05:00 am 11 أكتوبر 2019

الصوت العالي أهم الأخبار

ويل لقاضي الأرض من قاضي السماء

ويل لقاضي الأرض من قاضي السماء
أم المعتقل السياسي في سجون السلطة مؤمن نزال/

اليوم الخميس صارلي 48 يوم بستنا فيه .. مع ان العمر بجري فينا والايام سريعة اكثير لكن هذه الايام طولت اكثير ... اليوم فرحتي كانت كبيرة وما حد بقدر يتصورها وبرضو حزني والمي كان اكبر واكبر لأنه لما الامن بدخل على خط القضاء وبتدخل في قراره هنا تتجمد العدالة وتغيب الشمس ليحمل محلها الظلم والظلام ...

اليوم كانت محكمة ابني مؤمن الذي حرمني الامن الوقائي من زيارته منذ اكثر من شهرين فقد كنت انتظر المحكمة بفارغ الصبر حتى اتمكن من رؤيته لأحضنه ولأشتم رائحته لأضمه الى صدري ... مرت الدقائق كأنها ساعات بل ايام واشهر وانا انتظر واترقب وتتداخل الافكار فمنها ما هو مفرح كلقائه وكانت الفرحة تزداد عندما اتخيل انه سيعود معي الى البيت فانا كنت على امل كبير ان يفرجوا عنه ولكن سرعان ما يذهب الفرح عندما اتخيل انهم سيحرمونني من لقائه ... مر الوقت وجاء دور محاكمته .. دخلت الى القاعة واذا بشاب هزيل ارهقه التعب بعد اضراب عن الطعام وحرمان من النوم هنا توقف كل شيء لم اعد افكر فقط انظر اليه وتفكري الوحيد كيف احضنه ... القاضي سال مستغربا لماذا هو هنا ؟ الم يصدر قرار بالإفراج عنه قبل شهر ونصف فأجبته صحيح ولكن انتم طلبتم كفالة 1000 دينار ونحن لا نقدر على دفعها وقبل ذلك صدر قرار اخر ودفعنا الكفالة 200 دينار وقبل ان تفرجوا عنه تدخل الامن الوقائي ورفض تنفيذ قراركم واعاده الى السجن فكيف تريدني ان ادفع ال 1000 دينار وانا لا املكها ولو اني اضمن ان تفرج عنه لاقترضتها ودفعتها لكم ... وايضا المحامي حاول معكم تحويل الكفالة بدل ان تكون نقدية ولكنكم رفضتم فماذا افعل؟

القاضي سأل مؤمن انت (شو بتشتغل) ؟ اجابه انا طالب جامعي .. القاضي قال يجب اعادة النظر في قرار ال 1000 دينار ومدد اختطافه لمدة 45 يوم . وقبل ما يطلعوه طلب من القاضي انه يسلم علي فوافق القاضي وسمحو لي احضنه (عذرا المشهد لا يمكن وصفه) مرت ثواني لا اعلم كم كانت حتى جاء السجان ليأخذه الى سجنه ... رفضت ان اتركه فتجمع عدد من افراد الامن حولنا وانا اطلب منهم ان يتركونا لدقائق فقط فلم يرتوي شوقي ايه ولكنهم رفضوا وسحبوه بقوة لدرجة اني شعرت انهم نزعوا قطعة من جسدي شعرت بألم شديد لحقت بهم حاولت ان امسك بيده رجوتهم ان يأخذوني معه قلت لهم اسجنوني عذبوني المهم ان ابقى بجانبه لكنهم كانوا لا يسمعون سوى اوامر سيدهم فقط خذوه على زنزانته واطلعوها بره !!! طلعت بعد ما فقدت الامل حمدت الله وتهيأت للعودة الى البيت ...

لكنهم لم يكتفوا بكل ما فعلوه بنا ... وكأنهم يتفننون في حرق قلوب الامهات .. يتلذذون بتعذيبنا ... فبعد ان خرجنا جاءنا المحامي وقال المحكمة بدها تفرج عن مؤمن الان اعملوا طلب اخلاء سبل وسلمه فورا ... هنا تغير كل شيء وعاد الامل والشوق و... سلمنا الطلب ودخل القضاة الثلاثة ووكيل النيابة الى الغرفة واغلقوا الباب ... انا طلبت اشوف القاضي واحكي معه لكن ما خلوني وبعد اشوي طلبوا المحامي ...ولما طلع قال انهم بدهم يفرجوا عنه بعد ما ندفع 1000 دينار ... انا رفضت ان ندفع ودخلت على القاضي وحاولت ان اشرح له حالنا وأننا دفعنا كفالة ولم يفرج عنه الا انه رفض التجاوب معي وقال للحرس كيف هذه دخلت هنا ؟؟؟ جاء الحراس وسحبوني الى خارج الغرفة وحكوا لي ما في افراج يالله روحي على بيتكم ... كلامهم كان صاعقة ضربتي فسقت على الأرض مغشيا عليَّ ...

طيب انتم قررتم ما تفرجوا عنه ومددتموه ... لماذا تلعبوا في مشاعرنا وتعطونا امل وترفعونا الى السماء وبعديها خبطتمونا في الارض ...

بدي اسال كل واحد منكم :

ما عندكم ضمير ...؟!

ما عندكم مشاعر ...؟!

ما بتحسوا بالناس ...؟!

معقول احنا اهالي المعتقلين ما تعتبروننا من البشر ...؟!

او احنا اقل درجة في الانسانية لحتى ما تراعوا مشاعرنا ...؟!

ام هي سياستكم القذرة واستكمالا لفصول التعذيب ...؟!

المفاجأة كانت انه كان ضابط كبير من الامن الوقائي مع القضاة والنيابة لما دخلوا الغرفة للتشاور وهو اللي رفض الافراج عن مؤمن مع ان القاضي والنيابة يريدون الإفراج عنه ..