ضابط استخبارات اسرائيلي: حكم عباس يترنح وفتح تأكل نفسها

ضابط استخبارات اسرائيلي: حكم عباس يترنح وفتح تأكل نفسها

رام الله- الشاهد| قال ضابط إسرائيلي سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" التابع لجيش الاحتلال، إن "الساحة الفلسطينية تشهد أولى بوادر إضعاف حكم رئيس السلطة محمود عباس بعد تأجيل الانتخابات.

 

عجوز المقاطعة

وأشار الباحث بمركز القدس للشؤون العامة والدولة والضابط السابق يوني بن مناحيم، إلى أن حركة فتح على وشك الانشقاق الداخلي، ومروان البرغوثي القيادي البارز في فتح يتحدى قيادة عباس، وأعلن مسؤولون كبار فيها أن تأجيل الانتخابات، يعني عمليًا إلغاءها، يمثل علامة على بداية نهاية حكم عباس ابن الـ85 عاما.

 

وقال إن جيش الاحتلال يخشى من تفكك نظام عباس، وأن تتصاعد معركة خلافته، وتتحول إلى معارك شوارع بين المليشيات التي شكلها كبار قادتها في السنوات الأخيرة في أماكن مختلفة من الضفة، وهي مجهزة بالسلاح، ولذلك فإن (إسرائيل) قلقة لأنها لا تعرف أين ستنتهي الأمور، ومن سيتولى قيادة الحركة بعد خروج عباس من المسرح السياسي.

 

وذكر أن "المخاوف تحيط بالمؤسسة العسكرية لأن التطورات الميدانية لا تخضع لسيطرة عباس، مع بوادر أولى على بداية تفكك حركة فتح، واتفاقيات بين خصميه مروان البرغوثي ومحمد دحلان للشروع في اتخاذ خطوات عملية لكسر سيطرته الكاملة على الحركة، وطرد العديد من الشخصيات البارزة كدحلان وناصر القدوة وزياد أبو زياد، لكنه لم يجرؤ على العبث مع البرغوثي".

 

فتح الضعيفة

ونقل بن مناحيم عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "عباس يعلم أن (إسرائيل) بجانبه، وكذلك الرئيس جو بايدن والاتحاد الأوروبي ومصر والأردن، وجميعهم عارضوا الانتخابات".

 

وذكر بن مناحيم أن "مواجهة عباس في الانتخابات التي كانت متوقعة أضعفته وجماعته، وأجبرته على إعلان التأجيل خوفا من هزيمة مشينة، بعد أن زودته (إسرائيل) بحبل نجاة بعدم الموافقة على إجراء الانتخابات في القدس، وسارع للتمسك بهذا العذر لتأجيل الانتخابات، والآن يهدد البرغوثي بالاستقالة من فتح، وإقامة تيار سياسي للتنافس مع عباس، كما فعل دحلان بعد طرده من الحركة في 2011، وأسس تياره.

 

وقال إنه "من المتوقع أن تشتد معركة الخلافة في السلطة، وتتطور إلى إطلاق نار في الميدان، والمحور القريب من عباس يضم حسين الشيخ وماجد فرج وعزام الأحمد، المصممين على قمع حديدي لأي محاولة لمواجهة قيادة عباس، ويسيطر هذا المحور على قوات الأمن التابعة للسلطة والمجهزة بآلاف الأسلحة، لكن البرغوثي ودحلان لديهما بؤر ومليشيات في الضفة، وكذلك آلاف الأسلحة".

 

وختم بالقول إن "كرسي عباس بدأ يتأرجح، ورغم أن (إسرائيل) تدعمه، فإنه ليس هناك ما يضمن أنها ستتمكن من إنقاذه من الغرق".

 

بداية النهاية

وفي ذات السياق، ذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت، أنه من اللحظة التي أعلن فيها رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس تأجيل الانتخابات، بدأ العد التنازلي لنهاية عهد حكمه.

 

وأوضحت الصحيفة، أن كل ما يجري من تلك اللحظة؛ سواء في المجال السياسي وفي مجال العمليات الفلسطينية في الضفة وفي غزة، ينتمي لفصل صراع الخلافة في الضفة الذي يهدد بفوضى فلسطينية داخلية ومواجهة عنيفة مع (إسرائيل).

 

وأكدت أن المخابرات والجيش الإسرائيليين يستعدان منذ سنوات لهذا اليوم، ولكنه عندما يأتي، يستقبل بتردد وبالسؤال: هل يمكن كسب بعض الوقت الإضافي؟ إذن لا؛ يجب البدء بالتعاطي مع السلطة ككيان متفكك، فليس واضحا كيف سيبدو بعد بضعة أشهر أو سنة.

 

ورأت الصحيفة أن هذا الوقت هو لامتشاق الخطط التي أعدت من قبل الجيش والمخابرات كجواب على السيناريوهات المختلفة، والبدء بتفعيل العلاقات التي بنتها "إسرائيل" في المنطقة، وقدرات الأوروبيين من أجل محاولة التأثير على شكل السلطة في اليوم التالي لعباس.

 

الميدان يشتعل

وأشارت الصحيفة أنه "حتى قبل إعلان عباس، بدأ يلوح أثناء الشهر الأخير ارتفاع تدريجي في حجم العمليات والمواجهات، وكان هناك من نسب الحماسة في القدس إلى أجواء رمضان وقرار الشرطة الإسرائيلية الأخرق في باب العامود".

 

وأضافت: "كل ذلك صحيح، ولكن الميدان يبدأ بالاشتعال أساسا، عندما يشعر بأنه لا توجد فوقه يد موجهة متحكمة، وقد وجد هذا تعبيره في الارتفاع في رشق الحجارة والزجاجات الحارقة على المحاور، وفي إطلاق الصواريخ من غزة، وأمس في العملية في مفترق مركزي؛ وهكذا يبدو وسيبدو عهد حرب الخلافة".

إغلاق