طلاب قرية جب الذيب يفتتحون العام الدراسي بلا مدرسة والسلطة تقف متفرجة

طلاب قرية جب الذيب يفتتحون العام الدراسي بلا مدرسة والسلطة تقف متفرجة

الضفة الغربية – الشاهد| بدأ طلاب قرية جب الذيب شرق بيت لحم العام الدراسي بلا مدرسة في ظل استمرار جيش الاحتلال هدم المدرسة مرات عدة، دون أن تحرك السلطة ساكناً.

المدرسة التي أقيمت عام 2017، وتضم أكثر من 60 طالباً في المرحلة الأساسية تعرضت للهدم مؤخراً من قبل جيش الاحتلال، فيما اكتفت مؤسسات السلطة والحكومة بإصدار بيانات شجب واستنكار، دون أن توفر بديلاً للطلاب الذين افتتحوا العام الدراسي بالأمس في العراء.

المدرسة التي يطلق عليها اسم "التحدي 5"، هدمت في شهر مايو الماضي، وخلال هذه الفترة لم تجد وعودات حكومة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية أي رصيد على أرض الواقع للمساهمة في إعادة بنائها أو توفير بديل للطلبة.

فيما اكتفت وزارة التربية والتعليم بإصدار بيان حول الهدم المتواصل للمدرسة واعتبرت أن ما يجرى بشأن الهدم المتكرر للمدرسة هو جريمة بشعة تندرج في إطار جرائم الاحتلال المتواصلة في حقّ القطاع التعليمي، واستهدافه الأطفال والتلاميذ والكوادر التربوية والمؤسسات التعليمية من دون أي اكتراث بمنظومة المواثيق والأعراف والقوانين الدولية.

وأطلقت الوزارة وعودات للطلبة قائلةً: "سوف نوفر كل ما يلزم لتقديم خدمة التعليم في كل الأماكن والمناطق، وذلك تأكيداً على ضمان الحق في التعليم لجميع التلاميذ وتعزيز مقومات صمود أبناء الشعب الفلسطيني وثباته في أرضه"، إلا أن هذه الوعودات لم تلق رصيداً على أرض الواقع.

وناشد أهالي الطلبة حكومة اشتية للقيام بواجباتها وتوفير ما يحتاجه أبنائهم الطلبة لضمان استمرارهم في تلقي تعليمهم، وتعزيز صمودهم في القرية.

التعليم آخر اهتمامات اشتية

حكومة اشتية والتي تحارب المعلمين جراء مطالبتهم بحقوقهم المشروعة، يعد التعليم آخر اهتمامات حكومة اشتية، والتي تعطي غالبية ميزانيتها واهتمامها لأجهزة السلطة، التي تقوم بدور تكميلي لجيش الاحتلال في ملاحقة المقاومة وهدم الروح الثورية للشارع الفلسطيني، وأي خطوات يمكن أن تعزز صمودهم في المناطق التي تتعرض لهجمات الاحتلال وفي مقدمتها شرق بيت لحم.

واتخذت خلال الساعات الماضية قراراً هدفه عرقلة انطلاق العام الدراسي الجديد، فقامت بنقل عشرات المعلمين في الضفة الغربية المحتلة إلى مدارس أخرى لإفشال إضرابهم.

ونشر عشرات المعلمين تغريدات تؤكد تسلمهم قرارات نقل إلى مدارس أخرى بعيدة دون طلبهم النقل عقابا لهم على مشاركتهم في فعاليات الإضراب.

واستدرك هؤلاء بأنهم لن يستسلموا للقرار وسيعترضون من خلال مديرات التربية في مناطقهم تنديدًا به.

يذكر أن حراك المعلمين الموحد ضد حكومة محمد اشتية الجمعة الماضية، مؤكدًا أنها "أدارت له الظهر ولم تنفذ الاتفاقيات المبرمة معه".

أسرلة التعليم

وفي ذات السياق، أكد الباحث في شؤون القدس جمال عمرو، أن السلطة تركت المقدسيين يواجهون خطر أسرلة التعليم وحدهم دون أن تقدم لهم ما يعينهم ماديا ومعنويا، مشيرا الى أن مستقبل الأجيال المقدسية في خطر داهم.

وقال عمرو إن السلطة وضعت بيديها الأغلال حول عنقها بترك القدس لمفاوضات الحل النهائي بكل مكوناتها؛ نظام التعليم، والصحة، والشؤون الاجتماعية، والتراخيص، والبناء، موضحا أن قبول السلطة بذلك منح الاحتلال ضوءًا أخضرَ للانقضاض على المجتمع المقدسي "ثم تأتي لتشتكي التهويد الإسرائيلي".

ولفت الى أن الاحتلال استغل قصور السلطة أبشع استغلال، فعلم على تقديم الإغراءات لمن يعتمد المنهاج الإسرائيلي عبر ترتيب بنية المدارس إلى مبانٍ تشبه الجامعات بما تحتويه من مرافق وملاعب، مقابل مدارس السلطة القديمة ذات البنية السيئة.

ونوه الى أن الاحتلال ذهب بعيدا في خطف العقل الفلسطيني بالرواتب الكبيرة للمعلمين التي تكاد تصل إلى ثلاثة أضعاف رواتبهم في المؤسسات الفلسطينية، فضلا عن دعم الأطفال الذين ينتسبون للمدارس الإسرائيلية بخطوات متتابعة وفق رؤية مدروسة بالتعلم المجاني، ومنحهم عطلا موزعة على مدار العام، وتعلم اللغة العبرية، وقبوله بمنحة دراسية تلقائية بالجامعات الإسرائيلية لاحقا.

إغلاق