هآرتس: السلطة تشتري الصمت الدولي على قمع الفلسطينيين بوظيفتها الأمنية

هآرتس: السلطة تشتري الصمت الدولي على قمع الفلسطينيين بوظيفتها الأمنية

رام الله – الشاهد| قالت صحيفة هآرتس العبرية، إن رئيس السلطة محمود عباس يستند في قمعه للحراك الجماهيري الحاصل حاليا الى دعم اسرائيلي وغربي له نظير الحفاظ على الاستقرار الأمني في الضفة، ومنع أي محاولة للعمل العسكري لمقاومة الاحتلال.

 

وذكرت الصحفية أميرة هاس أن السلطة سمحت لنفسها باللجوء إلى أسلوب الردع والترهيب، الذي يعبر عن نظام استبدادي منفصل عن الشعب، وهو اسلوب يستند الى الثقة في أن الدعم العالمي مضمون عبر العلاقات الخاصة التي بنوها مع الاحتلال بفضل الوظيفة الأمنية الجيدة للسلطة.

 

وتشير هاس الى أن صمت السلطة يأتي بالتوازي مع استيلاء الاحتلال على معظم أراضي الضفة وتحطيم التواصل الفلسطيني في الشطر الشرقي من القدس، بينما لا تجرؤ الدول الغربية على اتخاذ إجراءات ضد الاحتلال لانتهاكه القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

 

وتذكر الصحفية أن السلطة تكرر ما فعلته الانظمة القمعية التي سقطت في الربيع العربي، وقالت إن الفلسطينيين دائمًا ما يشتكون من نقص التخطيط أو سوء التخطيط في المهام المدنية للسلطة.

 

لكن في المقابل فإن السلطة تبدو بارعة في قهر مواطنيها، فهاجم أفرادها المتظاهرين وفرقوهم بالقوة، وهاجموا الصحفيين وخطفوا هواتف المتظاهرين، واقتحموا الفضاء العام في ساحة المنارة، وخلقوا مظاهرة بديلة لدعم رئيسهم محمود عباس.

 

ونوهت الى أن السلطة سمحت لنفسها بالقمع العنيف لأنها تعرف أن عدم الوضوح بشأن ما سيحدث يخيف جمهورها، ونوهت الى أن هذا الجمهور لا يستطيع التخلي عن الاستقرار بالذات في الجيوب في ظل التنسيق الأمني ​​مع الاحتلال.

 

اعتداءات واسعة

وشنت أجهزة السلطة اعتداءات واسعة على المتظاهرين السلميين في وسط رام الله الذين خرجوا للتنديد باغتيال الناشط العارض السياسي نزار بنات على يد أجهزة الامن في الخليل فجر الخميس الماضي.

 

وأظهرت صور ومقاطع فيديو قيام عدد من عناصر الامن بالتوجه الى مكان المظاهرات السلمية والاحتاك بالمشاركين فيها ومهاجمتهم وسحلهم وضربهم في الشوارع، ومن بينهم شبان وفتيات وكبار في السن.

 

وأفاد شهود عيان بأن العشرات من العناصر الأمنية هاجموا المتظاهرين على دوار الساعة وسط رام الله، وانهالوا بالضرب على عدد منهم كما حاولوا اختطاف آخرين.

 

وطالت الاعتداءات الصحفي إيهاب الخصيب بعد مصادرة هاتفه خلال التظاهرة ومنع ناشطين وصحفيين من التصوير.

 

وكانت مجموعات شبابية دعت للمشاركة في المسيرات في إطار الفعاليات المنظمة والرافضة لاغتيال المعارض والناشط السياسي نزار بنات ونهج السلطة في تكميم الأفواه وقمع المسيرات السلمية.

 

اصابات واعتقالات

وأعلنت مجموعة "محامون من أجل العدالة"، أنها وثقت إصابة أكثر من 100 مواطن ورصدت حالات اعتداء على صحافيين ومراقبين حقوق إنسان خلال قمع أجهزة السلطة للتظاهرات التي خرجت للتنديد باغتيال الناشط المعارض نزار بنات.

 

وذكرت المجموعة انها وثقت عددا من حالات الاعتقال والاحتجاز التعسفي للمواطنين على يد أفراد الامن فضلا عن مصادرة هواتف وكاميرات لنشطاء وصحفيين تواجدوا في تلك التظاهرات للتغطية الصحفية.

 

اغتيال مدبر

وكان الناشط بنات قد وقع ضحية اغتيال مدبر نفذته قوة أمنية مشتركة بين جهازي المخابرات والوقائي في مدينة دورا، حينما أقدمت على اغتياله بعد أن اقتحمت منزله في مدينة دورا.

وذكرت مصادر عائلية أن القوة الكبيرة التي اقتحمت منزل بنات قامت بتفجير الأبواب، وانهالت على بنات بالضرب المبرح بالهراوات والقضبان الحديدية على رأسه وهو ما زال في سريره

إغلاق