لوفيغارو: نار الغضب ضد عباس الكاذب تزداد اشتعالا في الشارع الفلسطيني

لوفيغارو: نار الغضب ضد عباس الكاذب تزداد اشتعالا في الشارع الفلسطيني

رام الله – الشاهد| قالت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسة، إن الشارع الفلسطيني في الضفة ناقم للغاية على رئيس السلطة محمود عباس ويتهمه بالتقاعس عن اسناد هبة القدس وترك غزة وحيدة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير عليها، مشيرة الى أن صورة عباس تضررت كثيرا بفعل هذا الأمر.

 

وذكرت الصحيفة الفرنسية واسعة الانتشار، في تقرير لها، أنه وفي الشوارع المزدحمة وسط رام الله، باتجاه ساحة السوق، ينقسم السكان إلى فئتين: أولئك الذين يرفضون التحدث خشية من المراقبة أو لعدم اهتمامهم، وأولئك الذين يصبون جام غضبهم تجاه رئيس السلطة الفلسطينية.

 

وقالت إن النوع الأخير يمثل الشاب الفلسطيني "حسن" وهو الحارس في أحد مواقف سيارات والذي يرى أن محمود عباس ليست له شرعية ولا يمثل أي شيء بالنسبة له.

 

عباس كاذب

ونقلت الصحيفة الفرنسية، عن المواطن عمر وهو فلسطيني في الأربعينيات من عمره، ويعمل في مجال البناء ويعيش في مخيم للاجئين خارج رام الله، قوله: "أبو مازن قدم لنا وعوداً كاذبة".

 

وأضاف: "في الأسابيع الأخيرة عانينا من اعتداءات على المسجد الأقصى في القدس واعتداءات عنيفة من قبل اليهود وقصف واسع في غزة وأبو مازن لا يأبه".

 

وأردف بالقول: "على الرغم من وعود الولايات المتحدة، فإن الوضع يزداد سوءًا، فهم لا يفعلون شيئًا من أجلنا".

 

وأشارت لوفيغارو إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين توقف خلال جولته الدبلوماسية الأخيرة بشكل ملحوظ في رام الله.

 

واستدركت: "لكن لقاء بلينكين وأبو مازن لم يطمئن أولئك القلقين على عمر الأخير (85 عاماً) ووضعه الفكري، خاصة بعد قوله: "نود أن نرحب بوزيرة الخارجية كلينتون" قبل أن يتدارك الموقف بعد أن صحح له أحد مستشاريه الاسم.

 

وخلال اللقاء قال وزير الخارجية الأمريكي: "أنا هنا لأؤكد التزام الولايات المتحدة بإعادة بناء العلاقة مع السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني".

 

لكن الصحيفة الفرنسية اعتبرت أن اليد الممدودة لإدارة بايدن من غير المرجح أن تقوي أبو مازن.

 

سقوط عباس

وفي هذا الصدد، تنقل الصحيفة الفرنسية عن ناثان ثرال، المحلل المستقل والخبير في شؤون المنطقة، قوله: "تود الولايات المتحدة أن تنقذ أبو مازن، لكنني لست متأكدًا من أنها تستطيع ذلك".

 

وأضاف: "لم يكن عباس في يوم من الأيام بهذا الضعف السياسي، إن هذا هو الحال منذ فترة طويلة، لكن مصداقيته تراجعت كثيرا في الأشهر الأخيرة مع إلغاء الانتخابات والاحتجاجات في القدس والحرب في غزة".

 

وأكمل: "الشيء الوحيد الذي تستطيع الولايات المتحدة فعله هو محاولة دعم السلطة الفلسطينية، عبر إعادة فتح القنصلية، وإعطاء المال، وقول بضع كلمات عن مدى أهمية عباس في إعادة بناء غزة. ولن يغير كل ذلك أي شيء في قواعد اللعبة بالنسبة لعباس".

 

وفي ذات السياق، وقع عدد من المثقفين والأكاديميين العرب وشخصيات فلسطينية عامة عريضةً للمطالبة بنزع ما تبقى من شرعية على رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس، أو إقالته من المناصب القيادية كلها، ومساندة الحملة الوطنية لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وانتخاب قيادة بديلة للشعب الفلسطيني.

 

وقال الموقعون على العريضة: "لقد أعادت انتفاضة القدس المجيدة الأخيرة كشف العجز المدوّي للرئيس وسياساته وسلطته، وطفح الكيل بالرأي العام الفلسطيني. منذ انطلاق الانتفاضة في حيّ الشيخ جراح، ثم اتّساعها لتشمل الأقصى والقدس، ثم غزة والضفة الغربية والداخل الفلسطيني والخارج".

 

الغائب الأبرز

وأضافوا: "كان الرئيس هو الغائب الأبرز، وبعد أن وضعت المعركة أوزارها، أضاف عباس إلى سجله السياسي فشلاً آخر تمثل في غياب إظهار التضامن الأخلاقي مع معاناة الشعب الفلسطيني بأكمله، ولو في حدوده الدنيا؛ إذ لم يكلّف نفسه عناء زيارة عائلات الشهداء في غزة والضفة الغربية".

 

وتابع: "لقد كانت فرصة وطنية وذهبية ينتهزها الرئيس لزيارة قطاع غزة، واغتنام هذه اللحظة واعتبارها بداية إنهاء الانقسام، ولكن عوضًا عن ذلك، كشفت انتفاضة القدس الأخيرة عمق الشلل الذاتي الذي وضع الرئيس نفسه فيه، بل وتكبيله حركة وطنية عريقة وذات تاريخ عظيم مثل حركة فتح، وتجميده – إن لم نقل تدميره – لمنظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها وتمثيلها للشعب الفلسطيني، والتي كانت، مع الأسف، الغائب الثاني في انتفاضة القدس".

إغلاق