فتح تُضَحي بالانتخابات ككبش فداء لخلافاتها الداخلية

فتح تُضَحي بالانتخابات ككبش فداء لخلافاتها الداخلية

رام الله – الشاهد| لا يمكن القفز بسهولة على كم التصريحات الكبير الذي يخرج في كل ساعة من قيادات السلطة وحركة فتح، والتي تشير إلى احتمالية تأجيل الانتخابات بذريعة عدم التخلي عن حق أهل القدس بالمشاركة فيها.

 

لكن هذه التصريحات تخفي السبب الحقيقي للرغبة في تأجيل الانتخابات، وهو الخشية الحقيقية من أن يكون تشتت فتح وانقسامها على نفسها سببا لهزيمة منكرة أمام خصمها المنظم جيدا حركة حماس.

 

ويبدو أن لجنة الانتخابات تشعر بذات الأمر في رغبة فتح بالتأجيل، لذلك حاولت استباق قرار التأجيل بالتأكيد على جاهزيتها لعقد الانتخابات في القدس، كي لا تظهر أمام الجمهور وكأنها شاركت في هذا القرار المتوقع.

 

هروب اللجنة

وكانت اللجنة أعلنت أنه في حالة التأكد أن رداً لن يصل من الاحتلال قبل البدء بعملية الدعاية الانتخابية، أو خلال فترة وجيزة من ذلك التاريخ (30 أبريل)، فإن لجنة الانتخابات على استعداد لعمل أي ترتيبات أخرى.

 

وقالت اللجنة، "بعثت القيادة الفلسطينية برسالة إلى الجانب الإسرائيلي تؤكد فيها أنها ستُجري الانتخابات في القدس والضفة والقطاع، وفق البروتوكولات المتفق عليها وكما تمت في الانتخابات الماضية، والتي تتلخص بالنسبة للقدس بعلمية اقتراع في ستة مراكز بريد في مدينة القدس الشرقية تتسع لحوالي 6300 شخص.

 

وأضاف البيان: "هذا الأمر (الاقتراع في مراكز البريد) يحتاج إلى موافقة إسرائيلية حيث أن مراكز البريد تحت سيطرة الجانب الإسرائيلي".

 

وأشارت اللجنة أن بقية الناخبين المقدسيين المؤهلين للاقتراع وعددهم حوالي 150,000 فمن المفترض أن يصوتوا في ضواحي القدس ولا يحتاج هذا الأمر إلى موافقة إسرائيلية.

 

وأوضحت اللجنة أنها وفرت أحد عشر مركزاً انتخابياً في ضواحي القدس كي يتمكن ال 150,000 مقدسي من الاقتراع فيها دون تسجيل مسبق، ودربت الطواقم الفنية اللازمة للقيام بهذه المهمة.

 

فوضى فتح

وبالعودة الى فوضى فتح، يذهب البعض الى أن حالة الفوضى التي تعاني منها فتح قد تدفع الجمهور الغاضب منها والذي لا يرغب أيضا في التصويت لحماس، الى الذهاب نحو خيارات بديلة تتمثل في التصويت لقوائم مستقلة او حتى عدم التصويت نهائيا والاكتفاء بالمشاركة في التسجيل فقط.

 

وفي غمرة هذه الأحداث وامكانية التأجيل، يبدو أن الشعب الفلسطيني سيكون عليه دفع ثمن خلافات فتح الداخلية مرة أخرى، ففي كل محطة اختلف فيها الفتحاويون مع بعضهم كان المواطن هو الضحية.

 

هذا الأمر أثار دوما حفيظة المواطنين، الذين ينظرون الى الامر بغضب وسخرية في آن معا، فكيف لحركة تدعي تمثيل جزء كبير من الشعب الفلسطيني أن لا تستطيع تنظيم نفسها أو السيطرة على عناصرها.

 

وكتب الصحفي محمد العيلة، متوقعا أن تكون حركة فتح في ورطة حقيقية، قد تدفعا للتأجيل، وعلق بالقول: "إن استمرت في مسار الانتخابات ستخسر بشكل مؤكد، وقد لا تحصل على المركز الثاني، في ظل سخط كوادرها، واتحاد القدوة والبرغوثي، كما ستحصل المجموعات المنشقّة شرعية برلمانية تهدد شخص أبو مازن".

 

حركة فتح في ورطة إن استمرت في مسار الإنتخابات ستخسر بشكل مؤكد، وقد لا تحصل على المركز الثاني، في ظل سخط كوادرها، واتحاد…

Posted by Mohamed Hamed Al-Aila on Wednesday, March 31, 2021

 

وتابع: "وإذا ما عطّلت المسار بشكل تعسّفي (تحت أي حجّة)، ستظهر أمام الشعب كمعطّل للانتخابات، إضافة إلى جنيها خلافات وشقاقات يصعب جبرها على المستوى القيادي والتنظيمي، وستنعكس سلبًا على فتح في قابل الأيام".

 

وخلص الى أن الشعب الفلسطيني هو المتضرر الاكبر، فكتب مضيفا: "لكن الحقيقة أن الشعب هو من في ورطة، وهو الخاسر من وراء تعطيل الانتخابات، لأن مصيرها بات مرتهن لقرار فتح، إضافة إلى التحديات الأخرى المتمثلة في العدو والإرادة الاقليمية والدولية".

 

بينما كتب المواطن ضياء الغول، معلقا على خلافات فتح باعتبارها مشاكسة داخلية كما يحلوا لبعض قيادات فتح أن تصفها، فعلق بالقول: "هههههههههههه مشاكسة لعاد ،، حركة مفكفكة ومحداش بمون ع تاني ومقسمه ١٠٠ قسم وكين قالولك بوصلتنا القدس نظمو حالكم اول وبعدها حطو بوصلة".

 

أما المواطن محمد سميح ابو شخيدم، فاعتبر أن خسارة الشعب ستكون مضاعفة بسبب التأجيل مرة، ومرى أخرى بسبب استمرار خلافات فتح، وعلق قائلا: "الشعب يا ريت لو حيخسر لأنه مرتهن بقرار فتح بهاي الحالة، بل حيخسر بسبب خلافات فتح الداخلية".

 

رفض واسع

ورفضا لقرار التأجيل المتوقع، أعلنت عدد من القوائم الانتخابية عن رفضها لمحاولات تأجيل الانتخابات التشريعية الفلسطينية والمقرر إجراؤها في مايو المقبل، وهددت بعض تلك القوائم بالعصيان المدني والاعتصام بالميادين العامة والمجلس التشريعي برام الله.

 

وقالت عدة قوائم في بيانات منفصلة إنها لن تقبل بانتخاباتٍ دون القدس ولكنها لن تقبل بأن تكون القدس حجة من البعض لتأجيل الانتخابات على حساب العملية الديمقراطية.

 

وأضافت: علينا العمل لإصدار موقف جريء يبنى عليه الوصول لحالة اشتباك سياسي تؤهلنا لإجراء الانتخابات بالقدس دون انتظار إذن الاحتلال أو غيره".

إغلاق