطالب هو الحل الوحيد لأزمة المعلمين.

وكتب المواطن علي غزاونة: "الحكومة هي التي تتحمل مسؤولية الاضراب"، وعلق: "للأسف لم تستطيع حل مشكلة المعلمين.. الطالب ضحية عدم قدرتكم على إتخاذ القرار السليم والمناسب في وقته".

وأكمل: "لا بد من التعامل بجدية كافية لإنهاء هذه المشكلة التي تساهم في تراجع المجتمع ورفع نسبة الامية و تقليل ثقافة الطالب وهذا يجعل كل مواقفكم ضعيفة جدا أمام المجتمع ككل.. غير وبدل يا زلمة دمرتوا الطلاب والمدارس".

المواطنة مها أحمد سخرت من تصريح عورتاني بقولها: "اه والله معك حق.. بس كمان معلم لازم تدفعله راتب لحتى يروح على مدرسة مرتب والطالب بعدها برتب أموره".

بينما محمد عراضة غرد بأن سلوك الوزارة مع المعلمين مرد تصعيد الأزمة، وعلق قائلًا: "التنقلات والنقل غير المبرر للبعض لا يحقق الرتابة في حياة الأطفال بالعكس تمامًا سيؤدي لفوضى أكثر في حياتهم وحياة الكثيرين غيرهم".

حنين زيادة بدورها طالبت بإنصاف المعلمين لتمكينهم من العيش بكرامة بمنشور جاء فيه: "طبيعة نفوس المعلمين تميل إلى الرتابة في حياتها وحياة أولادها…والرتابه تتطلب رواتب مرتبة".

محمد احمد ذهب للتساءل عن مغزى الضغط على المعلمين: "إذا المدارس على حساب شعب ببنيها وأنتم راتب المعلم لا يكتمل فأين حق المعلم وأين يذهب حتى يعيش أولاده؟".

المواطنة هبة مراد ذهبت في اتجاه دعوة الحكومة إلى تقدير المعلمين بدلًا من محاربتهم: "بس تقدروا نفسية المعلم بالأول وما تظلموه بقراراتكم الجائره بنبقى نهتم بالطالب.. أنتو السبب".

وعم الإضراب الجزئي الذي دعا له حراك المعلمين الموحد العام الدراسي الجديد 2024/2023 الذي انطلق يوم السبت، في عدد من المدارس في الضفة الغربية المحتلة.

وأعلن حراك المعلمين الموحد في الضفة الغربية عن إضراب جزئي تحذيري مع افتتاح العام الدراسي الجديد؛ احتجاجًا على عدم تلبية حكومة اشتية مطالبهم.

وقال الحراك في بيان إن الإضراب الجزئي سيكون عبر إعطاء ثلاث حصص ثم المغادرة لجميع المراحل بينها الثانوية العامة "توجيهي".

وشدد التأكيد على مقاطعة مكاتب التربية والتعليم وأقسام الإشراف والدورات التدريبية مقاطعة تامة، حيث يقتصر عمل المعلم على إعطاء الثلاث حصص فقط.

وقرر تأجيل الاعتصام المركزي أمام مجلس الوزراء برام الله لموعد يحدد لاحقًا بعد نزول الراتب وبحسب المستجدات على تنفيذ الشق المالي من المطالب.

وأكد الحراك عدم الانتساب لاتحاد المعلمين الذي انتهى بنظر كل معلمي فلسطين دون استثناء.

بدورها، قالت وزارة التربية والتعليم في بيان إن من هؤلاء الطلبة 915 ألفا و327 طالبا/ة في المدارس الحكومية، موزعين على ألفين و364 مدرسة، و342 ألفا و955 طالبا/ة في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، موزعين على 384 مدرسة، و149 ألفا و870 طالبا/ة في المدارس الخاصة، ويبلغ عددها 487 مدرسة.

وبينت أن عدد المعلمين الإجمالي بلغ 54 ألفا و81 معلما/ة، موزعين على ألفين و364 في المدارس الحكومية، و12 ألفا و183 معلما/ة في مدارس الوكالة، و10 آلاف و970 معلما/ة في المدارس الخاصة.

إغلاق