عندما اعتذر أبو عمار لطلبة جامعة النجاح

عندما اعتذر أبو عمار لطلبة جامعة النجاح

نابلس/

في 30 مارس 1996 اقتحمت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية حرم جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، وأطلقت النار صوب الطلبة الذي كانوا يحتجون على انتهاكات هذه الأجهزة بحق المناضلين.

كانت السلطة القادمة حديثا إلى الضفة وغزة، قد بدأت بشن حملة قمع وحشية ضد المعارضين السياسيين لاتفاق أوسلوا والتعاون مع الاحتلال، واعتقلت كوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

الاقتحام الذي هدف لكسر حرمة الجامعات وهيبتها التي أثبتها الطلبة في الانتفاضة الأولى، شكل صدمة عامة للشعب، خاصة انه أدى لإصابة عشرات الطلبة واعتقال آخرين على يد أجهزة أمن السلطة.

حينها اتهمت الفصائل “التيار الصهيوني” داخل قيادة السلطة ومنظمة التحرير بمواصلة ممارساته لجر المجتمع الفلسطيني إلى مستنقع الحرب الأهلية مقابل استمرار تطبيق مشروع أوسلو الهزيل وتعزيز شعبية الإرهابي شمعون بيرز داخل المجتمع الإسرائيلي.

وطالبت حركة حماس باعتذار علني من رئيس السلطة ومجلسه لأبناء شعبنا وخاصة أهلنا في مدينة نابلس وطلبت جامعة النجاح، واقالة المسؤولين عن الجريمة وتقديمهم للمحكمة، والالتزام علنا بعدم دخول قوى الأمن بشتى أصنافها إلى المؤسسات الجامعية والحفاظ على حرمة الحرم الجامعي وهيبته.

وحذرت حماس من إصرار التيار الصهيوني داخل السلطة على المضي قدما في مشروع ضرب كل عناصر الوحدة والتماسك والصمود داخل المجتمع الفلسطيني.

لم تمر عدة أيام، حتى حضر رئيس السلطة الرئيس الراحل ياسر عرفات إلى مدينة نابلس معتذرا ومعاهدا الشعب على انها “غلطة ولن تتكرر” وقدم اعتذارا علنيا، قائلا “غلطة وشطبناها”.

كما تحدث أبو عمار عن الوحدة الوطنية مع كل الفصائل.

https://youtu.be/EzA7kTx9kmQ

مرت الأحداث والأيام واستطاع التيار الصهيوني الذي حذرت منه الفصائل من السيطرة على مشروع السلطة الفلسطينية، وتعاون مع الاحتلال لكسر أبو عمار أولا وتعيين رئيسا للوزراء “محمود عباس”، قبل أن يساعد الاحتلال في قتل أبو عمار.

وبعد أبو عمار، بدأ عهد وحشي في الاعتقالات السياسية واقتحام الجامعات وملاحقة الطلبة، وكسر كل المحرمات الوطنية، وعوامل الوحدة داخل المجتمع الفلسطيني.

اليوم، تعاني جامعات الضفة الغربية من ملاحقة الطلبة واعتقالهم لدى السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.

إغلاق