هؤلاء أبرز المتنافسين.. تحديات كبيرة أمام حسين الشيخ للوصول لمنصب الرئاسة
الضفة الغربية – الشاهد| ذكر الباحث المختص في شؤون الشرق الأوسط والخليج حسين عبد المجيد، أنه وفي ظل احتدام الصراع على خلافة رئيس السلطة محمود عباس، يتوجب على من سيخلفه في المنصب التغلب على تحديات كبيرة قبل الظفر بالمنصب.
وعقب عبد المجيد في مقال له على ما أوردته صحيفة فورين بولسي حول شخصية حسين الشيخ قائلاً: "نشرت فورين بوليسي المجلة الإخبارية الإلكترونية الرصينة، الشهر الماضي، لمحة عن الرجل الثاني في السلطة الفلسطينية، حسين الشيخ البالغ من العمر 62 عاما. ورأت أن لديه فرصة “ليصبح زعيم السلطة الفلسطينية القادم” مع احتدام المعركة الداخلية لخلافة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس البالغ من العمر 87 عاما".
وأضاف: "لكن فورين بوليسي اعتمدت المعايير الغربية في تحليلها بدلا من تقييم شعبية الشيخ بين الفلسطينيين، وخاصة في قطاع الأمن، حيث سلّطت الضوء على مزاعم الفساد والمضايقات التي تعرض لها النساء في محيطه المهني".
وتابع: "بينما يجب أن يكون استئصال جذور الفساد والمضايقات على رأس أولويات أيّ حكومة، يهدد الواقع الفلسطيني وجود الحكومة نفسها. ولا معنى لمناقشة السياسات دون الحكومة، بل إن ذلك يتسبب في تشتيت الانتباه عن القضية الأكثر إلحاحا والمتمثلة في حرب أهلية فلسطينية محتملة في حقبة ما بعد عباس.
واستطرد: "قد يتصور البعض أن تراقب إسرائيل بفرح الصدام بين المتصارعين على خلافة عباس. لكن الحرب الأهلية تحمل مخاطر كبيرة لإسرائيل والمنطقة ككل، وتزيد من فرص سيطرة الإسلاميين على الضفة الغربية".
وأشار إلى أنه قد يكون الشيخ هو الرجل الثاني في السلطة الفلسطينية الآن، لكن هذا لا يحسم قدرته على الصمود في وجه التحديات الحتمية التي ستواجهه في خلافته للزعيم الحالي.
ويذكر عبد المجيد أن الشيخ كان ناشطا شابا عندما قبع في السجن الإسرائيلي، حيث أتقن العبرية. وسمح له ذلك بلعب دور فعال في التنسيق بين السلطة الفلسطينية والسلطات الإسرائيلية على المستوى الأمني. وامتطى بهذا سلّم فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية. وعيّنه عباس في ربيع 2022 أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مما جعله خلَفه على هرم السلطة.
وأوضح أن في ظل الصعود السريع للشيخ لا يعني أنه كان يحظى بشعبية لدى الجمهور. وفقد الشيخ، في طريقه إلى القمة، شقيقه في تبادل إطلاق نار على الطريق في رام الله سنة 2020. وحُكم بعد ذلك بعامين على القاتلين بالسجن 15 عاما واتضح أنهما من أفراد الأمن، مما أثار تكهنات بأن الحادث كان رسالة من منافسي الشيخ.
وأضاف: "إذا كان الشيخ يريد أن يصبح رئيسا للسلطة الفلسطينية، فسيتعين عليه، على الأرجح، مواجهة تحديات من المتنافسين الأقوى والأكثر شعبية".
واستطرد الكاتب الشخصيات الأكثر منافسة للشيخ على المنصب، وفي مقدمتهم محمد دحلان، البالغ من العمر 61 عاما، وهو مسؤول سابق في فتح ورئيس أمن السلطة الفلسطينية، وقد طرده عباس من فتح في 2011. وعلى الرغم من أن الدراسات الاستقصائية الأخيرة تظهر تمتع دحلان بشعبية تعادل ضعف شعبية الشيخ نفسه، إلا أنه كان يحتل دائما المرتبة الثالثة بين المرشحين. وكان من المتوقع أن يفوز بحوالي 7 في المئة من الأصوات في أبريل 2021 قبل إلغاء عباس الانتخابات.
