عباس يسحب القضية الفلسطينية لكارثة جديدة

عباس يسحب القضية الفلسطينية لكارثة جديدة

القاهرة – كشفت تحركات رئيس السلطة الفلسطينية وحركة فتح محمود عباس الأخيرة عن جهود حثيثة يجريها لتحريك أوهام السلام الشكلية، للحفاظ على بقائه في رأس الهرم الفلسطيني بأي صيغة.

 

وتظهر تحركات عباس خطرا محدقا على القضية الفلسطينية التي توشك أن تدخل كارثة جديدة بسبب حرص عباس على مصالحه الشخصية.

 

ويرى مراقبون أن عودة عباس للمفاوضات هذه المرة أخطر بكثير من السابق، في ظل معادلة إقليمية جديدة وتفوق إسرائيلي كبير بعد التطبيع العربي الذي تقوده الإمارات وشمل حتى الآن دخول البحرين والسودان.

 

المعدلات الجديدة، تتزاحم فيها القاهرة وأبو ظبي على قيادة المفاوضات بين السلطة الفلسطينية العائدة إلى «التنسيق الأمني» وبين الاحتلال الإسرائيلي. ويجري العمل على عقد لقاء رباعي يضمّ إلى جانب عباس، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والأمير الإماراتي محمد بن زايد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

 

وتستمر في الخلفية جهود صياغة موقف عربي موحد جديد لاستئناف هذه المفاوضات، سيكون أقل بكثير من الموقف السابق الذي شكلته المبادرة العربية للسلام.

 

ويسعى عباس لاستغلال قبضته الحديدية في السيطرة على مقاليد السلطة الفلسطينية إلى تبوء موقع جيد في معادلات مصالح الرؤساء العرب مع أمريكا وإسرائيل، بما يضمن له البقاء في السلطة، وتدفق المال من جديد.

 

عباس الذي عمل طويلا لجر موقف المنظمة للاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي، وكان أحد مهندسي اتفاق أوسلو والمفاوضات السرية، حمل لواء تطبيع العلاقات مع الاحتلال طويلا، قبل أن يتجاوزه المطبعون للدخول مباشرة إلى البوابة الإسرائيلية، بما يعني فقدانه للميزة التي صنعها لنفسه كعراب للتطبيع.

 

وقد أعلن عباس رفضه لهذه الصيغة والتي شعر فيها بتهديد شخصي لمكانته، حتى جاءته التطمينات بدعم استمرار وجوده بالسلطة، مقابل الانخراط في المعادلات الجديدة التي تهدد بجر القضية الفلسطينية لجرف خطير، وتفتح الباب واسعا أمام الاحتلال للتوغل أكثر في المنطقة العربية.

 

ومع قرب بدء الإدارة الأمريكية الجديدة ممارسة مهامها، يسعى عباس والسيسي وبن زايد فضلا عن محمد بن سلمان لترتيب أوراقهم للفوز برضى جو بايدن ولو على حساب القضية الفلسطينية.

 

وتسعى الأردن للحفاظ على موقعها في القضية الفلسطينية وتخشى دخول الإمارات والسعودية على خط ملف القدس والمسجد الأقصى، فيما تحاول مصر الحصول على دور أكبر في القضية الفلسطينية لتمنع الضغوط المحتملة عليها من الرئيس الأمريكي الجديد.

 

ويخطط كل هؤلاء للوصول لمصالحهم عبر الضغط أكثر على فلسطين، وتقديم ذلك كقرابين للاحتلال الإسرائيلي حفاظا على مصالحهم الشخصية، وأولهم الرئيس محمود عباس.

إغلاق