
10:25 am 12 يونيو 2021
صحيفة: مصر غاضبة من عباس لتواصله مع الاحتلال لعرقلة إعادة الإعمار

رام الله – الشاهد| أكدت مصادر سياسية مصرية أن حالة استياء كبير تشعر بها مصر بسبب اكتشاف اتصالات مباشرة جرت أخيراً بين رئيس السلطة محمود عباس ومسؤولين إسرائيليين بارزين، بهدف إبداء تشدد في ملف إعادة إعمار قطاع غزة.
ونقلت صحيفة "العربي الجديد"، عن لك المصادر قولها إن عباس طلب من الاحتلال عدم إزالة العقبات الإسرائيلية بشأن القرارات الخاصة بإدخال مواد الإعاشة للقطاع، وإعادة فتح المعابر وتشغيل محطات الكهرباء بشكل طبيعي، وإعادة فتح كامل مساحات الصيد في بحر غزة، بشكل يعقد الجهود المصرية.
وأشارت الى أن مصر مستاءة من السلطة الفلسطينية، وتعتبر تحرك عباس بمثابة التفاف على الجهود المصرية الرامية لتهدئة الأوضاع والسيطرة على المشهد الفلسطيني.
وأعلنت السلطة عن لسان كبار المسئولين فيها عن تمسكها بربط عودة الوضع لما كان عليه قبل العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة في مايو/أيار الماضي، بإشراف مباشر منها، وكذلك طلبت مرور المنحة القطرية الشهرية عبر مسارات تشرف عليها أيضاً، كضمانة لعدم استغلالها لصالح أعمال المقاومة، وهو ما رأت القاهرة فيه عرقلة لجهودها، ومساعي لتقويض دورها في المشهد الفلسطيني خلال الفترة المقبلة، وفق المصادر.
ورأت المصادر أن مساعي السلطة الأخيرة جاءت للسيطرة على حالة التصاعد الكبير في شعبية ونفوذ حركة "حماس" في أعقاب جولة المواجهة الأخيرة مع الاحتلال، وكذلك الاتصالات الأخيرة بين الحركة وأحد أجنحة حركة "فتح".
كما أكدت لامصادر ان السلطة قلقة للغاية من اعتزام حماس تضمين اسم القيادي الفتحاوي في سجون الاحتلال مروان البرغوثي ضمن قائمتها للأسرى الذين تطالب بتحريرهم خلال صفقة التبادل المرتقبة مع الاحتلال، إضافة إلى اسم الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، وهو ما ترى فيه السلطة الفلسطينية وحركة "فتح" قوة ضخمة ستضاف لرصيد "حماس" يصعب معها السيطرة عليها بعد ذلك.
وأشارت المصادر الى أن وعود "حماس" بتضمين اسم البرغوثي ضمن قائمة صفقة الأسرى، يمثّل أزمة داخلية كبيرة للسلطة، في ظل حجم الشعبية الكبيرة للبرغوثي، والتي يرى فيها عباس وقيادات الصف الأول بها تهديداً مباشراً لهم.
حديث المصادر المصرية جاء متطابقا مع ما أوردته صحيفة "رأي اليوم" اللندنية، التي نقلت بدورها عن مصادر فلسطينية شاركت في التحضير لجلسات حوار القاهرة بين الفصائل، قولها إن شروط حركة فتح التي حضرت معها للقاهرة تسببت في تفجير الحوار ودفعت مصر لإعلان تأجيله بذريعة انشغالها بملفات داخلية.
ونقلت عن تلك مصادر قولها إن مستوى الحساسية وتراكم حالة غضب مصرية تصاعدت بسبب رئيس السلطة محمود عباس الذي تتهمه الدوائر المصرية الامنية بإعاقة أول محاولة لتوفير غطاء فصائلي يصلح لتدشين مشاريع إعادة إعمار غزة.
وأفادت أن انزعاج المصريين الكبير ظهر في سطور البيان القاسي دبلوماسيا الذي صدر لإعلان إرجاء اجتماع بين الفصائل الفلسطينية كان اشبه بمؤتمر مصغر وله هدف يخدم الاستراتيجية المصرية في ملف قطاع غزة.
وأشارت الى أن المراقبين تلمسوا الغضب والانزعاج المصري في العبارة التي وردت في البيان الرسمي والتي تحدثت عن تأجيل الحوار الفصائلي الفلسطيني إلى اشعار آخر، بمعنى عدم تحديد سقف زمني جديد لانعقاد اجتماع فلسطيني يرى المصريون انه ضروري جدا مرحليا.
وقالت الصحيفة إنه في بداية الاتصالات المصرية التنسيقية وافق عباس على حضور اللقاء وأرسل وفدا ترأسه اللواء جبريل الرجوب وضم كل من أحمد حلس وروحي فتوح فيما كان رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية مع وفد من الحركة قد وصل للقاهرة وعقد المسؤولون المصريون لقاءات تمهيدية مستقلة مع كلا الوفدين.
وأفادت أنه وخلال عقد تلك اللقاءات علمت القاهرة أن عباس أصدر أمرا بمنع الفصائل المنضوية تحت راية منظمة التحرير في الضفة ومناطق السلطة من السفر إلى القاهرة، مؤكدة أن هذا المنع كان أول إشارة تصل المصريين بسعي عباس لتأطير أو إفشال اللقاء الفصائلي.
وبينت أن المفاجأة الثانية للمصريين تمثّلت في الخطاب الذي حمله وفد حركة فتح، حيث تحدث الثلاثي الرجوب وحلس وفتوح عن شرطين أساسيين لمحمود عباس لا يمكن التنازل عنهما لإقامة تنسيق تحت عنوان مشاريع الاعمار في القطاع عبر المظلة المصرية.
وأوضحت أن الشرطين تمثلا أولا بوجوب اتجاه حركة حماس فورا للمشاركة في حكومة وحدة وطنية فلسطينية وقبل الانتخابات ودون انتظار اجرائها، وثانيا أن الانتخابات الفلسطينية لن تجرى بدون موافقة الاحتلال على شُمولها في القدس المحتلة.
وأكدت الصحيفة أن الوفد الفتحاوي أبلغ المصريين بأن الشرطين المشار إليهما يمثلان موقف السلطة وعباس وعلى أساسهما ينبغي أن تجري لقاءات القاهرة، في وقت كان عباس يمنع فصائل منظمة التحرير في الضفة من السفر للقاهرة.