ومن المنافسين الآخرين توفيق الطيراوي البالغ من العمر 74 عاما، وهو رئيس استخبارات سابق آخر في السلطة الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح. وجدّت خلافات بينه وبين عباس وفقد معظم مناصبه الرسمية. لكنه لا يزال يحظى بتأييد قويّ بين أفراد الأمن ومن داخل العشائر المسلحة في الضفة الغربية رغم تهميشه.
ويعتقد الكاتب أن دحلان والطيراوي حليفان. ويمكنهما منع الشيخ من الفوز بالرئاسة بالقوة إذا لزم الأمر وشكلا جبهة موحدة ضده.
ويعدّ جبريل الرجوب البالغ من العمر 70 عاما المنافس الثالث، وهو مسؤول أمني سابق وعضو في اللجنة المركزية لحركة فتح مثله مثل الطيراوي. ويحظى بتأييد عباس، وتجمعه بالتالي علاقة أفضل مع الشيخ من دحلان أو الطيراوي.
ولا يحظى الرجوب بشعبية بين الجمهور مثل الشيخ. وقاد جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني التابع للسلطة الفلسطينية حتى 2002، عند الإطاحة به لاستخدامه القوة لسحق المعارضة السياسية ومضايقة أفرادها. لكنه يحظى بولاء بضعة آلاف من المسلحين، مما يصعّب على الشيخ مهمة تولي المنصب الأعلى للسلطة الفلسطينية.
من جانبه، اعتبر الناشط ضد الفساد والمعارض السياسي فايز السويطي أن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ هو الأوفر حظاً في خلافة رئيس السلطة محمود عباس في منصب الرئاسة.
وأوضح السويطي في تعليقه على ما يثار في الإعلام من أن ضغوطاً غربية تمارس على عباس لتعيين نائب له، أن حسين الشيخ وماجد فرج هما خيار الاحتلال، إلا أن الأول يمتلك حظوظاً أقوى من الثاني.
ولم يستبعد أن تشهد الأيام المقبلة صراعات أكبر في ظل ترتيبات تنصيب نائب لعباس، معتقداً أن صراعات دموية قد تقع بين قيادات فتح المتصارعة على المنصب.
الاحتلال يتجهز ويضع السيناريوهات والخطط لمرحلة ما بعد عباس منذ فترة طويلة، وكان آخر تلك السيناريوهات التي طرحها معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي والتي ارتكزت بشكل أساسي على حالة الفوضى التي من المتوقع أن تحدث بين أقطاب حركة فتح المتصارعة.
السيناريوهات التي وضعها فريق بحثي تم تحت عدد من الخبراء العسكريين والدبلوماسيين والأكاديميين وعلى رأسهم يودي ديكيل ونؤى شوسترمان، وغيرهم من الخبراء.
وجاء سيناريوهات ما بعد عباس على النحو التالي:
1- انتقال منظم للسلطة بعد عباس من خلال قيادي من داخل حركة فتح وهو ما يفضله الاحتلال، ويتم تطبيق هذا السيناريو باحتمالين:
أولاً: أن يرشح عباس نائباً له من الآن، وهو ما يعني انتقال مباشر للسلطة للنائب.
ثانياً: أن يقوم بتوزيع مناصبة الثلاثة الحالية (رئيس منظمة التحرير –رئيس السلطة الفلسطينية – رئيس حركة فتح) على رجاله الموثوقين.
2- وقوع صراع داخل حركة فتح يؤدي الى تعزيز قوة حماس.
3- فوضى عارمة تؤدي إلى عودة الاحتلال لإدارة الشأن الفلسطيني.
وفي ظل السيناريوهات المطروحة فإن الاحتلال سيواجه الأوضاع التالية:
1-سلطة فلسطينية فاعله وتواصل التنسيق مع الاحتلال
2-سلطة فلسطينية فاعله ولكنها معادية للاحتلال
3-سلطة هشة وعاجزة
4-انهيار تام للسلطة
وفي ظل الصورة التي وضعتها الدارسة، فإنه من مقتضيات التعامل مع هذه الأوضاع يجب ألا يظهر الدور الإسرائيلي في هندسة النظام السياسي الفلسطيني بشكل مباشر، كما أن عليها ألا تسمح بعودة الفوضى واضطرار الإدارة المدنية للاحتلال لتحمل أعباء هذه النتيجة.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=14753