عهد الضياع.. بين التوجيهي والانجاز

عهد الضياع.. بين التوجيهي والانجاز

رام الله/

لا يمكن وصف مرحلة محمود عباس وتفرده الحديدي بالقرارات واستخدامه كل الحيل للبقاء على رأس السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير ونتائج ذلك من ضياع ما بقي من الأرض وتمدد الاستيطان وتغول الاحتلال وخسارة تعاطف ودعم العالم بجهود سفارات فاسدة، إلا بـ"عهد الضياع".

 

مستويات الضياع والانهيار والتراجع لم تترك مجالا من المجالات إلا وقدمت فيه أرقاما رهيبة، وكلما استمر عباس على كرسي الحكم بدون رقيب أو حسيب جلب خيارات أفشل من سابقتها.

 

لقد حطم عباس في عهد الضياع كل المنظومات التي كان يفتخر بها شعبنا، وكسر الخطوط الوطنية الحمر، ولم يكن قطاع التعليم استثناء من ذلك.

 

ولم ينجح الاحتلال ابان "الاحتلال المباشر" وقبل قيام السلطة بتجهيل أبناء شعبنا وسلب ثقتهم بالتعليم كما نجح في ذلك عباس الذي تلاعب رؤساء حكوماته الذين جلبهم في غفلة من الزمن بمنظومة التعليم.

 

وقام رئيس حكومة عباس السابق رامي الحمد الله بتغيير منظومة الثانوية العامة إلى نظام جديد يسمى "انجاز" لم يقصد من وراءه سوى ربط اسمه بتغيير كبير يمس كل شرائح الشعب. لا يهم إن كان التغيير إيجابيا أو سلبيا، المهم أنه سيذكر الحمد الله كصاحب قرار انهاء نظام استمر 50 عاما.

 

وقد طال التغيير فعلا أمرا في غاية الأهمية بالنسبة لشعبنا الذي يعتمد على التعليم كميزة أساسية في مواجهة الاحتلال الساعي لأسرلة المناهج، وتجهيل شعبنا، ونزع كل قيمه الوطنية.

 

وبينما يبدل عباس رؤساء الحكومة كما يبدل جواربه، يتلاعب هؤلاء بمنظومة التعليم كما يتلاعب الطفل بدميته.

 

جاء الحمد الله بإنجاز طبل وزمر له كل موظفو حكومته في قطاع التعليم، قبل أن يطبلوا ويزمروا أيضا لمسح هذا المسمى "انجاز" ويعلن محمد اشتية بطريقة اعتباطية عن عودة نظام التوجيهي.

 

اعلان اشتية عن شطب "انجاز" سلفه، جاء في ذيل بيان اجتماع الحكومة الأسبوعي، دون توضيح مصير الطلاب على مقاعد الدراسة هذا العام، ودون توضيح مصير من سبقوهم.

 

الإنجاز الوحيد الذي أبقى عليه اشتية سرا كما نفذه الحمد الله سرا، هو قرار زيادة رواتب ومخصصات الوزراء المالية، لولا أن فضح الإعلام سترهم.

 

وفي ظل هذا الواقع الكارثي، قد يكون من العبث السؤال عن مصير عشرات آلاف الطلاب، فعباس وحكوماته يتلاعبون في مصير الوطن كله، دون حسيب أو رقيب، فهل سيضرهم اعلان منقوص عن نظام التعليم.

 

ولعله في ظل سنوات الضياع، لا يليق السؤال إلا عن ساعة نهاية هذا الكابوس.

إغلاق