سلطة التنسيق الأمني ودبلوماسية الاسفنجة

سلطة التنسيق الأمني ودبلوماسية الاسفنجة

وليد عبد الحي/

بعد الاعلان الرسمي عن صفقة القرن الأمريكية، أبدت سلطة التنسيق الأمني موقفا رافضا للصفقة، لكن خطاب رئيس السلطة أكد وبشكل واضح "تمسكه بالمفاوضات" وكأنه يقول إن نفس المسار الذي أوصل الموضوع الفلسطيني إلى الحالة القائمة سيبقى قائمًا، وهذا يعني أن المرحلة القادمة هي "وضع صفقة القرن على الطاولة والتفاوض حولها"، وفي ظل موازين القوى، ومنع أي شكل من أشكال المقاومة، فإن من تنازل عن 78% من فلسطين ثم قبل التفاوض حول ال22% الباقية سيتفاوض على ال60 % المتبقية من الضفة الغربية.

 

إن دبلوماسية سلطة التنسيق هي :

أ‌- مجاراة ضجيج ردات الفعل العربية والفلسطينية في البداية .

 

ب‌- أن هذه المجاراة لن تتجاوز بأي شكل من الأشكال الخطاب السياسي الذي يدغدغ مشاعر المتلقي الفلسطيني لا سيما باستخدام تعابير "ابن الكلب" مرة لوصف ترامب ومرة لوصف فريدمان.

 

ت‌- في المرحلة الثالثة سنعود لاجتماعات في غزة أو رام الله أو القاهرة، وبعد أن يتم امتصاص الاحتقان ، سيتم افتعال مشاكل مع المقاومة في غزة ، ونعود لتبادل الاتهامات بين غزة ورام الله

 

ث‌- خلال المراحل السابقة سييتم السير على طريقين هما:

1- يستمر الاستيطان والانفتاح العربي على "إسرائيل" تدريجيا، وسيكون الانفتاح الاقتصادي والسياحي والرياضي  هو الطاغي.

 

    2- تنفيذ صفقة القرن تدريجيا ، وأيا كانت نسبة التنفيذ فإن السنوات الأربع التي حددتها خطة ترامب ستكون بشكل رئيس عبارة عن سلسلة من الاجراءات لتنفيذ الخطة من الجانب الإسرائيلي.

 

بوضوح، أرى أن رفض سلطة التنسيق الأمني هو تكتيك قائم على دبلوماسية الاسفنجة، أي امتصاص الاحتقان لتبقى البيئة التي أوصلتنا لهذه المرحلة مهيأة لاستمرار إسرائيل في سياستها.

 

إن التفاوض بين حماس والجهاد من ناحية وبين سلطة التنسيق الأمني سيكون على أساس إما اللحاق بالمقاومة باشكالها المختلفة وإما ركوب قطار التسوية ليربط بانتوستانات الضفة الغربية بقطاع غزة، وليس هناك من نقطة وسطى بين النقيضين، وعليه إما أن سلطة التنسيق تريد من التفاوض جر المقاومة نحو التفاوض، أو أن المقاومة ستجر سلطة التنسيق نحو الفكاك من أوسلو والعودة للمقاومة…

إغلاق