
10:22 am 16 ديسمبر 2020
دراسة إسرائيلية عن معركة خلافة عباس

الضفة الغربية – الشاهد| نشر مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي دراسة خاصة "نظرة عليا" على المعركة الملتهبة لخلافة محمود عباس، واصفا عباس بأنه كنز منح إسرائيل استقرارا استراتيجيا على مدار سنوات طويلة وصعبة.
واعتبرت الدراسة أن "عباس يشكل مكسبًا إسرائيليا، وقد تمكن من منح إسرائيل استقرارًا استراتيجيًا في الضفة، ومن تحجيم حركة حماس، وركز على تقوية العلاقات الوثيقة معنا".
ومع ذلك، رأت الدراسة الإسرائيلي أن عباس أضاع العديد من الفرص السياسية، العرض الذي طرح في محادثات أنابوليس.
وفي الاتجاه الأخر، لفتت الدراسة الإسرائيلية إلى أن عباس "أدار سلطة غارقة في الفساد، ومسّ بحقوق الإنسان، وتمثلت فترة ولايته بأزمات عميقة ومستمرة.
وعرضت الدراسة اهتمام مختلف المستويات الإسرائيلية بمسألة وراثة عباس لأنها ستنعكس على المنطقة والوضع الاستراتيجي لـ"إسرائيل".
وأوضحت الدراسة أن "الموقف لا زال ضبابيًا لمرحلة ما بعد أبو مازن في ظل غياب أي آلية لاختيار وريث أو طريقة سلسة لنقل مقاليد الأمور، ودون وجود وريث محدد وسط وجود قائمة منهم".
السيناريو الأول لما بعد غياب عباس هو: توحد القيادة الفلسطينية بهدف استقرار سلطة فتح على الأقل لفترة انتقالية، ثم يصار إلى اختيار زعيم يحظى بشعبية داخل القيادة الفلسطينية.
والسيناريو الثاني: اندلاع صراع عنيف بين معسكرات فتح قد يتحول إلى مواجهات عنيفة تؤدي إلى زعزعة استقرار السلطة من خلال خلق فوضى عارمة وكنتونات في الضفة الغربية تسيطر عليها قيادات محلية أو مليشيات مسلحة.
السيناريو الثالث: التوجه لمصالحة داخلية بما فيها اجراء الانتخابات ودخول حركة حماس في صدارة المشهد وداخل المؤسسات الرسمية الفلسطينية.
وبينما لم ترجح الدراسة أحد السيناريوهات الثلاثة، اعتبرت أن "اليوم الذي سيعقب عباس "لن يكون سيئًا لإسرائيل بالضرورة، أو مختلفًا عن حقبته"، وأنه يتوجب على "إسرائيل" ضمان وجود نقطة توازن عقلانية بين ترقب ما سيجري من جهة، والحذر من التدخل في الساحة الفلسطينية الداخلية.
ونصحت الدراسة قيادة الاحتلال الإسرائيلي بعدم التدخل الفج من قبيل نموذج بشير الجميل في لبنان، مع عدم الحياد حال اتجهت الأمور لشخصيات خطيرة كحركة حماس، إضافة لعدم المغامرة والقبول بمرشح مدعوم من قوى إقليمية.
وأوصت الدراسة بتنسيق الخطوات بين "إسرائيل" ومراكز القوة الرئيسية في المنطقة وعلى رأسها مصر والأردن ودول الخليج من خلال محاولة تجنيد قوتها السياسية والاقتصادية لإحداث استقرار في الساحة الفلسطينية، بعد رحيل الرئيس.
وخلصت الدراسة بالتوصية بضرورة أن يكون الرئيس الفلسطيني المقبل على علاقة وثيقة بـ"إسرائيل" حتى يتمكن من الحكم لسنوات طويلة، والنجاة أيضًا، "لأن عكس ذلك يعني فترة ولاية قصيرة".
وقالت الدراسة إن "إسرائيل" تطمح إلى تولي "شخصية شابة تنبذ شعارات الماضي بالحلم الفلسطيني بالعودة إلى مناطق الـ48".