الصحفية حسونة ضحية الكمبيوتر الواحد بين السلطة والاحتلال

الصحفية حسونة ضحية الكمبيوتر الواحد بين السلطة والاحتلال

نابلس/

قتل التنسيق الأمني بين أجهزة أمن السلطة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني بهجة الصحفية مجدولين حسونة بكتب كتابها بعد ساعتين فقط، حين منعتها قوات الاحتلال من مغادرة الضفة الغربية عبر معبر الكرامة في طريق عودتها إلى إسطنبول التركية.

ورغم أن حسونة حاولت قضاء عطلة العيد مع أهلها في نابلس إلا أن منغصات أجهزة أمن السلطة أبت عليها ذلك، حيث أجرت مخابرات السلطة تحقيقات معها قبل أن يمنعها الاحتلال من السفر.

ما جرى مع الصحفية مجدولين حسونة هو ما دفع نشطاء ال”فيسبوك” ليقولوا عبارة يفهمها اهل الضفة الغربية ويعرفونها عن ظهر قلب، وهي عبارة “كمبيوتر واحد”، والتي تعني ان كمبيوتر السلطة مربوط بكميوتر الاحتلال، ويتلقى نفس المعلومات.

وكانت سلطات الاحتلال منعت مساء أمس الأحد 18\8\2019، الصحفية الفلسطينية “مجدولين حسونة” من مدينة نابلس شمال الفضة الغربية من السفر عبر معبر “اللنبي” دون إبداء أيه أسباب، سوى الطلب منها بمراجعة مقر مخابراتها يوم غدا الإثنين (19 أب).

وكتبت الصحفية جهان عواد معقبة على حادثة زميلتها حسونة تقول: “الزميلة مجدولين حسونة عقدت قرانها يوم الاحد صباحا، وكانت في طريقها لإسطنبول حيث تعمل في قناة TRT العربية لكن الاحتلال أوقفها وحقق معها وأبلغها أنها ممنوعة من السفر”.

وتابعت: “المخابرات الفلسطينية كانت قد احتجزتها وحققت معها، قبل أن تكمل طريقها باتجاه الجسر حيث منعها الاحتلال من السفر”.

وادان محامون من اجل العدالة ما تعرضت له الصحفية والناشطة مجدولين حسونة من احتجاز لدى المخابرات العامة الفلسطينية عند مرورها للسفر عبر معبر الكرامة، ومن ثم احتجازها لدى مخابرات الاحتلال لمدة تزيد عن ساعتين، خلالها ابلغتها سلطات الاحتلال بمنعها من السفر للخارج.

واعتبر مدير مؤسسة الحق في رام لله شعوان جبارين، ان المنع من السفر بحق الفلسطينيين “مخالف لكافة القوانين الدولية التي تضمن الحرية في التنقل”.

وشدد جبارين على أن ما يجري بحق السكان المحميين (الخاضعين للاحتلال) يخالف اتفاقية جنيف والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية التي تتحدث عن مغادرة وعودة سكان الإقليم المحتل بحرية.

وعن سبب منعها من السفر قالت الصحفية حسونة، والتي تعمل في المقر الرئيسي للتلفزيون التركي “TRT” في إسطنبول، أنها كانت تقضي اجازة العيد لدى عائلتها بالضفة الغربية، وحينما حاولت يوم الأحد (18 أب) العودة إلى عملها تفاجأت بحجزها لثلاثة ساعات وإبلاغها بمنعها من السفر وضرورة مراجعة مقر مخابرات الاحتلال.

وأشارت حسونة إلى أنها فور وصولها إلى أريحا قادمة من إسطنبول في السادس من أب تعرضت للتحقيق من قبل مخابرات التابعة للسلطة الفلسطينية وتسليمها استدعاء لمراجعة مقر المخابرات الفلسطينية أيضا، إلا أن الاستدعاء ألغي بعد تدخل من قبل النقابة الفلسطينية.

وتابعت حسونة: من جديد تم احتجازي اليوم في مقر المخابرات الفلسطينية في أريحا والتحقيق معي عن سبب عدم تلبية أمر الاستدعاء وسمحوا لي بالسفر بعد أبراز الإثبات إن الاستدعاء الغي بعد تدخل النقابة.

وقالت حسونة أن التحقيق معها في مقر المخابرات الفلسطينية كان حول عملها الصحافي وأقامتها في إسطنبول والمال الذي تحمله معها، رغم أنها أبرزت كافة الوثائق التي تثبت أنها تعمل بعقد في تركيا.

وبحسب المؤسسات الحقوقية العاملة في الضفة الغربية فان سلطات الاحتلال تمارس سياساتها في التضييق على الفلسطينيين وانتهاك حقهم في السفر لأسباب سياسية، فهي تمنع السياسيين وأسرى محررين والناشطين والمثقفين ومواطنين من السفر للتأثير في توجهاتهم، أو لأسباب اقتصادية بهدف التحكم في الاقتصاد الفلسطيني وعدم إعطائه هامشا من الحرية وإبقائه رهينة للاحتلال.

إغلاق