المعنى الحقيقي لكلمة "التمكين"!

أثار مشهد توديع الكاتبة الفلسطينية لمى خاطر لطفلها أثناء اعتقالها من قبل قوات الاحتلال فجر اليوم حالة من السخط الشديد في الشارع الفلسطيني.

حالة الغضب تولدت إثر تراكمات عدة ومشاهد أصبحت اعتيادة لاقتياد النساء الفلسطينيات المقاومات لسجون الاحتلال، في وقت تتفرج فيه السلطة على آهات شعبها وجراحه دون أن تحرك ساكنا.

وقد طالب النشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي السلطة الفلسطينية بأن يكون لها موقف مشرف واحد يحفظ لها كرامتها، خاصة في ظل ما تفرضه من عقوبات على غزة، ومطالباتها المستمرة بالتمكين، وهو ما جعل الكثيرين يتساؤلون عن ماهية التمكين الذي تريده السلطة وهي غير قادرة على حماية نساء شعبها في الضفة، ناهيك عن شبابه وشيوخه وأطفاله.

حالات تهكم كبيرة أطلقها النشطاء ومستخدمي الفيس بوك عن فشل السلطة في حماية شعبها، بل وتواطؤها الدائم مع الاحتلال وما تقوم به أساسا من ملاحقة المقاومة وكل من يدافع عنها أو يدعمها ولو بالقول.

الكاتبة الفلسطينية لمى خاطر لم تكن يوما بعيدة عن دائرة استهداف السلطة لها وملاحقتها، وإن بدت بطرق ليست مباشرة، كاعتقال زوجها مثلا وتعذيبه وشتمه بسبب كتاباتها.

الغريب في الأمر أن آخر اعتقال لزوجها لدى أجهزة السلطة تم تهديدهم بالاعتقال وخاصة من قبل المدعو "معين السكران" مدير مخابارت الخليل.

الكاتبة خاطر تعرضت لسيل من الشتائم من قبل "معين السكران" حين أقدموا على اعتقال زوجها من داخل البيت في المرة الاخيرة.

وكانت خاطر كشفت على صفحتها الشخصية عبر "الفيس بوك" حينها بعضا من الشتائم التي أطلقها "السكران" على زوجها منها: "سندعس على رأسك ورأس زوجتك، وعلى أطهر لحية في حماس”, "سنربيكما لأنكما تماديتما كثيرا، وحسبتما أننا أرخينا لكما الحبل", " سنفعل كذا وكذا بك وبحماس وبمحمود الزهار", " سأتركك تتعفن في سجن أريحا بعد أن يفرغ منك جهاز الأمن الوقائي".

وقالت خاطر حينها"كانت تلك مقتطفات من العبارات التي أطلقها المدعو (معين السكران) المدير العام لمخابرات الخليل، خلال (حفلة) استقبال زوجي عندهم، وقبل تسليمه لجهاز الأمن الوقائي، الذي أفرج عنه بشكل مؤقت بسبب وضعه الصحي عقب ضربه، وحتى لا يتحمل المسؤولية عن أي أذى لحق به".

وأضافت "إن سلطة تسمح بأن يشغل رجل بهذه الأخلاق منصب مدير عام جهاز مخابرات أكبر محافظة في الضفة هي سلطة لديها أزمة أخلاقية، تضاف إلى أزمتها الوطنية!" وكان جهاز الأمن الوقائي قد اعتقل المهندس "حازم الفاخوري" الأسير السابق في سجون الاحتلال, و زوج الكاتبة والناشطة السياسية "لمى خاطر" من مدينة الخليل, قبل أن يرسلوه للمستشفى من شدة التعذيب الذي تعرض له على أيديهم.